أكثر باباوات الكنيسة القبطية في القرن العشرين ” طيبة ” و ” غفراناً للمسيئين ” الوحيد من بين باباوات القرن العشرين، من حمل شهادة لاهوتية من جامعة أجنبية_ في جرأة تشهد له نقل مقر الإكليريكية من مهمشة إلى أرض الأنبا رويس، وبذلك حفظ مبناها ذو الطراز المعماري الفريد من أن تضع الحكومة المصرية يدها عليه
تكونت في عهده اللجنة العليا لمدارس الأحد، وترأسها بنفسه حتى يحميها من بطش الإكليروس المقاوم لها، وترك الحرية للجنة على العمل دون أن يتدخل في شئونها إذ كان يتميز بالثقة فيمن أختارهم دون أن يفرض رأياً أو توجهاً
في عهده حصل د. وهيب عطالله ( أنبا إغريغوريوس فيما بعد) على الدكتوراة من مانشستر في أول بعثة تعليمية بدأت في عهده، وكانت خطابات متبادلة بينهما فترة دراسته بالخارج ، ومحبة كبيرة وتقدير وتشجيع من الأب لإبنه_
كان الأنبا ميخائيل مطران أسيوط القديس هو باكورة سياماته الأسقفية، أحد أهم شخصيات الكنيسة عبر أجيال كثيرة
في عهده أُنشيء معهد الدراسات القبطية أكبر وأهم صرح علمي في القرن العشرين تمّاً، وزوده بأكبر الأساتذة بالجامعات المصرية وأعطاهم كل الثقة على النهوض بالدراسات والفنون القبطية، بمجمل نحو ثلاثة عشر فرعاً.
وفتح المعهد بابه للباحثين والدارسين من كل الديانات والطوائف المهتمة بالقبطيات
في عهده بزغ شمس رواد مدارس الأحد الكبار وترهبن أشهر شخصيات الكنيسة ” الأب متى المسكين، الأنبا صموئيل أسقف الخدمات، البابا شنودة الثالث، .. ” وغيرهم الكثيرين
عانى كثيراً من هجوم أولاده عليه، وأكثرهم مجلة مدارس أحد التي ظلت لسنوات طويلة تكتب ضده وتشهر به دون أن يدافع عن نفسه أو يحرم أحداً، وكانت أكبر مشاكل عصره ما قام به تلميذه ” ملك ” إذ بسببه عاداه الكثيرين
أول وأخر البابوات الذين تم خطفهم تحت تهديد السلاح من قبل جماعة الأمة القبطية بسابقة لم تحدث بطول التاريخ القبطي، وفي حينها صفح عنهم وحماهم بغفرانه من السجن وضياع المستقبل، بعد أن طلب مراراً من الحكومة المصرية إطلاق سراحهم وخضعت الحكومة أخيراً لإلحاحه.
ونال قداسته احترام عبد الناصر لأجل هذا الفعل الأبوي المميز
في عهده كانت حرية الرأي والتعبير في أوجها داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وناله شخصياً الكثير من ضريبة تلك الحرية دون أن يقيض أحداً أو يخونه.
بل كان أكثر من تلقى طعنات
أيمن عريان