منذ عقود متعاقبة تداهمني موجات عرق شديدة أعتقد أنها وراثة من المهندس الميرغني ، والشيخ الميرغني أيضاً.
وقد زادتها الإصابة بالسكر ثم علاج السرطان الهرموني والذي يجعلني اتصبب عرقاً وأنا في غرفة مغلقة وبها تكييف.
ومنذ سنوات طويلة استخدم المناديل القماش، لأن المناديل الورقية لا تصلح لي ، وتجعل لحيتي مليئة بالأوراق البيضاء، وحاولت أن استخدم منديلين ورق مفرودين معاً ولكن أيضا المحاولة فشلت، وعدت مرة أخري للمناديل القماش.
كثير من الاصدقاء عندما يراني اجفف عرقي يتساءل: ياه وهو لسه في حد بيستخدم مناديل قماش.
فأجيب : أنا لا زلت وسأظل استخدمها، وفي المنزل دائما أحمل فوطة استخدمها لتجفيف العرق بخلاف فوطة غسيل الوجه واليدين.
زمان كانت كل محلات بيع القمصان الرجالي وبعض محلات الخردوات تبيع المناديل القماش، لكن مع انتشار استخدام المناديل الورقية، انخفض المعروض من المناديل القماش ، وأصبح العثور عليها عبء إضافي لأنها غير متوفرة في كل المحلات.
لكن الأسوء أن المكوجية زمان كانوا يجيدوا كي وتطبيق المناديل القماش، لكن مع قلة المعروض وندرته، بدأ الوافدين الجدد للمهنة تصيبهم الحيرة في كيفية التعامل مع هذه الأقمشة المربعة فالبعض يطبقها بالطول والأخر بالطول ثم يطويها مرة واحدة والبعض يجعلها مثلث وأضطر في كل مرة أن أتصل لأشرح لهم كيفية التعامل مع المنديل القماش وارسل لهم شكل توضيحي مع الصبي الذي يحضر المكوي.
لكن الغريب ان يرد علي الأسطي يا استاذ جدد بقي هو لسه في حد بيستخدم قماش ده بِطل (تقادم) من زمان.
فاعتذر له قائلاً: معلش يا سيدي أنا دقة قديمة والمناديل الورق مبتنفعش معى وبتفتل
ثانيا أنت بتحدد أجرة كي المنديل وأنا لا اجادلك رغم المبالغة في السعر.
وهنا يصمت أشعر دائماً أنني رجل من زمن آخر، أو مثل إعلان بسكويت “نواعم” ياه هي لسه موجودة، وأنا كذلك لازالت مستمر فيما اعتدت عليه، وسأظل الرجل ذو المنديل القماش.
إلهامي الميرغني