بقلم / مايكل عزيز البشموري
طالعتنا وسائل الإعلام المرئية بفيديو لكاهن قبطي يُدعى صموئيل البحيري ، تحدث فيه بإزدراء عن الطائفة الانجيلية الذي نكن لها كل الحب والتقدير ونعتز بخدماتها الجليلة داخل مصر وخارجها ، ونحن نأسف على الاسلوب المتدني الذي تحدث به هذا الكاهن ونرفض تعاليمه الخاطئة التى نادى بها والتى لا تُعبر عن عمق الايمان المسيحي ولا تُمثل الارثوذكسية بصلة ، في الحقيقة كلام صموئيل البحيري يُعبر عن حقبة أليمة عايشتها الكنيسة ، ويرجع بداياته للصراع السياسي الذي وقع بمنتصف سبعينيات القرن الماضي بين الكنيسة والدولة من ناحية ، وإصطدام الاسلاميين مع الدولة والاقباط من ناحية أخري .
لن نسترسل في تفاصيل تلك الحقبة الزمنية لان ما كان يّحاك ضد الاقباط من مكائد ساهم في وصول الكنيسة اليوم الي هذا النحو من التعصب والانغلاق وجعلها تتخذ موقف تصادمي مع المجتمع ( مقابلة الفكر بفكر مضاد ، ومقابلة التطرف بتطرف ) وهناك أباء كثيرون رفضوا هذا التوجه ومن أبرزهم الاب متي المسكين ( ثان أشهر شخصية قبطية بعد البطريرك ) والذي قام بمحاولة تحرير الارثوذكسية المصرية من تأثير تطرف المجتمع الاسلامي المحيط بها عبر تبني خطاب مسيحي معتدل يحتضن الجميع تحت راية المسيح والانجيل وقد حاول أيضاً إبعاد الكنيسة عن المشهد السياسي بنشر عدة مقالات حملت عنوان :
الكنيسة والدولة وكان لهذا الكتيب أصداء واسعة وردود فعل مازالت محل جدل بين البعض حتى اليوم ، ولكن بسبب سوء الاحوال خلال فترة حكم الرئيس السادات قوبل منهج متى المسكين بالرفض والهجوم من قبل الاكليروس المسيّس ، وفي الجهة المقابلة سعى المتنيح البابا شنودة الثالث مواجهة التطرف المجتمعي وموجات الارهاب المنتشرة داخل المجتمع المصري بتبنى خطاب مسيحي أكثر تشدداً من نظيره الاسلامي
فالمسلم المصري أصبح متطرفاً بعد نكسة يونيو 67 وقيام الجمهورية الاسلامية في إيران أثار مشاعر الاسلاميين في مصر لتطبيق النموذج الايراني ، وفي الجهة المقابلة بسبب انتشار عنف الاسلاميين ضد الاقباط بات المسيحي القبطي أكثر تطرفاً وإنعزالاً داخل كنيسته ليبدأ بعدها انتشار موجات جديدة من التعصب تجاه الطوائف المسيحية .
” لقد أصبح كل ما هو غير ارثوذكسي هرطوقي (كافر) بنظر أبناء الطائفة القبطية والذي يعتقد اتباعها اليوم بأنهم (20مليون قبطي) سوف يدخلون الملكوت وحدهم ، أما بالنسبة الي باقي (الاثنين مليار مسيحي الاخرين ) فمصيرهم الجحيم والعذاب الابدي ” هذا الفكر الخاطئ يتحمل مسئولية إنتشاره البطريرك الراحل وأساقفته المساعدين وقد تم زراعة تلك الأفكار الخاطئة في عقول طلبة الكلية الاكليريكية كونها عقيدة أرثوذكسية مُسلم بها ، وقد قابل الاباء المطارنة القدامى تلك التعاليم بالرفض والاستنكار ، ابرزهم الانبا ميخائيل مطران أسيوط الانبا يؤانس مطران الغربية الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمي ، الاب متي المسكين ، الانبا اثناسيوس ، ففي إحدي المرات قام المتنيح الانبا اثناسيوس مطران بني سويف السابق برسامة مكرسة بإسم : تريزا ، فإعترض أحد الكهنة الشباب حينها زاعما بأن هذا الاسم كاثوليكي فسأله المطران : طب واية الغلط في كدة ؟ فأجابة القس بحماس : هؤلاء هراطقة ، فقام المطران الجليل بتوبيخه بالقول : انتا غلطان واللي علمك الكلام ده غلطان ولو هتفكر تقول الكلام ده تاني فعليك مغادرة ايبارشيتي والذهاب الي ايبارشية أخري .
بنهاية حديثي : تشهد مصر تغيرات فكرية واجتماعية كبيرة والمناخ السياسي فيها أصبح يتسم بالاعتدال والتسامح ، والدول الخليجية وعلي رأسها السعودية بدأت الأمور تتغير فيها تدريجيا فبعد ان كان هذا البلد يُصدر الوهابية والتطرف أصبح اليوم أكثر إنفتاحا
وبدأ في التخلص من قيود الماضي ووصاية رجال الدين علي المجتمع السعودي . صموئيل البحيري هو ضحية أفكار خاطئة فقد تلقي تعليمه اللاهوتي في الكلية الاكليريكية التى أعدته لكي يصبح كاهن وهو كشخص محب وغيور علي كنيسته سيطبق ما تعلم به علي أرض الواقع ، إذن لا يمكننا إلقاء اللوم عليه لانه ليس أول شخص يتحدث بهذا التعليم الخاطئ بل هناك كثيرين يرددون نفس كلماته ولكن بشكل مستتر وغير مباشر .
يتوجب علي الكنيسة اليوم إدراك حجم المتغيرات التي طرأت علي البيئة المحيطة بها وتبني خطاب تنويري معتدل يجمع ولا يفرق .
يجب إعادة تأهيل رجال الدين المسيحي بما يتناسب مع حجم التغيرات المجتمعية والعمل على إعادة هيكله الكلية الاكليريكية وضبط التعليم فيها لتخريج دفعات جديدة من الكهنة المستنيرين .
يجب علي الكنيسة تبني خطاب إنساني متسامح يجذب أبنائها الي النعمة الالهية والتخلي عن الخطاب الترهيبي الذي يتحدث به الكهنة وحماة الشر علي صفحات السوشيال ميديا .
رابح النفوس حكيم
للاسف ..كل حرف كتبته سليم وحقيقي ويتحمل مسؤلية هذا العبث والظلام والفرقة والانقسام والجهل والتنطع واللاانسانية بل و إهانة المسيحية والمسيح والانجيل والصليب و التردي في قيم المحبة والوحدة والمعرفة الالهية الحقة والنور الالهي.. معلم الاجيال ومطرانه الدمياطي سامحهم الله عما فعلوه بكنيسة المسيح وبشعب المسيح وعما اقترفوه من تخريب وتدمير في العقل الجمعي القبطي
مع الأسف مقال متاوى تماما
فكتاب” الكنيسة والدولة” لا يخرج إلا من حاقد على القديس المتنيح البابا شنوده الثالث وعلى المجمع المقدس وعلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كلها
فهو من أسوأ الكتب التى قرأتها فهو يسلم الكنيسة على طبق من ذهب لرئيس إخوانجى حتى النخاع قال قولته المشهورة (أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة) ضاربا عرض الحائط بسكان مصر الأصليين ” الأقباط ” ومقدما الأقباط أضحية مجانية على مذبح التطرف الإسلامى الذى راح ضحيته الرئيس الإخوانجى نفسه
وما معنى عبارة (تطرف قبطى أكثر) ؟!!!
متى كان الأقباط متطرفين؟!!!
أما البروتستانتية الهرطوقية فتظل مستنقع الهرطقات الذى يجمع جميع الهرطقات والبدع على مر التاريخ فى كوكتيل عفن مهما حاولتم تلميعها متخذين أسماء أرثوذكسية مستعارة ، لغتك تظهرك