رامى كامل
فى الفترة الاخيرة ظهرت تعليقات كتيرة بسبب موضوع افتتاح الكنيسة لبعض المشروعات و الأنشطة ، وفى الأغلب يستنكر البعض و يسخر البعض.
مشروعات الكنيسة بدأت بالأساس مع فكرة الرهبنة “رهبنة نيتريا -وادى النطرون- على وجه التحديد” وده كان حتى من قبل الأنبا أنطونيوس الكبير فى الفترة اللى كانت فكرة الرهبنة بتتنقل فيها من الديانة المصرية القديمة للمسيحية.
كان الراهبان فى جماعات بتشتغل و تنتج و تعيش و تصلى و كل راهب بيأكل من عمل يده و فكرة التسول
والاستعطاء كانت مستنكرة و مرفوضة.
فى الفترة من تنظيم الرهبنة بصورة هيراريكية على ايد الأنبا باخوميوس وحتى منتصف القرن ١٩ كانت فكرة مشاريع خاصة بالكنيسة محصورة فى مزرعة دير هنا أو هناك ، وكان دور تمويل معهود للشعب او بالتحديد للاراخنة.
الكنيسة تمر بأزمة البابا يلف يجمع تبرعات و الشعب و الأراخنة يتولوا الأمر لكن الوضع اختلف مع البطريرك الطموح كيرلس الرابع اللى بدأ يشوف أن هذه الهيكلية لا بد من أن تنضبط بعض الشىء ، لكن أقصى أصلاح إدارى عمله كان إنشاء مدارس أو مطبعة أو غيرها من المشروعات البسيطة.
فى أول القرن العشرين كان الصدام كبير بين الأراخنة “بطرس غالى” و البابا كيرلس الخامس وصل الأمر للتحريض على البابا لسجنه أو نفيه ليتولى المجلس الملى إدارة الأمور
وفى الفترة دى ظهر المجتمع المدنى القبطى بقوة على حساب الكنيسة و كان الكاهن بيشيل الشنطة للعلمانى حرفيا.
فى فترة الصحوة و تمكين جيل مدارس الأحد “البابا شنودة ومتى المسكين” تبلورة رؤية الكنيسة فى أخر فترة البابا كيرلس السادس و توسعت بقوة فكرة مشروعات الكنيسة ، وساعد فى هذا وجود بطريرك “زعيم” عنده مشروع فى مواجهة دولة السادات بخطابها الدينى “أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة”
اللى بيعزل الأقباط عن الحياة العامة فكان مشروع البابا شنودة هو خلق “المجتمع البديل” كحل أفضل من الصدام اللى ممكن ينتهى بحرب أهلية تضر الوطن كله.
تحولت المشروعات فى عهد البابا شنودة الثالث إلى جزء من مشروع الرجل الزعيم فأصبحت ماكينة أنتاج فرص عمل و توسعت الأديرة فى مشاريعها والكنائس فى أنديتها وقنواتها و مشاغلها
وفعلا أصبح هناك مجتمع قبطى بديل للمجتمع المصرى وانحصر دور العلمانى و اتجمد المجلس الملى وانهارت مشاريع الجمعيات الاهلية او ضعفت جدا جنب مشروع “البابا شنودة”.
بعد البابا شنودة الكنيسة فاقدة تماما للبوصلة و مفتقدة تماما لرجل له مشروع يقود المؤسسة و المجتمع المدنى القبطى محاصر بين جيليين الاول مدجن تماما و أصبح فى ارازل العمر و كل حلمه أن “اللى فوق” يرضى عنه
وجيل شاب قرر يخرج من باب الكنيسة و البطريرك الحالى خايف منه و هما كمان متوجسين من تحركاته
وشاعرين بعدم جديته فى إصلاح لا يظهر الا فى الخطاب او ثبات على المتوارث لا يظهر فى الافعال.
مشروع الكوافير أو الچيم أو غيره مش ده المحور فى النقاش أنما المحور الحقيقى هو السؤال عن دور الكنيسة
ودور المجتمع المدنى و مشروع البطريرك الحالى اللى مظهرش ملامحه بعد “عشرية كاملة” شكل الكوكب كله ظهرت ملامحه.