فكر الأقباط لأول مرة فى تاريخ مصر فى إنشاء مدرسة للتعليم المهنى فى المناطق الشعبية المحتاجة لهذا النوع من التعليم فعرضوا الفكرة على قداسة البابا كيرلس الخامس عام ١٩٠٣ فوافق وصرح بإنشاء المدرسة فى كنيسة القديسة دميانة ببولاق حيث كان بها حديقة فسيحة فانشأ فى أركانها مدرسة للصنايع خاصة بالصبيان
وكانت المدرسه تدرب الطلبة على النجارة والحدادة والخياطة وصناعة الاحذية والخراطة والسمكرة وسباكة المعادن بالاضافة لدراسة الرياضيات والهندسة الميكانيكية والرسم الهندسى
وكانت مصروفات المدرسه ٤٠ قرشا وبلغ عدد طلابها ١٢٨ طالباً بينهم ٢١ مسلماً ويهودى وكان للطلبة وجبة غداء بثلاثة مليمات
واقام قداسة البابا كيرلس الخامس احتفالا مهيبا لوضع حجر اساس المدرسة ودعا عدلى باشا يكن محافظ القاهرة وعبد الحميد باشا رئيس مجلس الشورى وعبد الحليم باشا عاصم ناظر الأوقاف الخديوية وغيرهم من رجال الدولة والقى رئيس الكنيسة المرقسية الكبرى الإيغومانس فيلوثاؤس عوض خطبة
ثم ألقى إسماعيل بك عاصم رئيس الديوان الخديوى كلمة عبر فيها عن تقديره للبابا ولصحبة الكرام وعن فرحه بهذا المشروع التعليمى وعندما انتهى من حديثه أمسكه البابا البطريرك بيده وتبعهما المطارنة والكهنة والأمراء ووضعوا حجر الأساس بين النغمات والألحان الكنسية وهتافات الجماهير مسلمين ومسيحيين فرحين بإنشاء مدرسة تعلم وتنفع اولادهم
كان الأقباط اول من انشأ المدارس الحديثه فى مصر واول من علم المصريين التعليم المهنى واول من أنشأ مدرسة للفتيات وعلم المرأة قبل ان يولد قاسم امين.. وعندما تقرأ سيرة البطاركة والبشاوات والبكوات الاقباط ستجد عاملا مشتركا بينهم وهو حبهم واهتمامهم بالعلم والتعليم وانشاء المدارس وخدمة الوطن بدون تفريق بين القبطى والمسلم