في الحقيقة لم أجد أحدا من رجال الكهنوت الأتقياء، ممن قرأنا سيرهم العطرة عبر التاريخ أو الذين كتبنا عنهم أو عاصرناهم _ أقول لم أجد أحدا مستعلياً على شعب الله، فقراءه وصغاره قبل أغنياءه وكباره
لا يعرف الكبرياء طريقا للقلوب النقية التي تخاف الله وتحترم وصاياه وتعي دورها الرعوي جيدا إنهم جاءوا ليخدِموا لا ليُخدَموا، ففي أعماقهم إنهم غير مستحقين لخدمة شعب المسيح، هم في تبعية حقيقية للراعي الأعظم، يؤمنون بأنهم نموذج في التواضع وغسل الأرجل، يعتبرون الشعب (سادتهم، لا عبيدهم)، ورعايتهم تستوجب ليس الشعور بعدم الاستحقاق لكن يمتد لتقديم الذات من أجل رعاياهم، إن لزم الأمر (نُمات من أجلك كل النهار).لا يستعلي إلا الرعاة المزيفين، المفلسين، المنقادين بروح التسلط والمظاهر، لا يتكبر إلا غير السوي نفسيا وغير الناضج روحيا، الذي باع أبديته بربح مادي زائل ومكانة إجتماعية لن تتقدمه في طريقه للمقابر، حيث النهاية الأكيدة لكل بشري.
يا آباء السماء ليس بها جلباب أو زي يمكننا التباهي به، إذ سيكون ثيابنا واحد هو ثياب العُرس ومائدة الحمل!
أما رجال الله فشبعى من الداخل، داسوا عسل العالم المسموم، وعاشوا في الظل كالنكرة حتى لا يسرقوا مجد المسيح، كهنة ورهبان وأساقفة وبطاركة _ منهم الكثيرين في كل جيل لم تستهويهم مدائح الناس وأغانيهم ومتكئاتهم الأولى وكاميراتهم النرجسية، إذ كانوا صناعة وصياغة ومسكن للروح القدس ..
الصورة للبابا كيرلس السادس يبارك أبونا بيشوي كامل حينما كانت الأبوة أهم من المناصب، وغطاء على كل مجد
أيمن عريان