أيمن عبد الجواد..
مبدئياً هذه العبارة من تراثنا الشعبي والتي تضع الرجل معياراً يتم القياس عليه في تحمل المسئولية لم تعد مناسبة أو تتوافق مع الزمن الذي نعيشه، حيث تعول السيدات ملايين الأسر “والرجال” ولايعلم بحالهن إلا الله.
هناك سيدات يتولين رعاية الأسرة من الألف إلى الياء، سواء بواسطة إدارة مشروعات صغيرة تدر دخلاً مناسباً أو حتى من خلال العمل في البيوت لتوفير نفقات الأسرة وتلبية احتياجات الأبناء الذين يكونون غالباً في سن التعليم ويحتاجون إلى الكثير من المصروفات وأيضاً المتابعة.
وسط هذه “المفرمة” التي تدخلها المرأة رغماً عنها يتوقف الرجل “الأب” عن القيام بأي دور حيث يلتزم البيت تماماً بحجة عدم وجود عمل ويتفرغ لملذاته وأحاديث السوشيال ميديا لتجد المرأة نفسها مضطرة إلى القيام بدورها الطبيعي في رعاية بيتها وأبنائها اضافة الى دور الرجل الذي تخلى عنه في الإنفاق والمتابعة.
هناك الكثير من النماذج المضيئة لسيدات يقمن بهذا الدور العظيم في الخفاء دون بروبجندا من النوعية التي نتابعها ليل نهار على وسائل التواصل الاجتماعي، من زواج وطلاق فنانة الى ضبط أخرى بمخدرات الى ثالثة ترتدي فستاناً شفافاً يدخل بسببه رواد السوشيال ميديا في جدل حول المناطق التي يظهرها من جسدها.
هناك عالم آخر مواز وسيدات بألف رجل وامرأة من تلك النوعية، منها تلك السيدة التي لا أعرف اسمها أو أي معلومات عنها غير الصور التي نشرها أحد الأصدقاء على الفيس بوك لأطفال يراجعون دروسهم بأحد حمامات المولات الكبرى بصورة أثارت انتباهه، وعندما سأل واستفسر علم أن الأم تعمل في تلك الحمامات وتحملهم معها لتراجع دروسهم لعلهم يصبحون شيئا في المستقبل مثلما أخبرت الصديق الذي استأذنها في نشر الصور كنوع من التكريم لتلك المرأة والأسرة المكافحة.
من مميزات وسائل التواصل أنها ألقت الضوء على هذه النماذج المهمشة بالمجتمع، ربما أغفلتها وسائل الإعلام أو لم تصلها من الأساس، وبما أننا نتحدث دائماً عن سلبيات السوشيال ميديا والباحثين عن التريند عبر موضوعات تافهة أو خليعة، فلا مانع من إلقاء الضوء على الإيجابيات.
الصورة بألف كلمة وتؤكد على أهمية وقيمة التعليم في تعديل دفة الحياة وتوفير معيشة أفضل للأبناء وفي ذات الوقت على اعلاء قيمة العمل مهما كان بسيطاً أو متواضعاً في نظر البعض، فاليد الشقيانة، يد يحبها الله ورسوله.
ألف تحية للسيدة المكافحة التي تنحت في الصخر لتغيير واقع أبنائها ولملايين السيدات مثلها اللائي يعملن ويقدن سفن أسرهم الى بر الأمان دون ضجة أو بروبجنداً أو بحثاً عن التريند.
تغريدة: تصريحات أشرف حكيمي نجم المنتخب المغربي وباريس سان جيرمان الفرنسي، بأنه لايخجل من كون أمه كانت تعمل خادمة بالبيوت وولده بائع متجول ليتمكنا من تربيته لاتقلل منه أبداً، وهي رسالة مهمة للأبناء مفادها أن العمل ــ أي عمل ــ لا يعيب صاحبه أبداً، فلا توجد مهنة تدعو للخجل ومن ثم يتواري من يمتهنها ويبتعد عن أعين الناس ولكن العيب ــ كل العيب ــ أن تجلس منتظراً أن يأتيك حظك وأنت جالس في مكانك.
أيمن عبد الجواد
aymanabdalgawad@yahoo.com