الأحد , ديسمبر 22 2024
مدحت عدلي

العذراء فى فكر الآباء

مدحت عدلي

(1) القديس أغسطينوس :

{مريم تلميذة المسيح،لكن انظروا هنا، إخوتى وأخواتى، ركزوا أكثر، أتوسل إليكم، فيما يلى، التركيز أكثر على ما قاله السيد المسيح عندما بسطَ يده على تلاميذه : هذه هى أمى وهؤلاء هم إخوتى؛ ومن يعمل مشيئة أبى الذى أرسلنى، هذا الشخص هو أخ لى وأخت وأم (متى 12 : 49/50).

ألم تفعل العذراء مريم مشيئة الآب؟ أنا أقصد، آمنت بالإيمان، حملت بالإيمان، واختيرت لتكون الشخص الذى منه يُولد الخلاص فى وسط الجنس البشرى من أجلنا، وقد تكوّنت بواسطة المسيح قبل تكوّن المسيح فيها.

نعم، بالتأكيد، لقد فعلت القديسة مريم مشيئة الآب.

ومن ثم، هذا يعنى أن مريم كانت تلميذة المسيح أكثر من كونها أم المسيح.

وهذا يعنى بالنسبة لها، أن أعظم تطويب على الإطلاق، كونها تلميذة المسيح أكثر من كونها أم المسيح.

لهذا السبب كانت مريم مطوّبة، لأنها قبل أن ولدته، ولدت معلمها فى رحمها.

فقط انظر إذا لم يكن الأمر كما أقول.

بينما كان الرب ماراً يصنع المعجزات الإلهية والجموع تتبعه، قالت امرأة : طوبى للبطن الذى حملك.

وكيف أجاب الرب، ليوضح أن التطويب حقاً لا يُطلب فى مجرد الروابط الأسرية؟ بل طوبى لهؤلاء الذين يسمعون كلمة الله ويحفظونها (لوقا 11 : 27/28).

لهذا السبب تكون مريم مطوّبة، لأنها سمعت كلمة الله وحفظتها.

لقد احتفظت بالحق آمناً فى عقلها أفضل من احتفاظها بالجسد آمناً فى بطنها المسيح حق، والمسيح جسد.

المسيح كحق كان فى عقل مريم، المسيح كجسد كان فى بطن مريم؛ لذلك ما فى العقل أعظم مما حُمل فى البطن.

مريم قديسة، مريم مطوّبة، لكن الكنيسة أفضل من العذراء مريم. لماذا؟ لأن مريم جزء من الكنيسة، عضو مقدس، عضو استثنائى جداً، العضو الرائع للغاية، لكنها تبقى عضواً فى الجسد كله.

بطبيعة الحال، يترتب على ذلك أن الجسد شىء أعظم من العضو}

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

جهاد الكريسماس

وتم بحمد اللات أول تفجير إرهابي موفق بمناسبة أعياد الكريسماس بتاعة المسيحيين بألمانيا وسيوافونا بالتالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.