د.ماجد عزت إسرائيل
نَايِين كلمة عبرية معناها: جميلة أو مفرحة أو عذبة.
وهي اليوم قرية صغيرة اسمها ”نين“ Nen.وتقع هذه المدينة فوق منحدر صخري من جبل الضحى أو جبل المريا؛ وبالتحديد على سفح جبل حرمون أو الداحي الصغير في الطرف الشمالي الغربي.
وهي على بعد ميلين إلى الجنوب الغربي من عين دور.
وأيضًا على بُعد نحو ما يقرب من14كم جنوب مدينة الناصرة. ويحدها من الطرف الشمالي سهل يزرعيل.
وكان يحيط بالمدن القديمة سور حجري- كما في أريحا وأورشليم- لحمايتهـا،وفيه أبـواب للدخول والخروج تُغلَق ليلاً.
فماذا حدث في نَايِين؟ عرف عن السيد المسيح أنه دائمًا يسير ليفتقد الناس المتعبين ليريحهم. ويفتقد المرضى ليشفيهم. “وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ الْمُدُنَ كُلَّهَا وَالْقُرَى يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهَا، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ فِي الشَّعْبِ.” (مت 9: 35). فسرعان ما يتقاطر الناس عليه ويزدحمون حوله، وكانوا أحيانـاً “وَلَمَّا صَارَ النَّهَارُ خَرَجَ وَذَهَبَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَانَ الْجُمُوعُ يُفَتِّشُونَ عَلَيْهِ. فَجَاءُوا إِلَيْهِ وَأَمْسَكُوهُ لِئَلاَّ يَذْهَبَ عَنْهُمْ.” (لو 4: 42). لم يزور يسوع نَايِين مصادفة “وَالآنَ هَا أَنَا أَذْهَبُ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُقَيَّدًا بِالرُّوحِ، لاَ أَعْلَمُ مَاذَا يُصَادِفُنِي هُنَاكَ. غَيْرَ أَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ يَشْهَدُ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ قَائِلًا: إِنَّ وُثُقًا وَشَدَائِدَ تَنْتَظِرُنِي. وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ.” (أع 20: 22-24).
والرب يسوع لما اتَّجه إلى نايين جاء قاصداً الأرملة ذات القلب الكسير، يدفعه تحنُّنه الذي أحدره من مجده إلى أرض الناس لينتشلهم مـن موت الخطية وينقلهم إلى الملكوت الذي أعدَّه للذين يتَّقونه “وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.” (لو 1: 50).
والحقيقة التاريخية أن هذه المدينة الصغيرة، دخلت التاريخ لأن يسوع صنع فيها واحدة من آيات محبته وتحنُّنه على البشر: « فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ، إِذَا مَيْتٌ مَحْمُولٌ، ابْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ، وَهِيَ أَرْمَلَةٌ وَمَعَهَا جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمَدِينَةِ. فَلَمَّا رَآهَا الرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا، وَقَالَ لَهَا: «لاَ تَبْكِي». ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ، فَوَقَفَ الْحَامِلُونَ. فَقَالَ: «أَيُّهَا الشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!». فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ، فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ، وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ، وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ». وَخَرَجَ هذَا الْخَبَرُ عَنْهُ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَفِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ.».
( إنجيل لوقا7: 12-17).