جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
الدكتور خالد منتصر
بغض النظر عن نتيجة المغرب مع فرنسا فان ماحدث من منتخبها هو انجاز ومجد بكل معنى الكلمة ، لكن يظل السؤال ..اشمعنى المغرب ؟
المغرب أقرب بلاد الشمال الافريقي لأوروبا عن طريق أسبانيا من مضيق جبل طارق ،أي أنها أكثر البلاد احتكاكاً بأوروبا ،أي أنهم الأكثر تعلماً وتأثراً بالحضارة الغربية ،لاتوجد دولة عربية بهذا الالتحام مع أوروبا مثل المغرب.
لاعبو المغرب الذين يحترفون في أندية أوروبا يتميزون عن اللاعبين المصريين بسرعة الاندماج في المجتمع الاوروبي والتي لم يفلح فيها الا نجمنا السوبر محمد صلاح بينما فشل الآخرون في الاندماج كما المغاربة، ومما ساهم في سرعة الاندماج والتأقلم قدرة المغاربة على التقاط اللغات وتعلمها بحكم النشأة
فأنت تجد معظم المغاربة يتقنون الفرنسية الى جانب الأسبانية في نسبة كبيرة منهم ،ولأن الجذر اللغوي يشترك مع الايطالية والبرتغالية ولغات شبيهة أخرى فتجدهم سرعان ما يندمجون ،بالاضافة الى أنهم لا يعانون وهم في أوروبا من الازدواجية والشيزوفرينيا ، فهم يعيشون في الغرب بروح الغرب ، يرقصون ويمرحون ويتزوجون جميلات أنيقات ،باختصار لديهم ثقافة الحياة لا ثقافة الموت.
الاحتكاك بأوروبا جعل اللاعبين المغاربة أقوياء بدنياً منضبطين تكتيكياً يعرفون قيمة المدرب والتدريب الجاد وعلم الطب الرياضي ..الخ
الجاليات المغربية في أوروبا قوة ضاغطة وتستطيع تكوين لوبي منسجم متفاهم داخل تلك البلاد على عكس الجاليات المصرية والعربية هناك .
المدرب الوطني المتشبع بالثقافة الفرنسية والذي يجيد أربع لغات.
اتحاد الكرة المغربي الذي بنى المنظومة الجيدة وشجع الناشئين على الاحتراف المبكر ،قارن ناشئيهم بمصر الخالية من الناشئين ،الفقيرة في أكاديميات تدريبهم .
لذلك ليس مدهشاً أن يكون التفوق الرياضي مغربياً .
ملاحظة: هذه مقارنة بين لاعبين وليست بين شعبين ، اللاعب المغربي المحترف واللاعب المصري المحترف ،في المغرب ماتسمعش عن لاعب رجع بلده لانه ما استحملش البرد زي ماعمل لاعب شهير مثلاً!! أو يقعد سنتين تلاته ويرجع مابيتكلمش كلمة من لغتهم !!! أو يرجع المغرب عشان يدرب فريق بلده للناشئين بالرقية الشرعية ..الخ
في مصر والمغرب هناك سلفيون كثيرون لكن في المغرب اللاعب المحترف بيفتح مسام مخه وروحه للثقافة العلمية والعملية الأوروبية المحبة للحياة
