ربما يسأل الكثيرين: ما هي الأمور التي تجعلني محبوبا ومقبولا لدى الناس؟، أو قل غالبيتهم _ فلا يستطيع أحد أن يجمع محبة الكل إليه، ولم يقدر أحدا حتى الآن أن يحصل على كامل القبول والرضى في كل من قابله، فالمسيح وهو المخلص ورب البشرية ومانحها ذاته (قمة وكمال الحب) رُفض من المزيفين مرتادي الأقنعة، وأصحاب السلطة والمنافع كانوا يكرهونه وبالنهاية صلبوه.
لكن دعني أقدم عدة ركائز تجعلك محبوبا بالفعل من الأسوياء الذين يقدرون ذبيحة الحب وتقدمة نقاوة القلب، وبالفعل لها مريدوها في كل مجتمع وعصر، فإيماننا أن المحبة ستنتصر بالنهاية، وتؤثر وتجتذب إلى شبكة ملكوت الله ..؛
(١) ليكن سقف محبتك، كما الإبن، الذي قدم ذاته لأجل العالم، ويُطالب كل تابع حقيقي يسير خلفه أن يحب حتى بذل النفس.
فإن آمنت بهذه القاعدة، صلي كي تثبت وتختبر حلاوة هذه المحبة لتكن (كما المسيح).
(٢) حب دون إنتظار مقابل، حب حتى لو لم تقابل محبتك بمحبة، حب حتى لو عادوك وأهانوك وطردوك وعايروك ورفضوك وشهروا بك وطاردوك ولوثوا سمعتك. أعلم أن ذلك صعب ويبدو خيالي، لكن الروح القدس يستطيع أن يفعل ذلك فيك شريطة #أن_تريد
(٣) إعلم أن خزين المحبة مقدم لله وبالله، لحسابه، إذ يطلب الله غير المنظور منك أن تقدم بصورة عملية محبتك للإنسان المنظور.
(٤) إزهد ما بين يدي الناس، لا تشته مال أحد ولا منفعة بسلطة أحد، ولا تبني علاقات هدفها النفعية المادية أو الإجتماعية (إبتعد عن رجال السياسة والمال والدين ).
(٥) عفة اليد لا تقل عن عفة اللسان، لا تسيء لأحد ولا تنتقد أحدا لهدمه، لا تشارك في كلمة رديئة ضد أحد، لا تنم ولا تدين ولا تُقبِّح، أخشى إتهامات الناس في شرفهم وأعراضهم.
(٦) كل كلمة طيبة، شجع، بارك، دعِّم، إثني، إخرج الحلو الذي بالآخر، أمدح، أنِر، إنصح، حاوط، طبطب، أحضن، إبتسم.
(٧) ليكن أصدقاءك بالأكثر من المحتاجين والمرضى والفقراء والمنبوذين وأرباب الشوارع والعشوائيين والأيتام والأرامل والمظلومين والمضطهدين وأصحاب السوابق والعاهرات والشواذ والمدمنين.
(٨) لا تكن هوائيا/ نفسانيا في علاقاتك ومعاملاتك، تحب الذين يحبونك فقط، قريبا من أصحاب الهدايا والمداحين الأفاقين، يستهويك ذوي العلم والجمال والمال والطبقة الأرستقراطية والمشاهير، يتقدمك البصر في نظرتك للآخر لا البصيرة، تشييء الأشخاص وتؤله الأشياء.
(٩) أعط من مالك قدر الإمكان، دون فضح أحد، دون تباهي أو شعور بالأفضلية، دون إذلال، والعطاء المادي أضعف أنواع التقدمات. وإعتبر من تعطيهم إخوتك وعائلتك _ حتى لا يشعروا بصغر النفس ويموتوا نفسيا من نظرة الشفقة، فالحب لا يعرف الشفقة النفسية، بل الرحمة الحاضنة.
(١٠) لا تتقدم الصفوف، لا تبحث عن مكان أو مكانة. قدم الآخرين من الصغار والتلاميذ والذين بلا موهبة إعطهم فرصة للإنطلاق، ليتك آخر الكل بلا كرامة.
إن إحتسبوك كالنكرة فأقبل في فرح فيكفي أن تكون معرفة قدام الله وساكني ملكوته.عش بفكر الغربة كأباءك فجميعنا راحلون بالنهاية وميراث المحبة ممتد معنا للأبدية.
(١١) شارك الآخرين أحزانهم قبل أفراحهم، أبحث عن الضال والمكتئب والحزين والمكسور والفاقد والخاسر والوحيد والتائه، كن يسوعا لمن لا يسوع له، إنقل الفرح والطمأنينة للآخر.
(١٢) عامل المرأة كالرجل، الطفل كالشيخ، الديني كاللاديني، الشرقي كالغربي _ لا تكون طائفيا عنصريا تنتقي من هم من ذات الإيمان/ الديانة/ الطائفة، فكلهم خليقة الله ولست ديانا لأحد، حب الخليقة إنسان وحيوان وطير ونبات _ ولا تؤذي الطبيعة.
(١٣) إستخدم وسائل التواصل الإجتماعي في دعم المحبة والتواصل مع المهاجرين والبعيدين، لو كنت ضيق الوقت إجمع الفتات والكسر وإبني بها بيوتا لسكنى المحبة.
(١٤) لا تكن ضيفا ثقيلا على أحد ولا تُكلف أحد، وأعط حقوق الناس وبزيادة.
أهرب من الأماكن والأشخاص التي ترفض وجودك حتى لو لم تفعل بهم شر، وصلي لهم من بعيد _ وإن وقعوا ذات يوم ساندهم ثم أرجع لمكانك مرة أخرى.
(١٥) إحترم مواعيد الناس، واستأذن قبل الزيارة، لتكن زيارتك مباركة ومركزة الوقت والكلام قدر الأمكان.
وإخدم نفسك بنفسك
(١٦) عامل أهل زوجتك كأهلك، لا تغِر من نجاح زوجتك، قف لجوارها لأنك أكثر شخص وضعت ثقتها وحبها فيك. لا تهجرها ولا تخنها ولا تدع أحدا يتجاوز ضدها، لأنها لحمك ودمك، وقد أمرك الرب أن تعطيها حياتك وتبذل نفسك عنها كما المسيح عن الكنيسة.
(١٧) أحترم التنوع البشري وإقبل الآخر، فكره. معتقده. ثقافته. حدوده. مواهبه. توجهاته، عاداته _ فالتنوع والتعددية إثراء للحياة بشتى مناحيها. لا تزدري فكر أحد ولا تحجر عليه ولا تعاديه كونه مختلفا عنك، فهو يكملك لا ندا لك.
(١٨) إحذر تقليد الناس، التنافسية المريضة والمقارنات في المال والسلطة والجمال والمواهب والزواج والهجرة والأولاد .. فكل منا له تدبيره مع الله، وله رحلته الخاصة، التي ربما لا تقوى أنت ولا تتحمل مخاطرها وضريبتها وتجاربها.
(١٩) كن طاهرا في علاقاتك بالجنس الآخر.
(٢٠) إحفظ سر الناس، ولا تتدخل فيما لا يخصك.هذا قليل من كثير ….
أيمن عريان ..