ادعو الآباء اعضاء مجمعنا المقدس ( وأتمنى ) ضم اسم هذا البار الى مجمع قديسي الكنيسة ودراسة أمثلة أخرى تفخر بهم كنيستنا من الابرار العلمانيين رجالًا ونساء بعد ان انحصرت نظرتنا لنرى القديسين بين طغمة الاكليروس واقتصرت عليهم وحدهم دون سواهم
لقد رقد فى الرب مؤخرًا الدكتور ميشيل اسعد يونان القديس الذى كرس حياته لخدمة مرضاه
وعاش حياة مقدسة فى بتولية عاملة ونسك مذهل يفوق حياة نساك الجبل
هو الطبيب الخاص القريب الى قلب البابا كيرلس السادس ، والذى دبر له حياته بعيدًا عن زى الرهبنة
وان عاشها ، ليس فى شكلها الظاهر بل فى سلوكها الطاهر وتدبيرها الداخلى فى صلوات عابدة وفقر اختيارى
حق وبذل ذات فى خدمة المعوزين من مرضاه ، مكتفيًا باليسير لقوت فمه وتوجيه الكثير الوفير
الى دير مارمينا ابان تشييده واحسبه بحق واحدًا من رهبان هذا الدير
شهادتى تلزمنى ان احكى عن خبرة لى معه ، نيح الله نفسه الطاهره ، عام ١٩٧٣ اذ اتصلت به تليفونيًا
اطلب زيارته لمباشرة حالة والدتى الطارئة ، ولما كنت ادرس الطب فى نهاية مرحلته وقد اطمأن منى الى
عدم احتياجها ان ننقلها الى المستشفى اعتذر ان حضوره لن يكون قبل منتصف الليل بعد ان وجهنى
الى ما يمكننى القيام به طبيًا تجاهها حتى حضوره
نفذت ما طلبه منى ، وفاجأني باتصال متكرر للاطمئنان حتى حضر الينا مرتجلًا من عيادته بترام كليوبترا
والى منزلنا بكورنيشها وقد تجاوزت الساعة مابعد الثانية فجرًا .. لقد قضى معنا حتى ساعات الفجر
رافضًا اتعابه محتجًا بأن القانون والعرف والمبدأ يمنعه من تقاضى رسوم اتعاب من ( زميل ) هكذا قال حتى خجلت جدًا محتجًا باننى مجرد طالب طب لازميل على الاطلاق
اما هو فقد اصر فى اتضاع ومحبة ..لقد لاح نور فجر يوم الجمعة فى الافق والدكتور ميشيل
لا يريد ان يغادر حتى يطمئن تمامًا الى استقرار حالة والدتى وقد جلس بجوار سريرها ممسكًا باجبيته
مصليًا مزامير صلاة باكر وقد رفض حتى كوب الشاي معتذرًا بسفره الى دير مار مينا املًا ان يلحق
بالقداس الالهى والتمتع بالاسرار والافخارستيا . !!
كم نحتاج تسجيل حياة امثلة هؤلاء الابرار وقد سجلت السماء اسمائهم فى سفر الحياة
كم ادعو افراد اسرته – وكلهم ابرار قديسون – ان يحكوا عنه ويسجلوا للتاريح ولنفعنا عن حياته الطاهرة
لننظر الى نهاية سيرته بيننا ونتمثل بإيمانه ، وقد ارتفعت اليوم سيرته الطاهرة الى السموات ..