د.ماجد عزت إسرائيل
ألقى صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع يوم الأربعاء الموافق ٥ كيهك ١٧٣٩ش. / ١٤ ديسمبر ٢٠٢٢م. من كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالكاتدرائية المرقسية العباسية
فقد استكمل قداسته السلسلة التعليمية الجديدة “حكمة الأصوام في كنيستنا”، وتناول جزءًا من الأصحاح السادس في إنجيل معلمنا متى والأعداد (٢٢ – ٢٤)، والذي يُقرأ في الأحد الأول من الصوم الكبير
وأشار إلى الآية المميزة لهذا الصوم: “سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ” (مت ٦: ٢٢)، وأوضح بعض الصفات للعين، وهي:
– العين كمرآة، تبيّن طبيعة الإنسان، وكأنها نافذة له.
– العين مدخل للمعرفة، ومن خلال العين يعرف الإنسان ٧٥٪ من المعلومات، ومن خلالها دخلت الخطية، “فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ” (تك ٣: ٦).
– العين تتكون من أعضاء، مثال الجفن لحماية العين، “لِتَنْظُرْ عَيْنَاكَ إِلَى قُدَّامِكَ، وَأَجْفَانُكَ إِلَى أَمَامِكَ مُسْتَقِيمًا” (أم ٤: ٢٥)، وأيضًا عليها حاجب، خلقه الله لجمال العين، والحاجب المنخفض علامة اتضاع، “جِيلٌ مَا أَرْفَعَ عَيْنَيْهِ، وَحَوَاجِبُهُ مُرْتَفِعَةٌ. جِيلٌ أَسْنَانُهُ سُيُوفٌ، وَأَضْرَاسُهُ سَكَاكِينُ، لأَكْلِ الْمَسَاكِينِ عَنِ الأَرْضِ وَالْفُقَرَاءِ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ” (أم ٣٠: ١٣ – ١٤)، وتوجد الحدقة، “احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا، وَشَرِيعَتِي كَحَدَقَةِ عَيْنِكَ” (أم ٧: ٢)،
كما توجد الدموع وهي الأهم، لأنها تعبر عن مشاعر الإنسان، “تَيَهَانِي رَاقَبْتَ. اجْعَلْ أَنْتَ دُمُوعِي فِي زِقِّكَ. أَمَا هِيَ فِي سِفْرِكَ؟” (مز ٥٦: ٨).
وأوضح قداسة البابا أننا كلما اقتربنا من الكلمة المقدسة أعيننا ستستنير، “وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ” (مز ١٩: ٨)، ثم تناول إصلاح العين في آحاد الصوم الكبير، من خلال :
– الأحد الأول (أحد الكنوز):
العين البسيطة تُنير والعين الشريرة تُظلم الإنسان، “فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا. وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا” (مت ٦: ٢٢ و ٢٣).
– أحد التجربة:
العين القنوعة تكتفي، “وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا” (مت ٤: ٨).
– أحد الابن الضال:
العين المتحننة (الأب) تستر، والعين التائبة (الابن الضال) متضعة، بينما العين المعاندة قاسية “ابْنُكَ هذَا الَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ!” (لو ١٥: ٣٠).
– أحد السامرية:
العين المتسامحة تجعل الآخر يصير إنسانًا صالحًا، “«هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟»” (يو ٤: ٢٩).
– أحد المخلّع:
العين الخادمة تشعر وتسند الآخر، “«يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ. بَلْ بَيْنَمَا أَنَا آتٍ، يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ»” (يو ٥: ٧).
– أحد المولود أعمى:
العين النقية لها بصيرة داخلية، “«أَخَاطِئٌ هُوَ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. إِنَّمَا أَعْلَمُ شَيْئًا وَاحِدًا: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَالآنَ أُبْصِرُ»” (يو ٩: ٢٥).
– أحد الشعانين:
العين السماوية، “أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَابًا بِيضًا لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْلٍ لِكَيْ تُبْصِرَ” (رؤ ٣: ١٨)، الكحل الذي يجعل العين تبصر هو كلمة الله.
وأوصى قداسته بوضع صورة المسيح المصلوب أمامنا دائمًا، من أجل تحريك المشاعر والدموع لتنقية القلب والفكر، وبالصلوات الدائمة والعين المرفوعة نمتلك العين النقية والرحيمة.