الأحد , ديسمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
ماجد سوس

البابا والسوشيال ميديا

ماجد سوس

رأس النعامة (٢)

على السوشيال ميديا تجد الكل علماء، الكل خبراء، الكل محللون الكل إعلاميون وهي ظاهرة خطيرة حين تصل إلى حد المخططات الشيطانية لهدم الدولة أو مؤسساتها العلمانية والدينية وما أخصه بالذكر اليوم هي كنيسة الإسكندرية متمثلة في باباها ورئيس أساقفتها جزيل الاحترام البابا تواضروس الثاني.

في الحرب على قيادة الكنيسة تجد لجاناً إلكترونية غالباً ما يقودها من هم يقفون خلف الستار بأجندات سوداء تهدف إلى تمزيق جسد الكنيسة، ويقف خلفها أناس يتاجرون بإيمان الكنيسة ضاربين بعرض الحائط آبائها وعلمائها واضعين الباطل في قوالب الحق، فصار عندهم العالم مهرطقاً و المهرطق عالماً.

أعطيك أمثلة قليلة من الكثير مما بتعرض له رأس الكنيسة المنظور خليفة الكاروز أبينا البطريرك الأنبا تواضروس.

حين وضعه روح الله على رأس الكنيسة، وجد أن خليفته البابا شنودة الثالث لا يعيد معمودية المغطسين من أبناء الكنيسة الكاثوليكية ويكتفي فقط بدهنهم بزيت الميرون، وهذا بشهادة القمص تادرس يعقوب، ونيافة الأنبا سيرابيون مطران كرسي لوس انجلوس وهاواي حيث لم يكنا يعيدا معمودية الكاثوليك بموافقة البابا شنودة، لذا أراد البابا تواضروس أن يقنن هذا العمل في وثيقة مكتوبة،

من ناحية حتى لا تمارس الكنيسة أمورا في الخفاء يستفيد منها البعض لا الكل

ومن ناحية أخرى هو عمل كرازي بقبول الكاثوليكي الذي يرغب في الانضمام لكنيستنا

وهو أمر يؤخذ لقداسته لا عليه. أهاج عدو الخير البعض على السوشيال ميديا بلا فهم ولا إدراك لحقيقة الأمر.

يوماً تبرعت الكنيسة اللوثرية في السويد للكنيسة القبطية بكنيسة غالية الثمن

وحين زار قداسة البابا السويد أقامت له رئيسة الكنيسة السويدية احتفالا للبابا فحضر الاحتفال

وقرأ فيه آيات من الكتاب المقدس فثار البعض على السوشيال ميديا متهمين البابا أنه بصلاته معهم

وكأنه اتفق مع تعاليمهم وهو رأي فيه من الكذب الجلي ما يضحضه. فهل صلاة البابا شنودة

مع اخوتنا المسلمين على الجبهة كان اتفاقا في الإيمان. هل صلاة الرئيس السادات في مكتب البابا شنودة

كان اتفاقا في العقيدة. هل وقوف البابا شنودة في الفاتيكان متحدثا في السبعينيات كان اتفاقا في كل

ما نختلف فيه معهم. إنه الشيطان يا إخوتي أراد أن يستخدم السوشيال ميديا لإثارة الشعب ضد باباهم.

إحدى الأكاذيب التي آثارها البعض على السوشيال ميديا ضد قداسته أيضاً هي أن البابا يريد أن يبيح الطلاق في الكنيسة، وهو أمر مجافي للحقيقة.

ملف الأحوال الشخصية كان في يد شخص واحد ولآن الأعداد كانت في تزايد فكان من الطبيعي

وعلى فرض حسن النية أن يحدث ظلم وقلائل بين الشعب فلا ننسى حالة الفنانة الشهيرة التي حصلت على تصريح بالزواج الثاني في وقت كانت هناك ملفات قابعة في الأدراج لسنوات

وكانت أسباب التطليق التي تعتد بها الكنيسة غير محصورة أو معلنة لاسيما بعد أن توقف العمل بلائحة ٣٧

ولأن البابا تواضروس كعادته يبحث عن الشفافية فقرر أمرين

أولهما أن تقنن حالات التطليق في قانون رسمي ليطبق بشفافية على الجميع ويساعد محاكم الدولة لتطبيق شريعة المسيحيين على أحوالهم الشخصية

ثانيهما، أن تشكل عدة لجان على مستوى الكرازة يكون في كل لجنة أسقف وكاهن ومحامي وطبيبة ويعاد اختيار اللجنة كل عدة سنوات حتى يعم العدل والشفافية بين شعبه.

لأول مرة في التاريخ الحديث تبني مكتبة باباوية للأقباط عالمية شاملة، بهذا الحجم وهذا التطور التقني في حفظ المخطوطات وحفظ نفائس الكتب، وكأي مكتبة في العالم تحوي الرأي والرأي الآخر

بل تحوي كتابات لغالبية كتاب العالم. البابا واجه انتقادات حتى على تصميم المبنى منهم من اتهمه

أن صمم المبنى على غرار مبنى مكتبة الفاتيكان

بينما الحقيقة أنه طلب أن تصمم المكتبة على غرار الفن الذي كان أيام الرب يسوع

وبالطبع كان لابد ان تصمم على الفن الروماني ووفاءً لأبيه البابا شنودة الثالث وفي عمل هندسي عظيم

استطاع أن يضع قلاية البابا شنودة التي كان يكتب فيها كتبه، كما هي بمبانيها وبمحتوياتها داخل المكتبة

وأصبحت مزارا للزائر والباحث وقد أشاد بالمكتبة رؤساء الكنائس في العالم والكثير من الكُّتاب

وأهدوا قداسته كتب نادرة.

هذه أمثلة قليلة من الحروب المستمرة ضد قداسة البابا على السوشيال ميديا.

والأمر لا يقف عند قداسته فحسب، بل امتد إلى الكثير من الآباء والرعاة والخدام وسقطت المحبة وراجت تجارة الإيمان وانتشرت الانتقادات اللاذعة والبيانات الهادمة وضاعت وصية المسيح وبدلا من العتاب في الخفاء والاتضاع استخدم البعض أسلحة إبليس في التشهير والهرطقة بحجة الحفاظ على الإيمان.

انشغل الخادم والراعي عن رعيته وراح يبحث عن مجد زائل، متناسين ان الله فاحص الكل والقلوب سيجازي كل واحد كأعماله وأفكاره ونياته. وللحديث بقية

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.