أوليا جلبي بن درويش محمد أغا ظلي المعروف بلقبه أوليا چلبي (هجاء بديل: أوليا شلبي) (ولد في 10 محرم 1020 هـ، الموافق 25 مارس 1611م، في إسطنبول، وتوفي في عام 1095 هـ / 1684م.)
هو رحّالة ومستكشفٌ عثماني سافر عبر أراضي الإمبراطورية العثمانية والأراضي المجاورة على مدار أربعين عامًا ابتدأها عام 1040 هـ – 1630م من إسطنبول، حيث دوّن مشاهداته في رحلاته في كتابه المعروف سياحت نامه أي («كتاب الرحلات») المكون من عشرة أجزاء.
وقد قام برحلاته مستقلاً أحيانا، أو في مهمات رسمية أحيانا أخرى. أما اسم جلبي (ويُنطق: تشلبي) فهو لقب شرف باللغة التركية العثمانية يعني رجل نبيل (كان يستخدم في تركيا قبل عام 1934).
عده الاتحاد الأوروبي ضمن عشرين شخصية خدمت الثقافة الإنسانية.
في كتابه سياحتنامة المكون من عشر مجلدات، جاب أوليا أصقاعا عدة.
ففي المجلد الأول يتحدث عن سعة مدينة اسطنبول وضواحيها
وفي المجلد الثاني يتحدث عن بورصة، وازمد (Izmid)، وباطوم، وطرابزون، وابخازيا، وكريت، وارضروم، وأذربيجان، وجورجيا، الخ
وفي المجلد الثالث يتحدث عن دمشق، وسوريا، وفلسطين، واورميا، وسيواس، وكردستان، وأرمينيا، والروميللي (بلغاريا ودوبروجة)، الخ
وفي المجلد الرابع يتحدث عن وان، وتبريز، وبغداد، والبصرة، الخ
وفي المجلد الخامس يتحدث عن وان، والبصرة، واوزاكوف (Oczakov)، وهنغاريا، وروسيا، والأناضول، وبورصة، وجزر الدردنيل، وادرنة، ومولدوفا، وترانسلفانيا، والبوسنة، ودلماشيا، وصوفيا
وفي المجلد السادس يتحدث عن ترانسلفانيا، وألبانيا، وهنغاريا، واوجفار (Ujvar)، وبلغراد، والمجر، وراغوسا (دوبروفنيك)، والجبل الأسود، وكانيزسا، وكرواتيا
وفي المجلد السابع يتحدث عن: هنغاريا، وبودا، وايرلاو، وتيميسفار (بنات Banat، وروم Rum، وتيميشورا)، وترانسيلفانيا، وولاكيا، ومولدوفا، والقرم، وقازاق، وروسيا الجنوبية، والقوقاز، وداغستان، وازاق
أما في المجلد الثامن فيتحدث عن ازاق، وبغصة سراي، وإسطنبول، وكريت، ومقدونيا، وأثينا، وجزر الدوديكانيز، والبليوبونيز، واسطنبول
وفي المجلد التاسع (الحج إلى مكة) يتحدث عن جنوب غربي الأناضول، وسميرنا، وافيسوس، ورودس، وجنوبي الأناضول، وسوريا، وحلب، ودمشق، والمدينة، ومكة، والسويس
وفي المجلد العاشر والأخير يتحدث عن مصر (مع ذيل تاريخي)، والقاهرة، ومصر العليا، والسودان، والحبشة.
يصف لنا مدينة قوص القديمة فيقول
أقامها شداد بن عديم بن يود فى عهد شيرين قفطريم ، ومن أبناء قفط من يسمى قوص وهو الذى بنى المدينة لما آل إليه الملك ، وفى عام 1414 استبحر العمران فى مدينة قوص ، ففى هذا الزمان كان بالقرب من قوص مدينة خربة ومنها فر أهلها من خشية مرض الطاعون إلا أنهم لم ينجو من الطاعون وهلكوا مع أهل قوص ، ومنذ هذا العصر لم تعمر قوص ، ويقول بعض المؤرخين إن شداد بناها وكانت حديقة إرم ، وقد اختلف العلماء داخل مصر وخارجها فى بناء هذه المدينة.
وعلى حد قول كعب الأحبار لم يجتمع العلماء على رأى فى من هو بانى قوص إنها مدينة طيبة الهواء يعجز الوصف من عظمتها إن جوها هو جوّ حلب أو جو معرّة النعمان ، وقبل فتح مصر استولى عليها الأسود بن مقداد من القبط وبعد الفتح بحثوا فى أرضها عن كنوز ووجدوا عمودا منهدما ، ولوجود العقارب بها فرّ العسكر وظلت المدينة خربة إلى أيام عبد الملك بن مروان من خلفاء بنى أمية
وسبب خراب هذه المدينة طوال تلك الفترة هو كثرة العقارب ولكن العقارب لا تصيب أهل هذه المدينة بضرر ولقد شاهدت أنا هذا العمود المنهدم ، وقد رسم عليه صورة عقرب وقد كتب أسفل العمود سطور ، ويراه كل من يمضون فىالطريق لأنه على الطريق العام ، وهذه المدينة فى حكم جرجا ولها كاشف له مائتا جندى ، كما تحوى ستين قرية ويتحصل منها أربعون كيسا وألف أردب من الغلال ولكن ليس بها مستحفظون ومفتى ولا نقيب أشراف وإنها قضاء به ستون قرية ويتحصل منها فى كل عام ثلاثة أكياس وهى مدينة تبعد عن النيل بمسافة بعيدة وبها ثمانمائة بيت واسع ولكن ليس فيها كثير من القصور ولا البيوت الجميلة ، وبها ستة محاريب وأربع خطب وبالقرب من السوق جامع بناه المستكفى بالله حين نفى فى هذه المدينة إنه جامع بالغ الغاية فى الكبر وطوله وعرضه مائة خطوة ، وبه سقف قديم يقوم على مائتى عمود ، كما أن بها جامعين آخرين لا علم لى بهما إضافة إلى الزوايا ، وبها وكالتان وخمس مقاه وستة مكاتب للصبيان وثلاثون سوقا صغيرة وعشرون سبيلا ولكن ليس فيها حمام ولا مدرسة وأغلب ما فى حدائقها نخيل الدوم
ونتيجة لذلك فإنها ليست مدينة عامرة كما أن جوها ليس مقبولا ولذلك فأهلها صفر الوجوه.
بيان ضرائح هذه المدينة
لما آلت الخلافة فى مصر للمستكفى بالله سليمان بن الحاكم بأمر الله العباسى بنى بها جامعا كبيرا كما أن أتباعه من العباسيين سكنوا قلعة الكبش ، وكان الحل والعقد فى يد الظاهر بيبرس ، ولكن اسم المستكفى كان يضرب على العملة ويذكر اسمه فى الخطبة وقد وقع الصراع والنزاع بين ذوى قرباه
كما وقع النفاق بينه وبين الظاهر بيبرس ، فنفى الظاهر بيبرس أهل المستكفى وأقاربه إلى تلك القلعة ، وأمر المستكفى جميع المغاربة والهنود الخبراء بالكشف عن كنوز ، فاستخرجوا مطلسمات مختلفة من عهد شداد بن عاد ولكن المستكفى توفى فى عام 703 ، فدفن فى قبر صغير ، ودامت خلافته تسعا وثلاثين سنة ، وعمره خمسون سنة وهذا مسطور على قبره ، وأخو الحاكم بأمر الله هو إبراهيم الواثق بالله وبجانبه محمد عطاء الله بن إبراهيم الواثق بالله ، قد نفاهما الملك الصالح إلى قوص وهما مدفونان بجانب قبر المستكفى بالله ، ولحكمة الله أنهما نفيا إلى قوص معا ، فقد نفاهما الملك الصالح بن الملك الناصر إلى قوص وهؤلاء هم آل عباس المدفونون فى هذه المدينة ، وهذا ما قيل فى شأنهم وفى المقبرة التى بجانب ضرائحهم الشيخ ظاهر والشيخ كاظمى والشيخ نور الدين الشيرازى والشيخ علام الدين البصراوى وهؤلاء الأعيان كانوا من حاشية المستكفى الذين هاجروا معه من بغداد إلى مصر وبلغ مدينة قوص ، رحمة الله عليه ، وقد عبرنا على شاطئ النيل أراضى رملية وأراضى صخرية وأراضى خربة لمسيرة ست ساعات ، وبلغنا ولاية أشمون.