لكل نص مروية، فالنص المقدس يحمل عدة مرويات تبدأ عادة بمروية اصلية “التقليد و التسليم – احاديث الرواة – اسباب النزول” وهى مرويات يعتبرها مفسرى النص مسلمات لا يجوز النقاش فيها و بالتالى لا تخضع للفحص
و التمحيص.
و يسير فى ظل هذه المروية الاصلية مرويات اخرى اكثر شعبية و هى اقل فى قوة الاعتراف بها “السير – الاثر – الميامر” ولكنها اكثر انتشار فى العادة بين الشعب “معجزات – قصص”.
فى ظل المروية الشعبية غير المحكمة تظهر الخرافة “نقيض النص المقدس” الذى يفتح البوابة الملكية لدخول التفسيرات الغيبية و العبثية للنص فيلوى عنق النص ليتوافق مع المزاج الشعبى الادنى ليصبح هذا او ذاك قادر على الفعل المعجز لمجرد ان الشعب اراده “قديس- ولى” فصنع له نص و مروية تتوافق مع المزاج الشعبوى
و اصبح هو ايضا نص نقيض للمقدس.
آفة مجتمعنا الشرقى هو عدم إحكام المرويات و الانسياق خلف القوة الشعبية و انهيار النخبة الدينية امام ارادة النص الشعبى فيتم لى عنق النص المقدس لصالح المروية الشعبية فيصبح ما هو مروى شعبيا اكثر قدسية من النص المقدس.
آفة مجتمعنا ان المفسر يتجاوز المقدس للشعبوى و يقدم الدين الذى اراده الناس لا الدين الذى اراده المقدس.
إن المروية مقدسة فى النص فان ابتعدت عن النص و روحه فقدت قدسيتها و عقلانيتها و وجب رفضها بكل ارتياح.
كتبت فى سجن طره مايو ٢٠٢١