إن قمنا بقراءة رمزية لسفر التكوين فانى ارى ان الرأى اللاهوتى بالمقارنة بين ادم الاول و ادم الثانى “يسوع” ينقصه قراءة مهمة لم تكن متوفرة لها الادوات فى حين القراءة الاولى وهى ان يسوع يعبر عن هابيل ايضا.
ما حدث بين قايين “الفلاح” و هابيل الاول “الراعى” هو اشارة رمزية “ان تبنينا المدرسة الرمزية” لمرحلتين من عمر البشرية الاولى هى الرعى و هى المرحلة اللاحقة على الجمع و لالتقاط “البدائية المطلقة” و الصيد.
فالراعى يبذل مجهود و يفهم الطبيعة و يرعى القطيع و يفرزه و بالتالى هو تجاوز للتعاطى مع الطبيعة كما هى الى التفاعل مع الطبيعة فى مرحلة ما قبل الزراعة.
بينما الفلاح “قايين” هو مرحلة الاستقرار و بدء الفهم التام للطبيعة و بناء الحضارة “لاحظ ان قايين اول من قيل انه بنى مدينة” وهى المرحلة الاكثر استدامة بشريا حتى الان.
تمرد الفلاح على الراعى و اراد التخلص من هذه المرحلة فى تاريخه فقام على “اخيه” و تخلص منه لتخلو له الارض فانتهى هذا التغيير القسرى العنيف بلعنته لتبدأ مرحلة جديدة هى مرحلة الانسان “شيث” الذى جمع فى نسله الراعى
و الفلاح.
ان هذا الانتقال المرحلى لم يتم طوال رحلتنا فى الكتاب المقدس الا مع يسوع الذى نقل البشرية نقلة اكبر بعيدا عن الصراع وهى نقلة تجاوز الماديات الى الروحيات “اقترب ملكوت السموات” و قد قام عليه “قايين اخر” ليقتله رافضا ان يكون فيه هذا لضعف”المفترض” بينما اصبحنا نحن فيما بعد يسوع “هابيل الثانى” حاملين ما فى الراعى و ما فى الفلاح ليدور الصراع داخلنا حول تغليب هابيل او قايين و كيف سننهى الصراع.
سجن طره مارس ٢٠٢١من اوراق السجن