الأحد , ديسمبر 22 2024
رامي كامل

ماسبيرو ….الطريق والثمن

على مدار سنين طويلة كان الأقباط يطالبون بالمواطنة كحق طبيعى لمواطنين داخل هذا الوطن ، لكن طول الوقت كان هذا المطلب يواجه مقاومة اجتماعية نابعة من تصورات تاريخية عن مكانة الأقباط الاجتماعية ، وكان يدعم هذه التصورات موجة المد الدينى من بعد هزيمة يونيو ٦٧ ، وسقوط المشروع الناصرى ، وصعود المشروع الدينى.

من سبعينات القرن الماضى بدأت الحركة القبطية تظهر فى المهجر “امريكا ، كندا ، انجلترا ، استراليا ،فرنسا ….” والحركة القبطية استفادت جدا من الانترنت ، ووسائل التواصل الاجتماعى

وبدأت تتنقل من المهجر للداخل خاصة مع صفقات نظام مبارك مع “الإخوان والسلفيين” لدعمه سياسيا مقابل توسيع دورهم الاجتماعى على حساب الأقباط.

مع ثورة يناير كان جيلنا بلور من تحركاته على الأرض كيان سياسى يعبر عن تيار أكبر هو تيار ماسبيرو “ماسبيرو اسم المنطقة التى تمت فيها الاعتصامات القبطية بعد ثورة يناير”

ومع تاريخ ٩ أكتوبر تمت مذبحة فى هذا التيار ده بالتحديد حتى يكون نهاية المطالبة بدولة مدنية، وحق المواطنة وحتى تكون ثورة يناير خاضعة لصفقة أكبر بين التيار الدينى “الإخوان” و المجلس العسكرى فكان لابد من كسر كل القوى المدنية.

وهذا هو الثمن لكن كان الطريق ممتد لرفض الدولة الدينية فى ٣٠ يونيو والاستمرار فى المطالبة بالمواطنة الكاملة مرحلة وراء مرحلة ، وبالفعل بدأ التحسن خطوة وراء خطوة “مش كافى بس أفضل من مفيش” من سنين طويلة كان أجيال بتناضل وتدفع التمن مش أخرهم شهداء و مصابى ماسبيرو لكن أهمهم كانت محطة ماسبيرو

على طريق المواطنة المحطة التى صنعت نقلة حركية كبيرة فى قضية الأقباط و المواطنة والدولة المدنية.

شهداء و مصابى ماسبيرو رفعوا راية المواطنة والدولة المدنية وبينهم كان سياسيين وحقوقيين مستوعبين هذا الأمر بدقة مثل مينا دانيال ، ومايكل مسعد و أغلبهم كانوا من البسطاء الملمين بالطريق بالفطرة ومن ميراثهم الثقافى “ميراث الشهداء السابقين”.

مازال الطريق طويل لدولة المواطنة لكن فى كل لحظة بشكر كل أسرة شهيد و مصاب أنهم تحملوا

وبضع كل اسم لشهيد تاج على راسى وعلامة على طريق الحق و العدل والمساواة و المواطنة.

شاهد أيضاً

المغرب

مهرجان الفوضى الخلاقة ؟

نجيب طـلال كــواليس الفـوضى : ما أشرنا إليه سلفا حول المهرجان الوطني للمسرح (؟)(1) اعتقد …

تعليق واحد

  1. في أحضان رب المجد يسوع المسيح ذلك أفضل والرب يعزيكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.