مختار محمود
حَسنًا فعل رئيس الإذاعة محمد نوار بالتعامل السريع والمباشر مع فيديو القاريء الراقص، وإحالته إلى لجنة الاستماع الموحدة التي اتخذت قرارًا بوقفه عن القراءة عامًا. هذه هي المرة الثانية التي يثبت “نوار” فيها أنه على مستوى المسؤولية.
قبل عامين ونصف العام تقريبًا تدخل “نوار” أيضًا في أزمة القاريء الطبيب صلاح الجمل وتم تجميده تمامًا.
قليلون هم المسؤولون الرسميون الذين يغضبون من أجل كتاب الله وينتفضون في سبيله؛ لأن حساباتهم تكون دومًا مختلفة، ولا ينشغلون إلا بما يمنحهم الرضا السامي، ويُحصِّنهم ضد الاستبعاد من مناصبهم، ويضمن لهم التجديد عامًا بعد عام، ويُقربهم إلى مناصب أرفع.. “نوار” يكون بذلك قد صحَّح بعضًا من أخطاء أسلافه الذين تغافلوا عن أخطاء وخطايا قراء لا يتلون القرآن الكريم حق تلاوته، تم اعتمادهم بالواسطة وأشياء أخرى، سوف نكشف جانبًا منها عما قريب.
وأتمنى ألا تكون انتفاضة “نوار” من أجل القرآن الكريم سببًا في عدم التجديد له في منصبه؛ حيث يبلغ سن التقاعد خلال أيام.
هذا عن الشكر الواجب لـ”نوار”..أمَّا التنويه..فإن القاريء الراقص لن يستسلم لقرار وقفه، ولكنه سوف يسعى-كما لا يزال “الجمل” يسعى- للالتفاف حول القرار وإلغائه.
“الجمل” لم يترك بابًا إلا طرقه ولا مسؤولاً إلا طلب وساطته؛ ليعود من جديد؛ لا سيما أنه لايزال مؤمنًا بأنه “نمبر ون”، كما قال من قبل في تصريحات متلفزة عن نفسه.
“الجمل” كان يتوهم أنه مُحصَّن؛ حيث إنه هبط على الإذاعة بالبراشوت من خلال فرمان رئيس الحكومة السابق إبراهيم محلب ودون اختبارات حقيقية وتحت رعاية رئيس الإذاعة السابق عبد الرحمن رشاد.
القاريء الراقص سوف يحذو حذو زميله؛ من أجل تجميد القرار، وقد بدأت أولى خطواته بأن أصدر ابنه-الذي طاف على منتقدي أبيه قبل عقابه شتمًا- بيانًا اعتذاريًا ركيك اللغة عن خطأ والده فور صدور قرار لجنة الاستماع الموحدة؛ ليس في سياق الاعتراف بالخطأ والندم عليه وعدم تكراره مستقبلاً، ولكن لأن هناك مَن نصحه بذلك؛ لامتصاص حالة الغضب واستدرار العطف والشفقة من جانب البعض.
والطريف أن الابن كان قد كتب على صفحته فور صدور القرار ما يفيد بأن أباه أكبر من الإذاعة ولا يحتاج إليها..سبحان مغير الأحوال.
ومن التنويه الذي يجب أن يضعه “نوار” أو من يأتي بعده إن تمت الإطاحة به في اعتباره أن ابن القاريء الراقص يبذل محاولات حثيثة للالتحاق بالإذاعة،
رغم أن تسجيلاته المتاحة في الفضاء الإلكتروني تؤكد أنه ليس أفضل حالاً من أبيه حفظًا وإتقانًا والتزامًا أثناء التلاوة، ومن ثمَّ فإن التمكين لسلسال القاريء الراقص في الإذاعة سوف يكون خطأ كبيرًا وإثمًا عظيمًا.
أما التنبيه الذي لا يجب على “نوار” أو خليفته إغفاله فهو التدخلات والضغوط التي تحدث كل مرة عندما يتعرض قاريء للإيقاف المؤقت كما حدث مؤخرًا مع الطواريط وآخرين لا تعملونهم الله يعلمهم. هذه الضغوط تحدث من داخل ماسبيرو، من مسؤولين متقاعدين أو لا يزالون في الخدمة.
رأس الحربة في هذه المحاولات الخبيثة التي بدأت فور اتخاذ قرار وقف القاريء الراقص مخرج سابق، لا يخجل بُحكم علاقاته وقُربه من أحد الوزراء من التدخل والالتفاف على هذه النوعية من القرارات
وللأسف في كل مرة تنتهي محاولاته بالنجاح، و”الحسَّابة بتحسب”..رُفعتْ الأقلام وجفَّت الصحف.