الجمعة , نوفمبر 22 2024
رامي كامل

هابيل الأول …. هابيل الثانى

إن قمنا بقراءة رمزية لسفر التكوين فانى ارى ان الرأى اللاهوتى بالمقارنة بين ادم الاول و ادم الثانى “يسوع” ينقصه قراءة مهمة لم تكن متوفرة لها الادوات فى حين القراءة الاولى وهى ان يسوع يعبر عن هابيل ايضا.

ما حدث بين قايين “الفلاح” و هابيل الاول “الراعى” هو اشارة رمزية “ان تبنينا المدرسة الرمزية” لمرحلتين من عمر البشرية الاولى هى الرعى و هى المرحلة اللاحقة على الجمع و لالتقاط “البدائية المطلقة” و الصيد.

فالراعى يبذل مجهود و يفهم الطبيعة و يرعى القطيع و يفرزه و بالتالى هو تجاوز للتعاطى مع الطبيعة كما هى الى التفاعل مع الطبيعة فى مرحلة ما قبل الزراعة.

بينما الفلاح “قايين” هو مرحلة الاستقرار و بدء الفهم التام للطبيعة و بناء الحضارة “لاحظ ان قايين اول من قيل انه بنى مدينة” وهى المرحلة الاكثر استدامة بشريا حتى الان.

تمرد الفلاح على الراعى و اراد التخلص من هذه المرحلة فى تاريخه فقام على “اخيه” و تخلص منه لتخلو له الارض فانتهى هذا التغيير القسرى العنيف بلعنته لتبدأ مرحلة جديدة هى مرحلة الانسان “شيث” الذى جمع فى نسله الراعى

و الفلاح.

ان هذا الانتقال المرحلى لم يتم طوال رحلتنا فى الكتاب المقدس الا مع يسوع الذى نقل البشرية نقلة اكبر بعيدا عن الصراع وهى نقلة تجاوز الماديات الى الروحيات “اقترب ملكوت السموات” و قد قام عليه “قايين اخر” ليقتله رافضا ان يكون فيه هذا لضعف”المفترض” بينما اصبحنا نحن فيما بعد يسوع “هابيل الثانى” حاملين ما فى الراعى و ما فى الفلاح ليدور الصراع داخلنا حول تغليب هابيل او قايين و كيف سننهى الصراع.

سجن طره مارس ٢٠٢١من اوراق السجن

شاهد أيضاً

جورج البهجوري بنكهة وطن !!

بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي فنان تشكيلي كبير عاصر كل نجوم الثقافة العربية محيطا وخليجا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.