الدكتور جوزيف شهدى
تصريحات القمص صموئيل البحيري التي اثارت غضب و استياء الكثيرين عن الزواج البروتستانتي
واعتباره زواج غير صحيح .
أود أن أوضح الاتي هذا الرأي هو رأي الغالبية العظمى من آباء الكنيسة القبطية الارثوذكسية و لم أقل كل الآباء حتى لا نقع تحت طائلة قاعدة أن التعميم خاطئ .
عدم رد الكنيسة سواء من اسقف الايبارشية التي يتبعها هذا الكاهن او من القيادات الاعلى للكنيسة ما هو الا موافقة ضمنية على تصريحه .
لماذا البروتستانت هما الفئة المستهدفة بالنقد من آباء كنيستنا !؟ لأنهم الاكثر ادبا و تهذبا و لأنهم اقلية عددية فلهذا يسهل الاستقواء و الاستعلاء عليهم .
اعتذار أبونا صموئيل كان أشد جرما من تصريحاته لأنه لم يكن اعتذار عن الفكر بل عن فرضية سوء فهم الاخر
و تربصه .
لماذا اختص الاخوة البروتستانت بهذا التصريح رغم ان غالبية الشعب المصري لم يتزوج في الكنيسة القبطية الارثوذكسية !؟ بل الغالبية العظمى من شعوب العالم هكذا .
لنفس السبب ( اقلية عددية ) اذا كان الأقباط الارثوذكس فقط هم من سيدخلون الفردوس إذن فباطلة هي كرازة توما و بولس و بطرس و غيرهم جناب الاب الموقر قدس ابونا صموئيل سامحني فيما سوف اقوله او بالمصطلح الكنسي حاللني .
أولا : هل تعلم قدسك ان سر الزيجة لم يكن معروفا طيلة القرون الخمسة الاولى للمسيحية !؟ هل معنى هذا أن المسيحيين الأقباط الارثوذكس في القرون الأولى ( الشهداء الذين نفتخر بهم ) هم نتاج علاقات غير شرعية !؟
ثانيا : لم يتحدث الاباء الاولون للكنيسة عن طقس سر الزيجة او عن اي صلاة محددة للزواج باستثناء ما حدث في القرن الثاني حينما خرج علينا اغناطيوس الاسقف (110م نقريبا) بنصيحة إلى بوليكاربوس الأسقف عن أن الزواج لابد ان يكون بموافقة الاسقف كعلامة على موافقة الله على الزواج ! ومع هذا لم يذكر أي طقس كنسي أو صلاة خاصة يقوم بها الاسقف لتحقيق هذا القبول الإلهي .
ثالثا : في القرن الرابع الميلادي و في مدينة ميلان بإيطاليا يذكر التاريخ ان أسقف ميلان أمبروس Ambrose (340-397م) يتحدث عن مباركة الزواج بواسطة القسس (في تطور لفكر اغناطيوس) ، وهذا في رسالته إلى فيجيليوس فيقول: “لأن عقد الزواج يتم تبريكه بواسطة القس .
ومع هذا لم نجد في كتابات الاباء اي ذكر عن هذه المباركة او طقوسها .
رابعا : في القرن الخامس الميلادي قام اغسطينوس بتفسير كلام بولس الرسول عن اتحاد المسيح بالكنيسة على انه رمز الزواج المسيحي فيقول أوغسطينوس: “الزواج الصالح في كل الأمم ولكل البشر يتوقف على الانجاب والعفة، ولكن فيما يتعلق بشعب الله هناك أيضا قدسية السر.
ولهذا لا يجوز أن تترك (المرأة) رجلها -حتى ولو تركها لتتزوج بآخر طالما الزوج على قيد الحياة …”وفي هذا يتضح أن أوغسطينوس على الرغم انه أول من ميز الزواج المسيحي عن غير المسيحي إلا إنه لم يحكم على الزواج الغير مسيحي بالزنا ولم يتكلم أيضا على أي نوع من الممارسة الطقسية الخاصة.
فقط عن تمييز الزواج المسيحي كزواج مقدس.
خامسا : في القرن التاسع الميلادي و في رسالة البابا نيكولاوس الأول (858-867م) إلى البلغار، وفيه ذكر لمباركة القس للمتزوجين (بعد عقد الزواج المدني طبقا للقانون) بعمل احتفال داخل مبنى الكنيسة يخرج منه العروسان لابسين لأكاليل أو تيجان على رؤوسهم من الكنيسة .
مما يوضح أنه لم تكن الكنيسة تصنع الزواج لكنها كانت تحتفل بالزواج الطبيعي العادي و يقتصر دورها على المباركة .
سادسا : لم يذكر ساويرس بن المقفع (القرن العاشر) في كتابه الدر الثمين أي طقس أو تلميح عن طقس خاص بالزواج،
سابعا : اول طقس كامل للزواج كان في القرن الرابع عشر في كتاب مصباح الظلمة لأبن كبر (ت 1324م) .
ثامنا : يقول القس انطونيوس فكري في كتابه اسرار الكنيسة السبعة – باب سر الزيجة ان الزواج سنة الهية لإعمار الارض و حفظ النوع البشري و ان غايات الزواج ( اي زواج في العالم لأي عقيدة ) 1) تعاون الزوجين ( الشق النفسي ) 2) حفظ النوع الإنساني.( الشق الجسدي ) 3) الحماية من الزنا ( الشق الروحي )
تاسعا : حتى بداية السبعينات من القرن الماضي كان الزواج يتم في البيوت حتى تم منعها من قبل قداسة البابا شنوده الثالث و اقتصارها على الكنائس .
عاشرا : الزواج في الاصل مدنيا لحفظ الحقوق و الانساب و ما زاد عن ذلك هو للمباركة و اضفاء القدسية .
و اخيرا اقولها بكل فخر اهواكي يا ارثوذكسية صباح الفل