الإثنين , ديسمبر 23 2024
طارق فرج
دكتور طارق فرج

كلمة لا بد منها

فجأة انطلقت الأصوات منددة بتمثال شامبليون بالكوليج دي فرانس الذي يسيئ للحضارة المصرية والمصريين ومطالبة بازالته وكأنه قد صنع بالأمس فقط ، واشترك فى هذا التنديد أطياف كثيرة من علماء وفنانين وأدباء وصوروا الأمر كأنه صفعة على وجه المصريين بمناسبة مرور 200 عاما على مولد علم المصريات

والواقع أن رأيي الشخصي يخالف هؤلاء المعارضين مع احترامي وتقديري لهم جميعا

اذ عندما شرع النحات العالمي فى صنع هذا التمثال كان هناك فكرة رمزية قد تم طرحها على المسؤولين آنذاك وهي باختصار أن فرعون كان أشد مكرا ودهاءا واستعصى على العلماء الغابرين بمختلف أجناسهم

في أن يفصح عن اسراره حتى اذا ما جاء شامبليون فقهر فرعون وصرعه بصورة معنوية وارغمه أن يتحدث بلغة فصيحة ظلت سنين طويلة غامضة مستترة لا يحرك بها فرعون لسانه وجعله تحت قدمه

كما كان يفعل المصريون بالمهزومين الذين يرغمون كرها على الاعتراف بكل مكنوناتهم والتمثيل كله رمزي بحت لا يقصد منه اساءة أو تعريض بالمصريين أو حضارتهم.

هذه ببساطة كانت فكرة التمثال.. وكأني بالفرنسيين اليوم يضحكون منا عندما تعالت الأصوات مطالبة بازالته ويتهامسون بين بعضهم البعض يالهؤلاء المصريين الذين يتميزون بالعاطفة المشبوبة

ما ان يصرخ أحدهم حتى يبكي الاخرون وراءه ويبدأون فى الصراخ

ياسادة لا داعي ان نقف امام هذه الترهات ونفهم الأمر على حقيقته حتى ينظر إلينا الآخر نظرة عقل ورشد.

تمثال شامبليون وقدمه على رأس رمسيس

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.