ليس كل مايكتبه الكتاب والباحثون والعلماء الاجانب صوابا اذ ان افتقادهم للمفردات الشعبية والثقافة المصرية التي تتميز بخصوصية شديدة غالبا مايقف عقبة كأداء ازاء ما يقوموا بتفسيره من احوال المصريين سواء القدامى او المحدثين.. وتعلمنا من علمائنا الأكابر أن يكون ميزان النقد قائما على منهجية واضحة لا لبس فيها..
واذكر اني توقفت يوما أمام أحد أقوال العلامة الالماني الشهير أدولف ارمن امام علماء المصريات في كتابه Aegypten und Aegyptischen leben im Altertum
عندما قال ان المصربين القدامى كانوا يأكلون وجبة معروفة يظهر فيها نبات الكرات كما لو كان يقدم مع الخبز لانه مصور كمخصص في بنية الكلمة بالاضافة الى الجعة.. اي ان الوجبة عبارة عن خبز وكرات وجعة..
واستغربت من هذه الوجبة الغريبة خبز مصنوع من دقيق القمح وجعة مصنوعة من دقيق الشعير ثم كرات! اي وجبة هذه ؟ وهنا بحثت عن الكلمة المقصودة ولدهشتي اكتشفت انها لم تكن تعني خبزا على الاطلاق وانما كانت تعني “العجة”
وهي أكلة فرعونية لاشك في ذلك.. اذ انها مصنوعة من دقيق وبيض وأي خضرة كالكرات مثلا تخلط معا وتطهى وتقطع اشكال وخرط
هنا ظهر تفسير وجود علامة الكرات في بنية الكلمة لأنه مكون اساسي فيها وليس خارجها اي انه لا يقدم وحده في الطعام في حالتنا هذه.. وهنا تكون وجبة غذائية متوازنة مع الجعة..
واذكر أنه في ختام احد لقاءاتي التليفزيونية سألتني المذيعة ايه اقدم اكلة عند المصريين القدماء فجاوبت على الفور “العجة” فضحكت.. واستدركت وقولت بس انا مابحبهاش.. لما امي الله يرحمها كانت بتعملها كان بيبقى يوم مطلعلوش شمس
كنت ارفض أكلها وأكل اي حاجة تانية في البيت حتى ولو أكل بايت
الصورة المرفقة للفت الانتباه وهي للعبد لله وهو بيشرح باللغة الانجليزية احد الغاز مقابر بني حسن في المنيا ضمن فيلم وثائقي عالمي The darkest hour in history.