الأحد , ديسمبر 22 2024
القديس الأنبا متاؤس الفاخوري

القديس الأنبا متاؤس الفاخوري وديره الأثري بجبل أسنا وقصة اكتشاف رفاته المقدسة بالدير

إعداد ماجد كامل

تحتفل الكنيسة القبطية يوم 7 كيهك من الشهر القبطي الموافق 16 ديسمبر من الشهر الميلادي بتذكار نياحة القديس الأنبا متاؤس الفاخوري . وهو واحد من أشهر قديسي الكنيسة القبطية في منطقة الصعيد وتحديدا منطقة أسنا.

مولده

أما عن الأنبا متاؤس نفسه ؛ فلقد ولد في الأقصر من أبوين مسيحين تقيين ؛وكان والده يعمل بصناعة الفخار ؛ ولقد تسمي المولود بأسم متاؤس وهو النطق اليوناني لأسم ” متي” ومعناها “هبة الله” ؛ ولقد تنيحا والده وهو مازال طفلا صغيرا ؛ ولقد نشأ متاؤس محبا لحياة الوحدة والرهبنة ؛ فالتحق بدير بأحد الأديرة الموجودة بجبل أسنا ؛وكان رئيس الدير في ذلك الوقت يدعي “الاب مرقس”؛ ولقد عاش الانبا متاؤس في وحدة ونسك شديدين ؛وبعد قليل عمل له مغارة في الجبل بالقرب من الدير عاش فيها ناسكا متعبدا .

وبعد نياحة الأب مرقس قام الآباء الرهبان باختيار الأنبا متاؤس أبا ورئيسا للدير لما رأوا فيه من فضائل حقيقية ؛ فقام بمهمته علي خير وجه حيث قام بتعمير الدير واقام بعض المباني الضخمة ؛كما أجري الرب علي يده آيات وعجائب كثيرة مثل شفاء الأمراض وإخراج الارواح النجسة ؛ وعلم الغيب وإقامة الموتي حتي ذاع صيته وأصبح ديره يستقبل كل ذوي الحاجات وطالبي الشفاء والنصح والإرشاد من المناطق المجاورة .

القديس الأنبا متاؤس الفاخوري

حياته الرهبانية

ولقد تميز في حياته الرهبانية بالعديد من الفضائل مثل التدقيق الشديد في حياته ؛ والنسك والعبادة ؛ والعطاء ومحبة وخدمة الناس؛ والسلطان علي الوحوش الضارية ؛ كما تميز بتعاليمه الصالحة التي أهتم ان يزود بها أولاده الرهبان ؛ وعندما كبر وشاخ بدأ يشعر بالضعف يدب في جسده ؛ وفي اليوم الرابع من شهر كيهك ؛ ثقل عليه المرض جدا ؛فتجمع الرهبان حوله من كل مكان فأخذ يعظهم ويشددهم ؛ وفي الليلة الأخيرة من حياته ؛أشتد عليه المرض جدا حتي فاضت بروحه بسلام صباح اليوم السابع من شهر كيهك ( لم تحدد لنا مصادر السيرة العطرة العصر الذي عاش فيه القديس ولا السنة التي تنيح فيها ؛ ولكن ذكرت بعض المصادر أنه عاش في القرن الثامن الميلادي تقريبا في عصر البابا الكسندروس الثاني البابا رقم 43 من بابوات الكنيسة القبطية ( 704- 729م )

كما ذكر ذلك المؤرخ الكنسي الراحل المرحوم الأستاذ نبيه كامل داود في مذكراته عن تاريخ الكنيسة في العصر العربي ) .

نياحته

ولقد كان عمر القديس عند نياحته حوالي 105 سنة تقريبا ؛ منها عشر سنين عاشها في طفولته قبل الرهبنة ؛ وخمسة واربعون سنة في الرهبنة ؛ وخمسون سنة كرئيس للدير .

ولقد دفن القديس في مقبرة من الرخام داخل حجرة صغيرة خاصة في مدخل حصن الدير وتقع بحري الكنيسة الحالية للدير .

ديره الأثرى

أما عن الدير الأثري الذي علي علي أسم القديس في أسنا ؛فلقد كتب عنه أبو المكارم في كتاب “تاريخ الكنائس والاديرة في القرن “12 ” بالوجه القبلي الجزء الثاني ؛وتحت باب ” دير باسنا” حيث قال ” الدير الكبير بالجبل الذي أنشاه الراهب متياس ؛ترهب فيه جماعة من الرهبان ولهذا الرجل عجائب كثيرة

ولقد شهدت به سيرة البيعة واخبار الاب الكسندروس البطريرك وهو في العدد الثالث والاربعين ” ( الانبا صموئيل اسقف شبين القناطر وتوابابعها :- المرجع السابق ذكره ؛ صفحة 104 ).

ولقد كتب عنه القمص عبد المسيح المسعودي البراموسي الصغير( 1884- 1935 ) في كتابه الشهير “تحفة السائلين في ذكر أديرة الرهبان المصريين ” سطرا واحدا ذكر فيه تحت أسم “دير الفاخوري بجبل أسنا ” حيث قال ” بمديرية قنا وفي كرسي أسنا . وفيه كنيسة يصلي فيها الآن قسوس أسنا خبرنا عنه جاورجي باخوم ” ( المرجع السابق ذكره ؛ صفحة 154 ).

ولقد كتب عنه المتنيح الانبا صموئيل أسقف شبين القناطر الراحل في موسوعته” الدليل إلي الكنائس والأديرة القديمة من الجيزة إلي أسوان ” وتحت اسم “دير الأنبا متاؤس الفاخوري باصفون باسنا تحت رقم 181 ؛حيث قال ” يقع هذا الدير علي مسافة 16 كم شمال اسنا ويبعد 6 كم غربا عن اصفون المطاعة التي تقع علي الطريق الغربي من اسنا إلي البر الغربي للأقصر وتمتد حتي قنا ونجع حمادي .

ويري الدير وحصنه القديم العالي عن بعد .

والمباني القديمة من الدير القديم هي الكنيسة الاثرية والحصن القديم ومبني قلالي قديم وجزء من الاسوار .

وترجع الأجزاء القديمة من الكنيسة من الكنيسة غلي القرن 12م وهي تتكون من هيكل أوسط يتوسطه قبة عالية تحيطها قباب منخفضة .

ومبني القلالي يتوسطه طرقة عريضة وعلي جانبيها الحجرات .

أما الحصن فصغير نسبيا ومن اعلاه منظر جميل للدير والاراضي المحيطة .

وتزين حوائط الدير كثير من الرسومات الحائطية ( الفرسك) التي قام المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بدراستها والنشر عنها في مجلد خاص بأديرة اسنا ” 0 ( المرجع السابق ذكره صفحة 76 ).

وايضا من الكتب التي صدرت عن الدير ؛نذكر أيضا كتاب “تاريخ المسيحية والرهبنة وآثارهما في أيبارشيتي نقادة وقوص وإسنا والأقصر وأرمنت ” للاستاذ المرحوم نبيه كامل داود والأستاذ الدكتور عادل فخري صادق ؛ حيث ورد فيها ” يقع هذا الدير بالحاجر الغربي ؛غربي ناحية أصفون مركز إسنا بنحو 7 كم وشمالي مدينة إسنا بنحو 12 كم .

بني هذا الدير القديس متاؤس في النصف الأول من القرن الثامن الميلادي ؛وقد جاء ذلك في عدة مصادرر :

المصدر الأول في تاريخ البطاركة لساويرس بن المقفع اسقف الأشمونين .

المصدر الثاني كتاب “الكنائس والأديرة لابو المكارم سعد الله (وضع نحو 1209م) .

المصدر الثالث:- سيرته بالعربية ؛ وجاء بها “سيرت ….. ابينا انبا متاؤس الريس بالدير المعروف بجبل أصفون .

ويواصل نفس الكتاب كتابته عن الدير المذكور فيقول عنه ” بكنيسة الدير القديمة كتابات مختلفة مؤرخة بالقبطية أقدمها علي العموم الغربي أمام الهيكل كتب ما ترجمته في سنة 865 للشهداء الموافق 1148/1149 للميلاد عن تجديد ما تخرب بالدير .

وثاني كتابة مؤرخة كانت توجد علي حجر صغير مبني بالحائط البحري في مدخل كنيسة الدير علي يسار الداخل من اسفل ما ترجمته “في يوم 22 برمهات 915 للشهداء الموافق 19 مارس 1199م ؛ولقد شاهدها إقلاديوس لبيب الميري اثناء زيارته للكنيسة يومي 29 و30 نوفمبر 1902 ؛ ويري كوكان إنها لم تعد موجودة الآن .

ثالث كتابة قبطية مؤرخة بالكنيسة علي العمود الغربي ايضا ؛كتب ما ترجمته “في نهار يوم 6 من أمشير 976 للشهداء الموافق 1 فبرابير 1260 م .

ورابع كتابة قبطية مؤرخة بالكنيسة علي العمود الشرقي أمام الهيكل ؛كتب ما ترجمته ” الحقير إسحق بن قلادة من مدينة بانوس ] = أخميم حاليا[ .

وخامس كتابة قبطية مؤرخة بكنيسة الدير بالجهة القبلية منها بزوايا ؛رسم صليب كبير كتب ما ترجمته ” بسم الله .؟ مركور الرسام ابن الشماس أناتولي ابن دير أبونا النبي أبا شنوتي ؛ الرب يرحمه آمين وآمين .

شهر مسري سنة 1032 للشهداء .

وسادس كتابة قبطية مؤرخة بكنيسة الدير بالجهة القبلية منها ؛كتابة تذكارية ما ترجمته “اذكر يا رب الفقير باكير القس الراهب بجبل أغاثون ( المرجع السابق ذكره :- الصفحات من 192 : 196 ).

ولعل أحدث كتاب وصلني كتب عنه ؛هو كتاب “المسيحية القبطية في ألفي عام ” للعالم الإلماني أوتو مينارديس ” ترجمة دكتور “مجدي جرجس ” والصادر عن المركز القومي للترجمة تحت رقم ( 2353 ) حيث قال عنه ” يقع هذا الدير علي بعد حوالي 7 كم من أصفون ؛وهو محاط بسور عال ؛ وأمام الدير عدة مقابر مسيحية مميزة بصلبانها وقبابها البديعة ؛ويقال أن هذه المقابر تعود إلي القرنين الرابع عشر والخامس عشر ” (راجع الفقرة الكاملة عن الدير في المرجع السابق ذكره ؛ صفحة 262 ) .

أما عن قصة اكتشاف رفاته المقدسة ؛ يذكر عنها كتاب “القديس الأنبا متاؤس الفاخوري ” الصادر عن الدير الأثري بأسنا ؛فيقول أنه في يوم الثلاثاء الموافق 3 هاتور 1719 ش- 12 نوفمبر 2002 م ؛ لاحظ بعض الرهبان أثناء ترميم الحائط الشرقي لحجرة المعمودية المشترك مع الحجرة الموجود بها القديس ؛لوحظ وجود فتحة بعرض 60 سم وارتفاع 85 سم عبارة عن باب مسدود بالطوب الأحمر دون وجود مادة لاصقة (مون) وبرفع الطوب من هذا الباب فاحت رائحة طيب اشتمها الموجودن وهذا الباب وهذا الباب أدي إلي مقبرة أسفل سطح الحجرة .

وتم عمل مقصورة للقديس في أقل من شهر؛ وصناعة أنبوبة خشبية لتحوي رفاته المقدسة ؛ وحضر أصحاب النيافة الأجلاء يوم 4 كيهك سنة1719 ش الموافق 13ديسمبر 2002 وهم :

1- المتنيح نيافة الحبر الجليل الأنبا هدرا أسقف أسوان الراحل .

2- نيافة الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص .

3- نيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان .

4- نيافة الانبا يؤانس سكرتير قداسة البابا المتتنيح البابا شنودة الثالث وقتها ( أسقف أسيوط حاليا) .

ولقد قام الآباء الأساقفة بتطييب رفات القديس ؛ثم وضعوه داخل الأنبوبة الخشبية المجهزة لذلك ؛وتم إغلاق الانبوبة بمعرفة اللجنة البابوية ؛وتطييب الانبوبة الخشبية المجهزة لذلك بمعرفة اللجنة البابوية ؛وتطييب الأنبوبة الخشبية بحضور الآباء الأساقفة الأحبار الأجلاء . ….. ولقد خرجت من هذه المقصورة العديد والعديد من قصص المعجزات .

بعض مصادر ومراجع المقالة :

1- الأنبا متاؤس :- سيرة ومعجزات القديس العظيم الانبا متاؤس الفاخوري وديره بجبل أسنا : لجنة التحرير والنشر بمطرانية بني سويف ؛ بدون سنة نشر.

2- نبيه كامل داود ؛عادل فخري صادق :- تاريخ المسيحية والرهبنة وآثارهما في ابروشيتي نقادة وقوص وغسنا والاقصر وارمنت ؛ مؤسسة القديس مرقس لدراسات التاريخ القبطي ؛ سلسسلة تاريخ ابروشيات مصر وآثارها القبطية رقم 4 ؛ 2007 .

3- الانبا صموئيل أسقف شبين القناطر :- تاريخ أبوم المكارم عن الكنائس والأديرة في القرن “12 ” بالوجه القبلي ؛ الجزء الثاني ؛ 2000 .

4- عبد المجيد دياب :- تاريخ الأقباط للعلامة المقريزي ؛ دار الفضيلة للنشر والتوزيع ؛1995 .

5- جوفوني ميكليه فانسليب :- تقرير الحالة الحاضرة لمصر 1671 ؛ ترجمة وديع عوض ؛ تقديم محمد عفيبفي ؛ المشروع القومي للترجمة ؛ الكتاب رقم 1005 .

6- عبد المسيح المسعودي البراموسي :- تحفة السائلين في ذكر أديرة الرهبان المصريين :- دير البراموس ؛ الطبعة الثانية أغسطس 1999 .

7- أوتو مينادريس :- المسيحية القبطية في ألفي عام ؛ترجمة مجدي جرجس ؛ المركز القومي للترجمة ؛ الكتاب رقم ( 2353 ) ؛ صفحة 262 .

8- شكر خاص للاخ الحبيب المهندس سامح عدلي أستاذ العمارة القبطية بمعهد الدراسات القبطية لتفضله بامداي كتاب “القديس الانبا متاؤس الفاخوري” الصادر عن ديره الأثري بأسنا .

9- بعض المواقع المتفرقة علي شبكة الأنترنت .

شاهد أيضاً

مصر تخطط لتوقيع اتفاقيتين مع البحرين والإمارات لتقليص زمن الإفراج الجمركي

قال نائب وزير المالية المصري للسياسات الضريبية والمشرف على مصلحة الجمارك، شريف الكيلاني، إن مصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.