فجأة انطلقت الأصوات منددة بتمثال شامبليون بالكوليج دي فرانس الذي يسيئ للحضارة المصرية والمصريين ومطالبة بازالته وكأنه قد صنع بالأمس فقط ، واشترك فى هذا التنديد أطياف كثيرة من علماء وفنانين وأدباء وصوروا الأمر كأنه صفعة على وجه المصريين بمناسبة مرور 200 عاما على مولد علم المصريات
والواقع أن رأيي الشخصي يخالف هؤلاء المعارضين مع احترامي وتقديري لهم جميعا
اذ عندما شرع النحات العالمي فى صنع هذا التمثال كان هناك فكرة رمزية قد تم طرحها على المسؤولين آنذاك وهي باختصار أن فرعون كان أشد مكرا ودهاءا واستعصى على العلماء الغابرين بمختلف أجناسهم
في أن يفصح عن اسراره حتى اذا ما جاء شامبليون فقهر فرعون وصرعه بصورة معنوية وارغمه أن يتحدث بلغة فصيحة ظلت سنين طويلة غامضة مستترة لا يحرك بها فرعون لسانه وجعله تحت قدمه
كما كان يفعل المصريون بالمهزومين الذين يرغمون كرها على الاعتراف بكل مكنوناتهم والتمثيل كله رمزي بحت لا يقصد منه اساءة أو تعريض بالمصريين أو حضارتهم.
هذه ببساطة كانت فكرة التمثال.. وكأني بالفرنسيين اليوم يضحكون منا عندما تعالت الأصوات مطالبة بازالته ويتهامسون بين بعضهم البعض يالهؤلاء المصريين الذين يتميزون بالعاطفة المشبوبة
ما ان يصرخ أحدهم حتى يبكي الاخرون وراءه ويبدأون فى الصراخ
ياسادة لا داعي ان نقف امام هذه الترهات ونفهم الأمر على حقيقته حتى ينظر إلينا الآخر نظرة عقل ورشد.