تذكار الميلاد السمائي شاع في العشرين سنة الأخيرة، استخدام مصطلح “تذكار الميلاد السمائي”، عندما تأتي الذكرى السنوية لانتقال أحد أحبائنا.. الحقيقة أنّ هذا التعبير غير سليم مسيحيًّا، لأنّنا جميعًا ننال الميلاد السمائي، ونصير أبناء الله بالتبنّي في يوم معموديّتنا، وليس في يوم انطلاقنا من هذا الجسد وانتقالنا إلى السماء.. فنحن بالمعموديّة، نُسَجَّل كأعضاء في الملكوت السماوي، ويصير لنا الجنسيّة السماويّة (في3: 20)، ونصير ورثة لله أبينا الذي تبنّانا في المسيح ابنه الوحيد. لذلك فتذكار ميلادنا السمائي هو تذكار يوم ميلادنا الثاني من الماء والروح..!
أمّا عند انتقال أحبّائنا أعضاء جسد المسيح، فهم يخلعون هذا الجسد البالي ويتركونه يعود إلى التراب، وينطلقون بنفوسهم المتّحدة بالمسيح إلى الفردوس، حيث مواضع الراحة والنور والفرح.. من أجل هذا لا يَصِحّ أن نُطلق على تذكار يوم الوفاة أنّه “تذكار الميلاد السمائي“، فكلّنا قد نلنا الميلاد السمائي منذ معموديتنا
بل هو تذكار الانتقال والدخول إلى مواضع النياح والراحة في فردوس النعيم..! كم أتمنّى أن نتوقَّف عن استعمال هذا المصطلح الخاطئ.. واضعين أمام عيوننا أهمّيّة يوم معموديّتنا، التي نلنا بها الميلاد السمائي الذي من فوق، وصِرنا بها أبناء الله، ووارثين لملكوته الأبدي المجيد..!
القمص يوحنا نصيف