الأحد , ديسمبر 22 2024
المنتخب المغربي

الأمازيغ وحلق الرؤوس

علي خداوي باحث في الانتروبولوجيا

ورد على لسان ابن خلدون ان الامازيغ هم”محلقي الرؤوس ولابسي البرنوس واكلي الكسكس”؟ وظاهرة تحليق الرؤوس ترجع عند الامازيغ الى ما قبل الديانات السماوية، الى ديانتهم وفلسفتهم الاولى l’animisme. وتعتبر هذه الديانة ان الإلاه يتجسد في كل خلقه، لذالك وجب احترام كل عناصر الطبيعة وتقديسها.

وكانت هناك طقوس كثيرة تعبر عن احترام الماء والشجر والطيور وحتى الحجر لانها كلها حية ولها روح الاهية، بحيث كان يقال:”اذا جلست فوق حجرة، فاطلب منها السماح حينما تنهض منها”… الطقوس الكثيرة المرتبطة بتحليق الشعر عند الامازيغ كانت ساءدة الى حدود الستينات.

وتبدأ بطقس التحليقة الاولى عند الاطفال، وهي طقس مروريrite de passage، حيث يؤرخ الى خروج الرضيع من فترة الرضاعة ودخوله الى الطفولة الأولى.

ومن بين وصفات هذا الطقس، اضافة إلى اكلات واغاني خاصة بذالك، ان شعر الطفل يرمى على شاة او معزة او بقرة ، وتكون هي وكل مواليدها اللاحقين في ملك الطفل، يتصرف فيها بحرية حينما يكبر.

ثم تاتي التحليقة الثانية في نهاية الطفولة الاولى، والتحليقة الثالثة التي تتم عندما يبلغ الطفل العاشرة، وهي طقس مروري يؤرخ لخروج الطفل من الطفولة الثانية ودخوله الى سن المراهقة او البلوغ

هذه الديانة وفي نفس الوقت فلسفة لا زلنا نجد مؤشرات بقاياها في البوادي وحتى المدن…وللذكر، كل التحليقات يتم فيها حلق شعر الرأس وترك طرف منه يسمى تحطوث tihittut او تشوث ticcut…وتبقى هذه الاخيرة عند بعض القبائل حتى الموت

وحسب المناطق، هناك من يتركها في الجانب الايمن من الرأس وكان هذا حالي انا

وهناك من يتركها في الجانب الايسر، وهناك من كان يتركها في وسط خلف الراس

ربما ان حلق الرأس بشكل كامل هو ما حرمه الفقهاء الاواءل كما حرموا الوشم ولاشياء اخرى من التراث الأمازيغي التي اعتبروها من بقايا الوطنية دون دراستها ولهم عمقها الديني والفلسفي …

اذا حلق الرأس وترك جزء صغير منه حتى يبلغ عشرات السنتمترات او اكثر عند البعض، تقليد يرجع إلى ما قبل وصول الديانة الاسلامية الى المغرب، ويرتبط باعتقاد معين لا يتسع الوقت لاعطاء المزيد عنه، لكن يمكن اعتباره فكر ايكولوجي لانه لا يختلف عن فكر حماة الطبيعة اليوم.ا

علي خداوي باحث في الانتروبولوجيا

شاهد أيضاً

المغرب

مهرجان الفوضى الخلاقة ؟

نجيب طـلال كــواليس الفـوضى : ما أشرنا إليه سلفا حول المهرجان الوطني للمسرح (؟)(1) اعتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.