جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
بقلم عمر حاذق
حكاية مرعبة حصلت الايام اللي فاتت وعدت بهدوء بسبب انشغال الراي العام باحداث كبيرة، بس ياريت الموضوع مايتنساش كده.
سارة خالد طبيبة اسنان، عمرها 25 سنة، خريجة الجامعة البريطانية، صورها على السوشيال ميديا كلها مرح وحب للحياة.
في يوم 14 يونيو كتبت صديقتها فيولا فهمي على الفيس ان سارة ماتت. (بحسب رواية اسرتها: انتحرت).
لكن فيولا اعلنت ان عندها رسائل ماسينجر وواتس آب من سارة تثبت ان حياتها كانت جحيم مع أسرتها وانهم بيضربوها بشكل عنيف، واعلنت فيولا أنها مستعدة تسلم السكرين شوت والمقاطع الصوتية المرسلة من سارة اللي بتحكي فيها عن معاناتها من اسرتها.
موقع درج نشر تقرير ورد فيه ان: “سارة ذكرت في رسائلها لزميلاتها أنها كانت تتعرض للضرب لأي سبب تافه مثل عدم إنجازها مهام المنزل من إعداد الطعام وغيرها، ونملك صوراً وتسجيلات تؤكد أنها كانت تتعرض لضرب رأسها في مقدمة السرير ولكمات في وجهها من والدها وشقيقها، وكانت والدتها، بدل الدفاع عنها، تحرّض شقيقها على ضربها”.
طبعا بوست فيولا انتشر والنيابة حققت وسمعوا اقوال فيولا على مدى 4 ساعات كاملة وقدمت للنيابة السكرينات والرسائل الصوتية من سارة اللي بالمناسبة أثبتها تقرير الطب الشرعي اللي بحسب موقع درج: “أثبت تعرض سارة قبل دقائق من سقوطها من شرفة مسكنها في الطابق الخامس للعض والضرب في ذراعيها وساقيها مع كدمات متفرقة في جسدها تختلف عن الكدمات والكسور الناتجة عن السقوط من أعلى”.
ورغم كل ده القضية اتحفظت عادي خالص. ازاي؟ لأن النيابة اعتبرت ان ضرب سارة هو “لتصحيح السلوك” وانتفاء الشبهة الجنائية!! يعني البنت وقعت من البلكونة بكامل ملابسها واوراقها الثبوتية، علما بأنها هربت من البيت قبلها بايام، واضطرت ترجع اليوم اللي قبل وفاتها بضغط من أسرتها، واتضربت واتعضت بحسب تقرير الطب الشرعي والصور اللي بعتتها لصديقتها.
ده يخلينا نسال: هل كانت سارة بتحاول تهرب تاني لأنها محتجزة فوقعت؟ المؤكد أن الأب والأم كانوا في شغلهم وقت الوفاة، يعني مش وارد انهم رموها، لكن اللي انا اعتقده بناء على معلومة من صديقة مقربة ليها انها حاولت تهرب تحت ضغط نفسي هائل بسبب الضرب فوقعت، وانها كانت هربت بالطريقة دي قبل كده ونجحت، كانت بتتشعبط في المواسير وتنزل من دور لدور وتسند على التكييفات لحد تحت.
اللي يؤيد الاحتمال ده انها كانت لابسة ومعاها اوراقها الرسمية وشهادة تخرجها، يعني بتحاول تهرب.
وحتى لو ثبت انها انتحرت، فده لا ينفي ان اسرتها لازم تتسأل عن الضرب اللي وصلها لكده، خاصة ان ده ثابت في تقرير الطب الشرعي بحسب موقع درج.
وبحسب التقرير، فيه فظائع تانية في القضية، زي ان سارة الله يرحمها اتدفنت بسرعة بدون اي تحقيق، يعني شابة بكامل ملابسها، توصل المستشفى جثة وفيها آثار عض وكدمات، وتتدفن بسرعة كده ازاي؟ هل وارد أن شابة تروح تلبس هدومها والكوتشي بتاعها وتحط ورقها في الشنطة لمجرد أنها ترمي نفسها من البلكونة؟ بعد الدوشة على السوشيال ميديا، استخرجوا سارة الله يرحمها واتعمل تقرير الطب الشرعي اللي اثبت اصاباتها، واتحقق مع الأب والأم واعترفوا بضربها لتصحيح سلوكها، واتقفلت القضية، لان مفيش في القانون المصري نص يجرم العنف الاسري؛ عادي اي أب وأم وأخ يقدروا يضربوا البنت لحد ما تنتحر!
معلومة كمان في تقرير درج: الأم زعمت أن بنتها مش عذراء (الأرجح عشان تبقى جريمة شرف)، لكن تقرير الطب الشرعي اثبت انها عذراء.
يعني مطلوب أننا دلوقتي نعتبر موت شابة مليانة طاقة ومرح مجرد حدث عابر وخلاص؟ مش من العدل أن الأسرة تتحاكم على ضرب البنت بالشكل اللي ادى لأنها تخسر حياتها سواء بمحاولة الهرب أو الانتحار؟
عشان نحدد هدفنا: سارة خسرت حياتها بس اعتقد فيه حاجتين مهمين جدا دلوقتي:
اولا: اسرتها تتحاكم على ضربها بالطريقة دي بدون انحياز لفكرة بشعة مؤداها أن أي أب من حقه يضرب بنته عشان باتت عند صاحبتها أو لاي سبب خاصة أنها هربت من حياة لا تطاق.
وده ياخدنا للنقطة التانية:
ثانيا: نطالب باصدار قانون يجرم العنف الاسري، وأن محدش من حقه يضرب ابنه أو بنته، خاصة أنه لن يثبت الضرب الا بأثر يثبته الطب الشرعي، يعني ضرب يسيب آثر في الجسم، وده بدون شك جريمة لا يمكن يكون ليها آثر تربوي مفيد ابدا.
حرام جدا ان شابة عندها 25 سنة أسرتها بتضربها وبتعضها بسنانها لدرجة أن ده يسيب آثار تظهر على تقرير الطب الشرعي،
والبنت تخسر حياتها، وكل ده يعدي.اتمنى القضية ترجع للسوشيال ميديا وحق سارة يرجع بأن أسرتها تتحاسب، والأهم أننا نحمي عشرات أو مئات الآلاف من البنات اللي اسرهم مستعدة تضرب راسهم في عارضة السرير وتعضهم عض ما يروحش آثره من أجسامهم وأرواحهم، لحد ما يتوصموا بالانتحار في النهاية، وكله يعدي تحت عنوان ضرب لتصحيح السلوك!
ارجوكم اتكلموا عن سارة وعن العنف الاسري، عشان نحمي “سارات” كتير عايشين بيننا في #سارة_خالد_ضحية_العنف_الأسري
