اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا.” (في 4: 4).وَلكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضًا فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ، وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ.” (يو 16: 22).
ويقول ايضا الكتاب :فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ.” (رو 12: 15)… فلم يتحدث عن مشاركة بعضنا بعض فى البكاء فقط بل تصدرت الآية الفرح قبل البكاء .
صحيح السيد المسيح بكى على لعازر وشارك أسرته فى حزنهم .. لكن أيضا شارك الناس فى عرس قانا الجليل تفتكروا طالما أن الإنجيل لم يذكر أنه ضحك فهل معناه أنه لم يضحك أو يبتسم فى عرس قانا الجليل ليشاركهم فرحهم ولو لم يضحك أو يبتسم فى هذا العرس إذن لماذا شاركهم من الأساس .. فهل يشاركهم فرحهم بعبوس الوجه ؟!!!
حتى طبيعة الفرح تحكم نفسها وتجعل الإنسان على الأقل يبتسم وإن لم يبتسم فأين مشاركة الفرح هنا .. فلو أنت مدعو لفرح هل ستقابل أصحاب الفرح مكفهر وعابس الوجه فحينها لن يتقبلوك وسيقولون انك حاقد عليهم أو غيران منهم وأتيت لمجرد النفاق !!!!
فهل يعقل أن خلال حياة السيد المسيح على الأرض والتى تخطت الثلاثة وثلاثين عاما ببضعة شهور .. والذى شاركنا فى كل شئ ماخلا الخطية هل يعقل أنه لم يبتسم أو يضحك خلال فترة تجسده ؟!!!!
حديثى هنا عن أحد الرهبان والذى اعترض على أن احد الاشخاص عن طريق الفوتوشوب جعل صورة السيدة العذراء وهى تحمل الطفل يسوع مبتسمين .. فقال بالنص : ماهذا التهريج وماهذا الاسفاف وصل بنا العك واللعب بالفوتوشوب ان يقوم احدهم بهذا العمل المرفوض لم نسمع فى انجيلنا عن الرب يسوع انه ضحك او ام النور انها ضحكت لكن الكتاب قال بكى يسوع ونصلى العالم يفرح لقبوله الخلاص واما احشائى تلتهب عند نظرى الى صلبوتك يابنى والهىوقال سمعان الشيخ للعذراء وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ، لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ».
” (لو 2: 35).
وفعلا الان بتعلن افكار من قلوب كثيرة تسىء الى الله وكتابه المقدس .إلى الأب الراهب الغاضب :فطبيعى عندما يتحدث الكتاب عن صلب السيد المسيح وآلامه لا يذكر سوى البكاء والحزن فلا مجال للضحك أو الإبتسام هنا ! لكن هذا ليس معناه أبدا أن السيد المسيح وأمه العذراء مريم لم يضحكا أو يبتسما فى حياتهما حتى لو لم يذكر الكتاب هذا صراحة لأن ما أكثر ما أن يبتسم الإنسان فى وقار أيضا فالإبتسامة لاتعييه أو تقلل من شأنه !
لذلك صعب ان يذكر الكتاب كل ضحكات وإبتسامات السيد المسيح وأمه العذراء !!! لكن من السهل ان يذكر الأوقات القليلة لحزنهما وبكاءهما لانها تنحصر فى آلام السيد المسيح وصلبه وعند موت لعازر وحزنه على يوحنا المعمدان لأنها احداث قليلة و مهمة فوثقها الكتاب .
فكيف لمن قال لنا افرحوا فى الرب كل حين لم يفرح أو يبتسم أو يضحك .. حقا فالحرف يقتل !!فعليك أن توسع افقك فالسيد المسيح بسيط ومحب ومفرح القلوب أيها المتزمتون !!!