إعداد/ ماجد كامل
من بين باباوات الكنيسة القبطية الذين تعرضوا لظلم شديد ؛ يأتي ذكر البابا يوساب الثاني من بين هؤلاء .
وحسبما ذكر القمص تاوضروس السرياني ( 1911 – 1938 ) في كتابه ” تاريخ البطاركة – الجزء الثالث ” أنه ولد في قرية دير الشهيد فيلوثاوس بالنغاميش من أعمال مركز البلينا محافظة سوهاج خلال عام 1876 ؛ وعندما بلغ عمره 18 سنة ؛ توجه إلي دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر وتسمي بأسم ” الراهب إقلاديوس الأنطوني ” وفي الدير عكف علي القراءة ودراسة المخطوطات والكتب بشغف كبير ؛ ولما كان الأنبا يوأنس مطران البحيرة ووكيل الكرازة المرقسية ( البابا يوأنس التاسع عشر فيما بعد ) مهتما بتعليم وتثقيف الرهبان ؛ الحقه بمدرسة الرهبان اللاهوتية بالإسكندرية ؛ ولما لمس نبوغه الزائد ؛ أرسله في بعثة علي نفقته الخاصة إلي مدرسة ريزاريس في أثينا ؛ وكان معه في نفس الدفعة الراهب اخريستوفروس الذي صار فيما بعد مطرانا للروم الآرثوذكس في الزقازيق ؛ ثم أنتخب بطريركا للروم الآرثوذكس في 25 يونيو 1939 ؛كما كان معه ا أيضا ستة من الآباء الرهبان منهم الراهب حنا البراموس الذي لم يمكث بأثينا سوي أربعة شهور ؛
والجدير بالذكر أن المطران نيكتاروس Nictarios of Aegine (1849- 1920 ) مطران الخمس مدن الغربية للروم الأرثوذكس ومدير المدرسة اللاهوتية في تلك الفترة قد أرسل خطابا لنيافة الأنبا يؤانس
جاء فيه ” ها نحمل اليوم مرسلين حامل هذا ولدكم الراهب اقلاديوس الانطوني ونشهد علنا بان مدة وجوده عندنا بالمدرسة كلها كانت علي مايرام من السلوك الحسن ومنتهي الاحتشام واللياقة والغيرة والاجتهاد في حفظ اللغة البونانية وذكاء نادر جدا فيها ومعاملته للتلامذة كانت بغاية الكمال وبتصرف اخوي في غاية الوفاق .
ولذا نعبر عن ممنونيتنا وسرورنا منه . أثينا في 13 مايو 1904 ” ( راجع صفحة الباحث جرجس حنا علي الفيس بوك بتاريخ 27 يونية 2020 ) .
ثم عاد بعدها إلي القاهرة ليرسم أسقفا علي قنا وقوص بأسم ” الأنبا لوكاس ” وأيضا القمص ميخائيل المقاري الذي قام بطباعة السنكسار القبطي وبني كنيسة العذراء بحلوان
( راجع تاوضروس السرياني :- تاريخ البطاركة ؛ الجزء الثالث ؛ مكتبة دير السريان ؛ صفحة 305 ؛ وأيضا مجدي جرانت جرجس :- تاريخ حافل البابا يوساب الثاني ؛ صفحة 12 و13 ) ولقد وصل الراهب إقلاديوس إلي أثينا خلال عام 1902 والتحق فور وصوله بالمدرسة الموفد إليها ؛ وظل بها لمدة ثلاث سنوات حتي تخرج منها في عام 1905 ؛ ثم عاد إلي بلاده ؛ ولما علم الأنبا تيموثاوس مطران القدس( 1899- 1925 ) استدعاه هناك ؛ وعينه رئيسا لدير الأقباط في يافا ؛ ثم رقي إلي منصب رئيس عام أديرة القدس وسائر بلاد فلسطين ؛ ونظرا لتميزه في اللغات والعلاقات المسكونية ؛ تمكن من حل المشاكل المتعلقة بالنزاع بين الكنائس المختلفة حول كنيسة القيامة
وجعل كل كنيسة تحتفظ بتقاليدها الخاصة حول القبر المقدس ؛ الأمر الذي نال اعجاب الجنرال ستورس حاكم مدينة القدس وقتها ؛ فأرسل خطابا إلي صديقه مرقس باشا سميكة ( 1864- 1944) يشيد فيه بفضل القمص إقلاديوس وحسن تصرفه في معالجة الأمور .
وعندما خلا كرسي جرجا ؛ رشحه كهنة المدينة ووجهاءها أسقفا عليها ؛ ورفعوا الطلب الي قداسة البابا كيرلس الخامس ( 1831- 1927 ) الذي وافق علي الفور ؛ فقام بإستدعاء القمص إقلاديوس الأنطوني وسامه أسقفا علي البلينا وجرجا بأسم الأنبا يوساب ؛ وكان ذلك في يوم 5 نوفمبر 1920 .
ولقد أحتج أعيان مدينة البلينا علي هذه الرسامة ليس اعتراضا علي شخص الأنبا يوساب ؛ ولكن لرغبتهم في الإنفصال الإداري عن مدينة جرجا ؛ وبالفعل أستجاب البابا كيرلس الخامس لطلبهم وقام بفصل جرجا عن البلينا ورسم لها القمص فيلوثاوس المقاري سكرتيره الخاص أسقفا علي البلينا .
وفي جرجا ؛ أهتم الأنبا يوساب الثاني بالتعليم ؛ فأنشأ المدارس المدارس الأولية والثانوية ؛ وشيد كنيسة فاخرة مع دار للمطرانية ؛ ولم يتقاعس مطلقا عن افتقاد شعبه في المدن والقري ؛ مما أكتسب محبة الجميع له .
انجازات الأنبا يوساب الثاني
ويفصل الاستاذ مجدي جرانت كيرلس إنجازات الأنبا يوساب في مطرانية جرجا فيما يلي
( بناء دار للمطرانية في جرجا – بناء كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بجرجا – توسيع وإعادة بناء كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بجرجا –- م وتجديد كنيسة السيدة العذراء مريم– إنشاء وإفتتاح مدرسة الأقباط الأولية بجرجا – تشييد كنائس في قري جرجا – القيام بمشروعات إنشائية في بهجورة وفرشوط – افتقاد الشعب القبطي روحيا وتعليميا ودينيا – إصلاح العلاقات بين العائلات المتخاصمة )
( راجع تفصيل كل نقطة من هؤلاء في :- مجدي جرانت كيرلس ؛ المرجع السابق ذكره ؛ الصفحات من 17- 20 ) .
كما قام نيافته باستقبال الزعيم الوطني سعد زغلول ( 1859- 1927 ) أثناء رحلته الثانية إلي الصعيد في 18 أكتوبر 1921 – و استقبال العلامة الأنبا إيسيذوروس (1897- 1942 ) أسقف ورئيس دير البراموس لجرجا خلال رحلته للصعيد عام 1925 ) ( نفس المرجع السابق ؛ الصفحات من 21 – 27 ) .
وخلال عام 1930 ؛ قام البابا يوأنس التاسع عشر بزيارة تاريخية إلي أثيوبيا ؛ فأصطحب معه في الرحلة بعض المطارنة المعروفين بالاستنارة ؛ فكان من بينهم الأنبا لوكاس مطران قنا وقوص والأنبا يوساب مطران جرجا ؛ وهناك تعرف الأثيوبيون علي الأنبا يوساب الثاني وأعجبوا به جدا ؛ وعندما تم تنصيب الملك تفري إمبراطورا للحبشة بعد وقاة الإمبراطورة زوديتو في 12 أبريل 1930 ؛ فاوفد البابا يوأنس الأنبا يوساب للقيام بهذه المهمة ؛ فسافر نيافته علي رأس وفد كبير من الكهنة والشمامسة ؛ وقاموا بتتويج الملك تفري إمبراطورا علي أثيوبيا في 2 نوفمبر 1930 بأسم ” الإمبراطور هيلالسلاسي الأول إمبراطور أثيوبيا ” .
وعندما سافر البابا يوأنس التاسع عشر إلي أوربا في شهر يونيو 1935 ؛ قام بتعيين الأنبا يوساب نائبا بابويا له ؛ وعندما تنيح البابا يوأنس في 21 يونيو 1942 ؛ اجتمع المجمع المقدس والمجلس المللي ؛ وأتفقا علي اختيار الأنبا يوساب الثاني قائم مقام البطريرك ؛ فظل يدير الكنيسة من هذا المنصب لمدة سنة وسبعة شهور وستة وعشرين يوما .
ويذكر مجدي جرانت كيرلس في كتابه ؛ أنه طالب المجمع المقدس أن لا تقبل الأديرة طالبي الرهبنة إلا بعد الحصول علي شهادة المدرسة الإكليركية ( المرجع السابق ذكره ؛ صفحة 32 ) .
ولقد تم ترشيحه للبطريكية مع الأنبا مكاريوس مطران أسيوط ؛ ولكن جاءت نتيجة الانتخابات لصالح الأنبا مكاريوس ؛ فتم تنصيبه بطريركا في 13 فبراير 1944 ( القمص صمويل تاوضروس السرياني ؛ نفس المرجع السابق ؛ صفحة 308 ) .
وبعد نياحة البابا مكاريوس الثالث في 31 أغسسطس 1945 ؛ رشح الأنبا يوساب للبطريكية للمرة الثانية ؛ وكان معه في نفس الترشيح الراهب القمص داود المقاري ( 1894- 1954 ) .
ولكن جاءت نتيجة الانتخابات لصالح الأنبا يوساب بأغلبية ساحقة ؛ فتم تنصيبه بطريركا في 26 مايو 1946 بأسم البابا يوساب الثاني في الكنيسة المرقسية الكبري بالأزبكية ؛ وطبعا شارك في حفل التنصيب كل مطارنة وأساقفة المجمع المقدس ؛ كما حضر الحفل كبار رجال الدولة ورؤساء الكنائس .
ولقد قام الملك فاروق الأول ( 1920- 1965 ) بإستقبال قداسته في القصر الملكي ؛ ولقد بادر الملك فاروق بسؤال غبطته في أي عهد من الملوك كان معاصرا للبابا يوساب الأول ( 831 – 849 م ) فأجاب علي الفور الخليفة المأمون ( 786- 833 م ) .
قراراته كبطرك
وبعد بداية عهده بالبطريكية ؛ بدأت ملامح المنهج الجديد الذي ينتهجه قداسته ؛ وكان من باكورة قرارت قداسته :-
1- قرار بابوي بإلزام جميع الرهبان خارج أديرتهم بالعودة إليها قبل يوم 17 يونيو 1946 .
2- قرار بابوي بتعيين القمص إبراهيم لوقا وكيلا عاما للبطريركية في 22 مايو 1946 .
( مجدي جرانت كيرلس :- نفس المرجع السابق ؛ صفحة 39 ) .
وتوالت انجازات البابا الجديد ؛ ولقد لخصها مجدي جرانت كيرلس في النقاط التالية :
انجازات أخرى للبابا يوساب الثاني
1-المطالبة بتمثيل الاقباط تمثيلا عادلا :
ففي 1 أكتوبر أصدر السيد محمد كامل مرسي وزير العدل بيانا بترقيات بعض رجال القضاء ؛ ولم يكن من بين الترقيات قبطي واحد ؛ فقام قداسة البابا يوساب بتكليف حبيب باشا المصري ( والد مؤرختنا الكبيرة إيريس حبيب المصري ) بكتابة مذكرة وجهها إلي رئيس الوزراء مطالبا إياه بضرورة تصحيح الموقف نظرا لخطورة ذلك علي الوحدة الوطنية ؛ ورفع نسخة منها إلي جلالة الملك مزيلة بالعبارة التالية ( لكي يكون المصريون أمة واحدة وصفا واحدا ) .
وبالفعل استجاب الملك والمسئولون لهذا الطب .
2-المطالبة بتدريس مناهج الدين المسيحي بالمدارس أسوة بمناهج التدريس الإسلامية ؛ وبالفعل رفع مذكرة بهذا الأمر إلي عبد الرازق السنهوري باشا ( 1895- 1971 ) بتاريخ 27 نوفمببر 1948 ؛ وبالفعل استجاب معالي الوزير لهذا النداء ؛ وبالفعل كلف البابا يوساب نيافة الأنبا يؤانس مطران الجيزة والقليوبية وقويسنا بوضع هذه المناهج .
وذلك تفعيلا لقرار سابق من مجلس الوزراء بتاريخ 8 أبريل 1907 بإدخال تدريس مادة الدين المسيحي في المدارس الأميرية .
3- تقرير خمسة أيام أجازات رسمية للأقباط في عيدهم هي :- عيد الميلاد المجيد+-عيد الغطاس .-أحد الشعانين . -خميس العهد . -عيد القيامة المجيد . كذلك السماح لهم بالتأخير لمدة ساعتين كل يوم أحد حتي العاشرة صباحا لكي يتسني لهم تأدية شعائرهم الدينية ؛ ونفس الأمر في عيد النيروز في 11 سبتمبر .
4 -إعادة بناء الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية ؛ وذلك في يوم 9 نوفمبر 1952 حيث قام بتكريس الكاتدرائية المرقسية الجديدة بحضور مندوب عن السيد رئيس الجمهورية وقتها ( الرئيس محمد نجيب ) ومندوب عن جلالة الإمبراطور هيلاسلاسي الأول ومحافظ الإسكندرية وقتها ؛ ولقد شارك في صلوات تدشين الكاتدرائية كل مطارنة وأساقفة المجمع المقدس وقتها ؛ بالاشتراك مع ثلاثة من مطارنة وأساقفة أثيوبيا ؛ ويذكر الاستاذ مجدي جرانت
أنه أثناء عملية الترميم تم إكتشاف مقبرة الباباوات القدامي ؛ فقام بترميمها وتحديثها وإعدادها للزيارة ( صفحة 43 من المرجع السابق ذكره ) .
4- بناء العديد والكنائس بالقاهرة والإسكندرية بلغت حوالي ثمان كنائس منهم ( كنيسة العذراء الوجوه – كنيسة العذراء روض الفرج- كنيسة العذراء عزبة النخل ….. الخ ) ( راجع القائمة بالكامل في المرجع السابق ذكره ؛ صفحتي 43 و44 ) .
5-تعمير دير الأنبا صموئيل المعترف ؛ وترقية القس مينا البرموسي المتوحد ( قداسة البابا كيرلس السادس فيما بعد ) إلي درجة قمص .
6- تشييد مقر رابطة القدس في 30 أكتوبر 1955 ؛ وجاءت تأشيرة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ” تعامل معاملة جمعية الشبان المسلين ” .
( لمزيد من التفصيل يمكنكم الرجوع إلي :_ مجدي جرانت كيرلس ؛ المرجع السابق ذكره ؛ الصفحات من 39- 44 ) .
وكل هذه الإنجازات السابقة كانت في مجال التعمير والإنشاء ؛ ولكن عهد قداسته تميز بالاهتمام الكبير بالتعليم والثقافة القبطية ؛ فهو يعتبر أول راهب في العصر الحديث يسافر إلي أثينا لدراسة اللاهوت ؛ لذلك وضع العلم والثقافة ضمن قائمة أولوياته
ويمكن تلخيص أنجازاته في مجال التعليم في النقاط التالية :-
أنجازاته في مجال التعليم في النقاط التالية
1- نقل مبني الكلية الإكليركية من مهمشة إلي أرض الأنبا رويس :- يذكر القمص صليب سوريال قصة نقل الكلية من مهمشة إلي الأنبا رويس ؛ حيث ذكر أن المجلس المللي أستلم أرض الأنبا رويس التي كانت أصلا مدافن بعد نقل الجثامين إلي الجبل الأحمر ؛ وكاهدف الرئيسي من شراء الأرض هو بناء مدرسة علي غرار كلية Eton بانجلترا لتضم أبناء الأثرياء القادرين علي دفع مبالغ ضخمة ؛ ولكن الفكرة ظلت معلقة لمدة أكثر من ثلاث سنوات ؛ وخلال زيارة القمص صليب لأحد أقربائه في الجيزة يشغل منصب مهم في الدولة ؛ وأخبره أن الدولة تخطط للاستيلاء علي الأرض وضمها إلي مبني كلية الطب نظرا لعدم شغل الكاتدرائية لهذه الأرض ؛ ونصحه أن تسرع الكنيسة لإنقاذ الموقف بأي طريقة ؛ ففزع القمص صليب وقرر أن يرتب موعد مع قداسة البابا في اليوم التالي مباشرة ؛ وعرض عليه الأمر ؛ ثم أقترح أن يسرع قداسته بإصدار أمر بابوي بسرعة نقل الإكليركية من مهمشة إلي أرض الأنبا رويس فرد عليه قداسة البابا وقال ” أذهب وأنقل الإكليركية إلي أرض الأنبا رويس الأنبا رويس والله يقويك ؛ فرد عليه القمص صليب وقال له ” لكن هناك عقبة موافقة المجلس المللي ماذا نصنع معهم ؟
فرد عليه البابا ” أنا رئيس الكنيسة وأنا ىمرك أن تسرع بنقل الإكليركية قبل فوات الأوان ؛ فقال له القمص “وإذا حدث اعتراض في دخول منقولات الكلية ماذا نصنع ؟ ؛ فرد عليه قداسة البابا وقال له ” آمرك ان تكسر الباب ؛ وأنا البابا ولا تخالفني ؛ فرد عليه القمص صليب وقال له سمعا وطاعة يا سيدنا .
وفي نفس اليوم توجه القمص صليب الي القمص إبراهيم عطية مدير الإكليركية وقتها ؛ وأحاطه علما بالموضوع ؛ وقال له أعتبرني أنا المسئول عن تنفيذ الأمر حتي لا تواجه بأي إحراج امام المجلس المللي .
وقام القمص صليب باستئجار ثلاث عربيات كارو وبدأت عملية تحميل المنقولات ؛ ورافق موكب العربات كل من :-
1-القمص مكاري السرياني ( المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة ) .
2-القس صليب سوريال .
3-الأستاذ نظير جيد ( المتنيح حضرة صاحب القداسة البابا شنودة الثالث البطريرك رقم 117 ) .
4-الأستاذ فؤاد باسيلي ( المتنيح القمص بولس باسيلي ) . وعندما علم الأستاذ كامل يوسف بعملية النقل ثار ثورة عارمة ؛ وعنف القمص صليب بعنف ؛ فرد عليه القمص ” هذه أوامر البابا وأنا لا أستطيع أن اخالفه وأنت وكيل المجلس المجلس يمكنك التفاهم مع قداسته ” وبالفعل بعد مناوشات طويلة بين الطرفين تمت عملية النقل ؛ وتكون مجلس إدارة للكلية الإكليركية بتعيين القمص إبراهيم عطية مديرا لها ؛ وكل من السادة الأساتذة ( الدكتور عزيز سوريال عطية – الدكتور سامي جبرة – الدكتور مراد كامل – القمص مكاري السرياني – الأستاذ يسي عبد المسيح – الأستاذ نظير جيد – الأستاذ فؤاد باسيلي – الأستاذ منقريوس عوض الله ( القمص فيما بعد ) – الأستاذ إدوار يسطس ( المتنيح الأنبا ديسقوروس اسقف المنوفية فيما بعد ) .
( لم يذكر أسم وهيب عطا الله لانه كان في لندن لدراسة الدكتوراة في ذلك الوقت ) . ( يمكنكم قراءة التفاصيل الكاملة للقصة في :- القمص صليب سوريال :- أحداث كنسية عشتها وعايشتها ؛ تقديم قداسة البابا تواضروس الثاني ؛ المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي ؛ يناير ؛ 1989 ؛ الصفحات من 92- 99 ) .
2-افتتاح القاعة اليوسابية بالمبني الجديد بأرض الأنبا رويس :- ومن أجل تدعيم قيمة المبني الجديد ؛ قام قداسته بإفتتاح قاعة كبري للمحاضرات والحفلات ؛ دعيت بأسم ” القاعة اليوسابية ” ( حاليا مسرح الأنبا رويس ) ؛ وذلك في احتفال مهيب أقيم مساء يوم 13 فبراير 1953 بحضور قائمقام الرئيس محمد نجيب القائمقام فريد عبد الله ؛ والأستاذ إسماعيل القباني وزير المعارف والدكتور نور الدين طراف وزير الصحة وعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ؛ وحضر من الأحبار الأجلاء أعضاء المجمع المقدس كل من ( نيافة الأنبا توماس مطران طنطا – نيافة الأنبا متاؤس مطران الزقازيق – نيافة الأنبا يؤانس مطران الجيزة – نيافة الأنبا غبريال أسقف دير الأنبا أنطونيوس – القمص مقار الأنطوني السكرتير الروحي لقداسة البابا – القمص جرجس إبراهيم وكيل عام البطريركية ….. الخ ) ( لمزيد من التفصيل راجع :- حفل افتتاح مبني القاعة اليوسابية ؛ موسوعة تاريخ اقباط مصر Coptic History ) .
وأعضاء المجلس المللي يالقاهرة والإسكندرية ؛ ولقد أنشدت فرقة المعهد الفرعوني بقيادة الفنان ” ملاك عريان ” الذي أبدع كثيرا في تقديم الألحان والترانيم القبطية .
3- افتتاح المكتبة البابوية بالأزبكية بكلوت بك :- ويذكر عنها الأستاذ نبيه كامل داوود ( 1937- 2010 ) أن قداسته أهتم ببناء مبني المكتبة الحالي خلال عام 1949 ؛ فكلف المرحوم الدكتور مراد كامل بترتيب سجلاتها ؛ وكان قداسته كلما زار كنيسة بالقاهرة يسأل عن مكتبتها ويضم ما يراه مناسبا للمكتبة البطريكية ؛ ولقد جاء خبر تفصيلي عنها في مجلة مدارس الإحد في عددها الصادر في 5 مايو 1949 جاء فيه “يعلم القراء أن البابا يوساب الثاني يقوم بإعداد مكتبة بجوار الكاتدرائية الكبري ؛ والعمل يسير فيها بهمة ونشاط ؛ وقد حدث مع الأسف أن المجلس المللي قد غضب لأنه يعتبر أن هذا العمل من اختصاصه وليس من اختصاص رئيس الكنيسة ! !
ونحن نلاحظ أن الشعب يتلهف إلي كل إصلاح وأنه يتقدم ؛ وإننا نصارح إخوتنا أعضاء المجلس المللي أن الشعب ينظر إلي هذه المنازعات الصبيانية .
وقد سئم الجميع هذه التصرفات ….. إننا نريد عملا نافعا لمجد الله .. . أما من كانوا ينظرون إلي القبام ببناء مكتبة علي أنه ليس من اختصاص البابا فنحن نقول لهم إننا علي العكس من ذلك تماما نطالب البابا كما نطالب كل أسقف أن يتدخل في كل شيء وأن يقود الشعب في كل عمل مجيد وفي كل إصلاح ….. وان كانوا في شك من ذلك فليرجعوا إلي وظيفة الأسقف في الكتاب المقدس وفي قوانين الرسل التي تجعل الأسقف مختصا في كل شيء سواء في حياتنا الشخصية أو العائلية أو الإجتماعية . فياليت الله يكشف عن بصائر أعضاء المجلس المللي ليروا ما في المسيحية من سمو ومحبة وقداسة ومجد فليحبوا الله …. بقي أننا لاحظنا أن الأفكار قد أنصرفت في مسألة المكتبة إلي الرسم والبناء ولم تسأل شيئا عن الخدمة التي تؤديها هذه المكتبة .
ونحن نريد أن ينظر إلي المكتبة نظرة أعمق من ذلك لا من حيث البناء والمظهر ؛ بل من حيث الفائدة الروحية والعملية . لقد كانت الكنيسة القبطية معلمة العالم المسيحي كله ؛ وكان آبائها قادة الفكر والفلسفة والإيمان المقدس ؛ فنحن نريد أن تجمع المكتبة كل مؤلفات الآباء ؛ سواء كانت موجودة بالمكتبة البايوية الحالية أو بالأديرة ؛ أو تسللت إلي مكتبات أوربا وسائر بلاد العالم .
ونريد أن تترجم هذه الكتب إلي اللغة العربية لفائدة الشعب وأن تنقي من كل تعليم دخيل أضيف . ونريد ان يكون بهذه المكتبة هيئة من العلماء الأقباط للتاليف ومراقية المؤلفات القبطية ؛ وتغذية العالم بالتعاليم الأرثوذكسية إننا لا نريد أن يقتصر تفكيرنا علي ما يبني بالطوب والحجارة … إننا نريد بناءا روحيا بمشيئة الله ( راجع نص البيان بالكامل في مجلة مدارس الأحد؛ عدد شهر مايو 1949 ؛ صفحة 42 ) .
4- الموافقة علي سفر الطالب وهيب عطا الله ( نيافة الأنبا غريغوروس ) لبعثة دراسبة للحصول علي الدكتوراة من جامعة مانشتستر :- فلقد قام كل من الدكتور عزيز سوريال عطية ( 1898- 1988 ) ؛ والدكتور جرجس متي ( 1905- 1967 ) بتقديم تزكية إلي المجلس المللي العام لترشيح الطاالب وهيب عطا الله لبعثة لدراسة الدكتوراة في جامعة مانشتستر ؛ فأحال المجلس الأمر إلي قداسة البابا ؛ فوافق قداسته علي الفور ؛ وفي مانشتستر قام وهيب عطا الله بإرسال خطاب شكر إلي قداسته جاء فيه من ضمن ما جاء “وصلت مانشتستر بإنحلترا ترعاني العناية وتؤيدني بركاتكم ونصائحكم الأبوية الثمينة ….. سيدي البابا يوجد عدد كبير من شباب كنيستنا القبطية الآن في مانشتستر ممن كنت أعرفهم في مصر وممن لا أعرفهم ؛ ويوجد عدد كبير بسائر بلدان أوربا ؛ وقد لاحظت أنهم لا يعرفون أين يصلون يوم الأحد .
ولكننا اخيرا اضطررنا إلي الذهاب إلي الكنيسة اليونانية بمانشتستر التي انشأها اليونان للجالية المقيمة بمانشتستر وهي كنيسة فخمة …… وقد ثار في نفسي ألم شديد . وتساءلت لماذا لا يكون لنا كنيسة في عاصمة علي الأقل من عواصم البلاد الأوربية والأمريكية ؛ أولا لكي يصلي فيها أبناءكم من الأقباط الذين لا يجدون كنيسة قبطية يصلون فيها يوم الأحد ؛ وثانيا لكي تكون هذه الكنيسة مركزا للتعليم الأرثوذكسي ؛ ولتعريف أهل هذه البلاد بالحقائق الأرثوذكسية وتعليم الكنيسة القبطية ( راجع النص الكامل للخطاب في :- السيرة الذاتية للأنبا غريغوروس ؛ الجزء الأول ؛ الصفحات 72 و73 ) .
ولقد كان تاريخ الخطاب هو 5 يونية 1952 ؛ فجاءه الرد سريعا بتاريخ 10 يونية 1952 علي النحو التالي ” تلقينا بالإرتياح خطاب نبوتكم المؤرخ في 5 يونيو الحالي ؛ وكان لما جاء به من أخباركم الطيبة أحسن الأثر في نفوسنا ……. وإننا إذ ندعو الله أن يرافقكم بعنايته ورعايته ؛ نسأله تعالي أن يسدد خطواتكم ويقرن جهودكم بالنجاح والتوفيق
أما عن أمنيتكم المحببة إلينا في أن يكون لنا كنيسة في كل عاصمة من العواصم الغربية فهذا ما نرجوه وليس علي الله أمر عسير ” ( نفس المرجع السابق ؛ صفحة 74 ) .
5-افتتاح معهد الدراسات القبطية :- تذكر المؤرخة إيريس حبيب المصري ( 1910- 1994 ) القصة الكاملة لافتتاح معهد الدراسات القبطية في ” قصة الكنيسة القبطية ؛ الجزء الساس ( ب) في الصفحات من ( 68- 72 ) ؛ وبالفعل أصدر قداسة البابا قراره التاريخي بإنشاء معهد الدراسات القبطية في 21 يناير 1954 ؛ وجاء في نص القرار ” إن الهدف من المعهد هو أن يعيد لنا مجد مدرسة الإسكندرية وسمعتها وأيضا عظمة الكنيسة القبطية في مختلف بقاع العالم ” وبالفعل وافق المجلس المللي تدعيم المعهد بمبلغ 2000 جنيه مصري سنويا ؛ وقام قداسة البابا بإفتتاح المعهد للدراسة في 17 ديسمبر 1954 ؛ وبدأت الدراسة فعلا في 17 ديسمبر 1954 بالأقسام التالية ( قسم الآثار واللغة القبطية – تاريخ الكنيسة – القانون الكنسي – اللاهوت – المجتمع القبطي-الألحان والموسيقي القبطية – الدراسات الأفريقية والأثوبية- الفنون القبطية – التصوير بالميكروفيلم – دراسة اللغات الأجنبية الإنجليزية والفرنسية – الدراسات المسيحية العربية – ) ( راجع إيريس حبيب المصري صفحة 72 ؛ ومجدي جرانت كيرلس صفحة 46 ) .
6 نهضة كبري في حركة نشر الكتب والمجلات القبطية :- ففي عهد قداسته ؛ صدرت العديد من الكتب والإصدارات القيمة نذكر منها :
1-كتاب ” تاريخ الأمة القبطية ؛ خلاصة تاريخ المسيحية في مصر ” .
2-تم طبع ومراجعة السنكسار بناء علي تكليف البابا يوساب الثاني للشماس كامل صالح نخلة بمراجعته وطبعه ؛ وبالفعل صدرت الطبعة عام 1951 . 3-الطبعة الأولي من كتاب ” حياة الصلاة الأرثوذكسية ” للأب متي المسكين ؛ وقام بتقديم الكتاب الأستاذ نظير جيد ؛ ولقد صدرت الطبعة عن دير السريان عام 1952 .
4- صدرت العديد من المجلات القبطية التي لعبت دورا كبيرا في تاريخ الصحافة القبطية نذكر منها ( رسالة المحبة للقمص أنطون عبد الملك- مجلة اليقظة للقمص إبراهيم لوقا – مجلة الحق للقمص يوسف الديري – مجلة الأنوار للقس داود المقاري – مجلة رسالة الكنيسة مرقس شنودة بطهطا – مجلة مارجرجس لفؤاد باسيلي – مجلة المنارة للقمص سرجيوس ملطي – مجلة الإيمان للقمص جرجس بطرس – مجلة نهضة الكنائس للدكتور أيوب فرج – رسالة أصدقاء الكتاب المقدس للأستاذ عياد عياد – مجلة مدارس الأحد للأستاذ مسعد صادق ونظير جيد ) ( لمزيد من التفصيل راجع :- مجدي جرانت كيرلس :- البابا يوساب الثاني ؛ الصفحات من 45- 48 ) .
5- أهتم قداسته اهتماما كبيرا جدا بخدمة مدارس الأحد ؛ حيث وجه قداسته خطابا الي حبيب جرجس بتاريخ 18 مارس 1948 يطالبه فيه ببناء جيلا قويا في الإيمان ؛ وطالب بضرورة أن يكون إلقاء دروس مدارس الأحد في وجود الكاهن وحضوره حتي يضمن سلامة التعليم ؛ كما تبني قداسته مؤتمرا لمدارس الأحد عقد في كنيسة مارجرجس جزيرة بدران بشبرا في يونيو 1951 ؛ ومؤتمرا آخر عقد في أغسطس 1952 بنفس الكنيسة ؛ وبتشجيع من قداسته ؛ عقد مؤتمرا خاصا في الأقصر يومي 4 و5 مايو 1947 .
( مجدي جرانت كيرلس :- نفس المرجع السابق حصفحة 53 و54 ) .
البابا يوساب الثاني وخدمة الكنيسة في الخارج والعمل المسكوني :
1- كلف البابا يوساب الثاني القمص إبراهيم بلوقا (1897- 1950 ) بالسفر إلي هولندا لتمثيل الكنيسة القبطية في مؤتمر أمستردام خلال الفترة من 22 أغسطس إلي 4 سبتمبر 1948 ؛ وكان للقمص إبراهيم لوقا جهدا واضحا في بناء علاقات طيبة مع الكنائس المسيحية الأخري داخل مصر ؛ وخاصة كنيسة الروم الأرثوذكس ؛ فلقد كانت تربطهم بهم علاقات طيبة ؛ خاصة بعد البحث الذي كتبه في مجلة ” اليقظة ” عام 1947 ؛ وأثبت فيه أن الخلاف حول طبيعة السيد المسيح خلاف لفظي فقط ( لمزيد من التفصيل راجع :
القمص بولا عطية :- المسكونية في الكنيسة القبطية النشأة – التطور – الحوارات ؛ الصفحات من 173 و 174 )
2- بناء علي الطلب المقدم من د . وهيب عطا الله جرجس لقداسته بضرورة إقامة كنائس في إنجلترا ؛ أقيم أول قداس قبطي يوم الخميس 12 أغسطس 1954 ؛ وحضره كل الأقباط المقيمين في أنجلترا في ذلك الوقت .
3-عقد مجلس الكنائس العالمي مؤتمر للشباب المسيحي في الشرق الأوسط في بيروت قفي شهر مايو 1954 ؛ حضره المهندس يسي حنا ممثلا عن الكنيسة القبطية .
4- أشتركت الكنيسة القبطية في مؤتمر مجلس الكنائس العالمي الذي عقد في إيفانستون بجوار شيكاغو خلال الفترة من ( 15- 31 أغسطس 1954 ) ؛ ومثل الكنيسة القبطية فيه ( القمص صليب سوريال – القمص مكاري السرياني – الدكتور عزيز سوريال عطية ) .
5-قام المستر نلسن تشابل السكرتير العام للمجلس العالمي للتربية المسيحية بزيارة مصر ؛ وتعرف علي أنشطة الكنيسة القبطية في مجال مدارس الأحد ؛ فزار فصول مدارس الأحد في كنيسة الأنبا أنطونيوس شبرا في 25 سبتمبر 1955 ؛ورحب به كهنة الكنيسة وخدامها ؛ وفي يوم 27 سبتمبر أعدت له اللجنة العامة لمدارس الأحد بالاشتراك مع معهد الدراسات القبطية حفل استقبال كبير له ؛ افتتحه القمص بطرس الجوهري بصلاة الشكر ؛ وألقيت بعدها كلمات باللغة الإنجليزية من كل من ( الدكتور مراد كامل – الأستاذة إيريس حبيب المصري – الدكتور وهيب عطا الله – الأستاذ تكلا رزق ) .
وفي اليوم التالي زار الضيف الكبير المتحف القبطي وكنائس مصر القديمة ؛ وفي المساء زار جماعة التربية القبطية ومنازل الطلبة والطالبات بالجيزة وملجأ جمعية الوعظ والتعليم ومعهد مارمرقس للشابلت والسيدات ؛ وبعدها أهتم بدعوة القمص مكاري السرياني لإلقاء كلمات عن نشاط الكنيسة القبطية في كل المؤتمرات التي عقدت في الولايات المتحدة .
( لمزيد من التفصيل راجع :- القمص انطونيوس الأنطوني – مرجع سبق ذكره ؛ الصفحات من 69- 72 ) .
6 الكرازة في جنوب أفريقيا وإنضمام 3000000 شخص إلي الكنيسة القبطية :- ففي 31 أغسطس 1949 سافر القمص أيوب الأنبا بيشوي إلي جوهانسبرج بجنوب أفريقيا ؛ وخلال فترة قصيرة أنضم حوالي 3000000 شخص إلي الكنيسة القبطية ؛ وفي 27 أغسطس 1950 تمت ترقية القمص أيوب أسقفا علي جنوب أفريقيا بأسم ” الأنبا مرقس ” ؛ ولكن بعد عام واحد رفضت السلطات هناك تجديد أقامته وأمرته بالعودة إلي بلاده ؛ فعاد حزينا إلي دير الانبا بيشوي ؛ وللأسف الشديد في صباح يوم 3 يوليو 1952 وجد قتيلا داخل سيارته الخاصة بينما كان في طريقه للقاهرة ؛ وقيدت الحادث ضد مجهول ( راجع :- مجدي جرانت كيرلس :- صفحة 49 و50 ) .
6-تدعيم الخدمة في أثيوبيا حيث قام البابا يوساب برسامة مطران أثيوبي بعد نياحة الأنبا كيرلس آخر مطران مصري علي أثيوبيا ؛ ورسامة ثلاثة أساقفة أثيوبين ( نفس المرجع اسابق ؛ صفحة 51 و52 ) .
7- انتداب الأستاذ وهيب جورجي ( 1922- 2002 ) مدرس العهد القديم بالكلية الإكليركية للخدمة في السودان ؛ وكان ذلك خلال عام 1946 .
8-رسامة خمسة أساقفة أثيوبين للخدمة في أثيوبيا في يوم 25 يوليو 1948 ( مجدي جرانت كيرلس :- صفحة 52 ) .
العمل الوطني في حياة قداسته
يذكر مجدي جرانت كيرلس بعض المواقف الوطنية لقداسته نذكر منها :
1-الإعتراض علي إقامة دولة عنصرية لليهود في فلسطين ؛ حيث كلف القمص مكاري السرياني بإلقاء محاضرة حول الفرق بين مفهوم إسرائيل في العهد القديم ؛ وإسرائيل كدولة عنصرية وذلك خلال مؤتمر إيفانستون السابق ذكره .
2-أيد قداسته ثورة يوليو ؛ وأستقبل قيادات الثورة في مكتبه بالبطريركية .
3 – حرصه علي الوحدة الوطنية من خلال تدعيم أواصر المحبة والصداقة مع أخوتنا المسلمين في الوطن .
( لمزيد من التفصيل راجع :- مجدي جرانت كيرلس :- مرجع سبق ذكره ؛ صفحتي 59 و60 ) .
ولكن مع بالغ الأسف وسط كل هذه الإنجازات ؛ كان للبابا خادم يدعي ” كامل جرجس الشهير بملك ” ؛ وللأسف الشديد أساء هذا الخادم التصرف وعبث بأوضاع البطريركية ؛ مما أثار غضب أعضاء المجمع المقدس ؛ وعندما وصل الأمر إلي الحكومة المصرية ؛ أصدرت وزارة الداخلية أمرا بإلقاء القبض علي ملك في 29 أغسطس 1953 وأرسل مرغما إلي جرجا تحت حراسة مشددة ؛الأمر الذي أثار غضب البابا وأعتبر هذا تدخلا في شئونه الخاصة . ولقد سمح لملك بالعودة إلي القاهرة وبدأ في الإتصال بالبابا ومحاولة التأثير عليه . ومع بالغ الأسف وفي يوم 25 يوليو 1954 ؛ قام مجموعة من الشباب المتطرف المعروفين بأسم ” جماعة الأمة القبطية ” باختطاف البطريرك وأجبروه علي التوجه إلي دير مارجرجس للراهبات ؛ فلما علمت الحكومة بهذا الأمر ؛ أعادت البابا إلي مقره ؛ وقبضت علي الشباب المتآمر ؛ وكانت تنوي محاكمتهم لولا تدخل البابا الذي طالب بالعفو عنهم جميعا . ولكن انعقد المجمع المقدس في 5 سبتمبر 1955 ؛ وقرر عزل البطريرك ؛ وتعيين ثلاثة مطارنة لإدارة الكنسة هم ( الأنبا أغابيوس مطرن ديروط- – الأنبا ميخائيل مطران أسيوط – الأنبا بنيامين مطران المنوفية ) وفي صباح يوم 24 سبتمبر 1955 توجه الي الكنيسة المرقسية ؛ ووقف أمام أيقونة مارمرقس يناجيه قائلا ” ها أنا أرد إليك الوديعة التي أئنتمني عليها كما هي ) ؛ وقرر التوجه إلي دير المحرق . ولكن تدخل الكنيسة الأثيوبية بطلب العفو عن قداسته ؛ أنعقد المجمع المقدس مرة أخري في 19 يونيو 1956 ؛ وقرروا رد الاعتبار للبابا ؛ وفعلا عاد البابا إلي القاهرة يوم 24 يونيو 1956 ؛ ولكن منعا لإثارة المشاكل ؛ رفض قداسته الإقامة في القصر البابوي ؛ ونصحه البعض بالإقامة في المستشفي القبطي بالقاهرة ؛ وعندما أشتدت عليه وطأة المرض ؛ قرر الاطباء نقله إلي الدار البطريركية ؛ حتي أسلم روحه بسلام صباح يوم الثلاثاء الموافق 13 نوفمبر 1956 ؛ وأقيمت الصلاة علي روحه الطاهرة يوم الأربعاء 14 نوفمبر 1956 ( لمن يريد الإطلاع علي التفاصيل الكاملة لهذه الأحداث المؤسفة يمكنكم مراجعة :- القمص صموئيل تواضروس السرياني ؛ الصفحات من 310- 318 ) .
وأختتم هذا المقال بشهادتين سمعتهما بنفسي :- الشهادة الأولي من المرحوم الأستاذ ” شاكر باسيليوس ( 1919- 1995 ) وكيل الكلية الإكليركية عندما سالته عن رأيه في البابا يوساب ؛ أجاب وقال ” ده كان رجل قديس ” .
أما الشهادة الثانية فكانت من المتنيح الأنبا غريغوروس ( 1919- 2001 ) ؛ عندما سألته نفس السؤال قال ” ده كان رجل فاضل بمعني الكلمة ؛ وبحسب مقاييس عصره يعتبر عالم ؛ ثم ذكر لي بعدها كيف خدمه وسهل له رحلة السفر لبعثة الدكتوراة .
بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1-إيريس حبيب المصري :- قصة الكنيسة القبطية ؛ الجزء السادس ( ب ) من عام 1928- 1952 ؛ مكتبة المحبة .
2- القمص تاوضروس السرياني :- تاريخ البطاركة ؛ الجزء الثالث ؛ مكتبة دير السريان العامر ؛ الطبعة الثالثة ؛ 2011 ؛ الصفحات من 305- 332 ).
3-مجدي جرانت كيرلس :- تاريخ حافل البابا يوساب الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ( 115 ) ؛ مراجعة وتقديم دكتور مكاري أرمانيوس سرور ؛ الطبعة الأولي ؛ نوفمبر 2006 .
4-الراهب القمص أنطونيوس الأنطوني :- وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها ؛ الجزء الثاني ؛ طبعة ثانية مزيدة ومحققة ؛ 2002 ؛ الصفحات من 69 – 72 .
5-القمص صليب سوريال :- أحداث كنسية عشتها … وعايشتها ؛ المركز الثقافي القبطي ؛ يناير 1989 ؛ الصفحات من 92- 99 . 5-موسوعة تاريخ أقباط مصر Coptic History :- حفل افتتاح مبني القاعة اليوسابية الكبري ؛ موقع علي شبكة الأنترنت .
6-المكتبة البابوية :- مجلة مدارس الأحد ؛ عدد شهر مايو 1949 ؛ صفحة 42 .
7- نيافة الأنبا غريغوروس :- السيرة الذاتية للأنبا غريغوروس ؛ الجزء الأول ؛ جمعية الأنبا غريغوروس أسقف البحث العلمي ؛ الصفحات من ( 71- 74 ) .
8-القمص بولا عطية :- المسكونية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية النشأة – التطور – الحوارات ؛دراسة وثائقية ؛ الطبعة الأولي ؛ سبتمبر 2005 ؛ صفحتي 173 و174 .
9-رامي جمال :- رواد مدارس الأحد في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ؛ لجنة التاريخ بمئوية مدارس الأحد ؛ صفحة 47 .
10- عناوين بعض الصحف التي صدرت خلال عام 1954 .
11-الباحث جرجس حنا Gerges Hanna:- الصفحة الشخصية علي الفيس بوك بتاريخ 27 يونية 2020
12- بعض الذكريات والأحاديث الشخصية مع بعض شهود العصر الأحياء في تلك الفترة .