كانت دهشتي كبيرة عندما وقع في يدي كتاب تاريخ قديم كان مقررا على التلاميذ فى المدارس سنة 1957 لمؤلفه عالم المصريات الشهير جيمس هنري برستد (صاحب كتاب فجر الضمير) وعنوانه الحضارات الشرقية القديمة (الصورة اليسرى) وهو مقتطفات ومختارات من كتاب اكبر ترجمه الدكتور احمد فخري اقتصر فيه على ترجمة الفصلين او الفصول الثلاثة الاولى من النص الاصلي للكتاب وعنوانه انتصار الحضارة (الصورة اليمنى)
وهو بدوره نسخة مزيدة ومنقحة من كتاب ألفه برستد قديما عنوانه العصور القديمة ترجم في بيروت 1923 واعيد طبعه في الثمانينات في بيروت ايضا…وكان مثار دهشتي الرؤية الوقادة والبصيرة الثاقبة لآخر أجيال وزراء التعليم العظام في مصر.. فالكتاب يطوف بك بشعوب الشرق الأدنى القديم وحضاراته مما يعطي للتلاميذ رؤية شاملة للمنطقة التي ينتمي اليها ويبرز بجلاء دور الحضارة المصرية القديمة الهام في تشكيل مسيرة المدنية واثرها على مايحيط بها من بلدان…
هذه رؤية انسان واع كان موفقا كل التوفيق في اختياره للكتاب الذي يجب ان يخاطب هؤلاء التلاميذ في تلك المرحلة العمرية الدقيقة.. ولا يسألني احد بعد هذا لما أنا غير راض عن وزراء ماهم بوزراء وانما رجال تم اختيارهم ليس لكفاءة علمية او رؤى مستقبلية وأنما لارتفاع صوت تصفيق اياديهم ليل نهار منذ عقود طويلة وتثبيت انظارهم تحت اقدامهم وفى عيون الحكام..
حفظ الله مصر وشعبها من امثال هؤلاء.