نشرت صفحة ما لا تعرفه عن السينما عن قصة ميسي ورونالد قائلة
قصة ميسي ورونالدو التي يتحدث عنها الكثير في هذه الأيام تذكرني جداً بالقصة الملحمية التي دارت بين موتسارت وأنطونيو سالييري، بين رجل منحه الله الموهبة الخالصة من أعلى السماء دون شرط، ورجل آخر حارب العالم كله كي يثبت موهبته ووجوده وقيمته.
موتسارت مثل ميسي “ Lionel Messi” ، الموهبة اختارته وهو لم يخترها، كانت الألحان تتناثر من روحه وتُلحّن نفسها من تلقاء نفسها، كما كانت الكرة تلتصق بأقدام ميسي ” Lionel Messi“ وتمر من بين أعداء وكأنها هي من تحركه وليس العكس، وكأن موتسارت كان أداة الموسيقى، وميسي أداة جمال كرة القدم ومتعتها وعالمها الخفي الخاص.
أما أنطونيو سالييري فكان رجلاً أحب الموسيقى وبحث عنها في كل مكان، ضحى بكل ما يكن من أجل لمس “الله” كما حلم، عاش حياته وهو يقدس الجمال حتى في ألد أعداءه ويبكيه أيضاً. رونالدو لم يمنحه الله قدرة ميسي بل أوجد قانونه الخاص وتحول من عدمٍ إلى وجود، ليس بقدرة خفية أو ما ورائية بل بعشقه الخالص لكرة القدم اخترع مادة خالصة في الجلد المدور وأصبح مدرسةً لغير المرغوبين من حنان الله.
كان أنطونيو سالييري يصف موسيقى موتسارت بأنها “صوت الله” وفي يومٍ ما نظر إلى السماء وعاتب الإله لأنه لم يمنحه صوته بل منحه الفراغ في الداخل، وعلى سالييري البحث في سراديب روحه عن نغمة وراء نغمة وراء نغمة، نشواته كانت في الاكتشاف وليس الإيجاد!
رونالدو أيضاً حُرم من حنان الإله ونظر لعدوه الذي يملك كل شيء دون مجهود، وما كان على رونالدو أيضاً سوى الركض من ملعب إلى ملعب إلى ملعب ووجد النشوات في انتصارته، وكان غروره ينبع من التعب، من التعب فقط!
أجد نفسي أميل إلى الاثنين معاً، ميسي الذي منحته الحياة إعجازاً لم يأتِ سوى بالنادر، موهبة فريدة نقية خالصة مثل موتسارت سحرت العيون وأذاقت العشاق الوله، ميسي” Lionel Messi“ الذي لم يجد في كرة القدم سوى رقصة لا نهائية لا تنتهي، لأنه لا يعرف من أين بدأت؟
ورونالدو مثل سالييري ذلك الذي يتخيل ما وراء الأشياء لكنه بحاجة لاجتهاداً خارقاً للطبيعة كي يصل ليرى ما وراء كرة القدم، اجتهد ومات وعاش وتألم وانتظر ورقص وبكيَ وسقط ونهض، كانت قصته هي الأكثر إلهاماً والأكثر تشويقاً لأنه كتبها بنفسه، كانت دون بداية ولا نهاية، كتبها رونالدو بنفسه!
ما هو الأكثر سحراً؟
أن تُكتب حكايتك بكرة القدم أم تكتب حكايتك بكرة القدم؟
أعتقد أن كل حكاية لديها رونقها الخاص وألمها الخاص ونشوتها الخاصة، قصة رونالدو وميسي هي قصة الفطرة ضد الاجتهاد، وبين فطرة ميسي واجتهاد روونالدو قضية عظيمة من قضايا هذه الحياة.