الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
القرضاوى

نهاية غرام مفتى الناتو “يوسف القرضاوى”

حمادة إمام .

فى أبريل 1990م قام بنك التقوى التابع لجماعة الإخوان المسلمون بطبع كتاب “أولويات الحركة الإسلامية فى المرحلة القادمة” للدكتور يوسف القرضاوى مفتى جماعه الإخوان المسلمون من يقرأ الكتاب يجد إجابة واضحة ومحددة للسؤال عن مدى شرعيه ومشروعية الاتصال والحوار مع الغرب بشكل عام والأمريكان بشكل خاص وهل هذا الحوار حلال أم حرام؟ والأساس الشرعى لهذا الحوار.

مقدمة الكتاب

القرضاوى يذكر فى مقدمة كتابه أن يقول “أود أن أشير هنا إلى أمر مهم وهو أنى أريد بالحركة الإسلامية الحركة بمعناها العام ولا أقصد حركه معينة وأن كان أكثر تمثيلى بحركة الإخوان المسلمون لأنها الحركة التى نشأت فيها وعشت محنها ومنحها وخبرت الكثير من أحوالها قرابه نصف قرن من الزمان

حيث يؤكد الدكتور القرضاوى فى ص172 من الكتاب أن الغرب هو الذى يحكم العالم منذ قرون، وهو صاحب الحضارة التى تسود دنيانا اليوم، شئنا أم أبينا، وقد حكم ديارنا، واستعمر أقطارنا مُددًا من الزمن، ثم رحل عنها كرهًا أو طوعًا، ولكنه لا يزال يؤثر فيها.

وفى صنع القرار فيها من قريب أو بعيد، وتأثيره على عقول حكَّامنا وعلى ارادتهم معروف غير منكور.

ولم يعد فى وسع مجموعة من الناس أن تعيش بعقيدتها ومبادئها وحدها، معزولة عن العالم من حولها.

وفى مدينة فاضلة كالتى تخيلها الفلاسفة القدماء والمحدثون، فإن ثورة الاتصالات الهائلة قربَّت ما بين أطراف هذه الكُرة التى نعيش عليها، حتى غدت كأنها قرية كبرى، كما وصفها أحد الأدباء بحق.

الحوار مع الغرب

ولهذا كان الحوار مع الغرب فريضة وضرورة لنا، حتى يفهم ماذا نريد لأنفسنا وللناس، نعلم أن الغرب لا زالت تحكم تصوراته لنا وفكرته عنا، مواريث سوداء لوَّثت فكره وقلبه من جهتنا، ورثها منذ عهد الحروب الصليبية، ولم تفارقه فى الأعم الأغلب إلى اليوم.

وقد اعترف بذلك كثير من مفكريهم الأحرار والمنصفين.

ومع هذا لا نيأس من الغرب ولا ننفض اليد من جدوى الاتصال به والحوار معه، وإن اختلفت حضارتنا وحضارته، وهل يكون الحوار إلا بين مختلفين؟ فليكن حوار الحضارات كما سماه المفكر المعروف “رجاء جارودي”، حوار الحضارات بدل صراع الحضارات

وما لنا لا نحاوره وقد سَنَّ لنا القرآن سُنَّة الحوار مع المخالفِين، وجعل ذلك إحدى وسائل الدعوة إلى الله.

وأكثر من ذلك أن القرآن الكريم ذكر لنا حوار رب العزة مع شر خلقه إبليس، ولم يغلق فى وجه هذا اللعين باب الحوار، وأى حوار؟ حوار مع رب العالمين.

ولا بد للحركة الإسلامية – بعد الحوار الديني، والحوار الفكرى – من حوار آخر مع الغرب: حوار سياسي، مع رجال السياسة، وصنَّاع القرار، الظاهرين والمستترين.

وأعتقد أن الحوارّيْن السابقين يمهدان لهذا الحوار الجلل.

فالكنيسة وإن عُزِلَت رسميًا عن التدخل فى السياسة – لا يزال لها وزنها فى التأثير على رجال الدولة ولا زالت أصابعها تعمل من وراء ستار فى شئون السياسة الخارجية، وبخاصة ما يتعلق منها بالإسلام والمسلمين.

والمستشرقون وإن بدا عملهم أكاديميًا، لهم صلات لا تخفى – أو لكثير منهم – بأجهزة الاستخبارات والأمن القومى ووزارات الخارجية.

وهناك مَن يوئس من كل محاولة لحوار سياسى مع الغرب، ومَن يردد قول الشاعر الغربى القديم: “الشرق شرق، والغرب غرب، ولا يلتقيان”!ولكن رأينا الغرب التقى مع الهند، والتقى مع اليابان، بل التقى أخيرًا مع الصين!

ويقول آخرون: إن الغرب يمكن أن يلتقى مع الهند والصين واليابان، وبعبارة أخرى مع الهندوس والبوذيين والشيوعيين، ولكنه لا يلتقى مع المسلمين، وقد يستدلون لذلك بأقوال لمبشرين ومستشرقين وساسة، عبَّروا عن حقدهم على الإسلام بعبارات تقطر سمًا

وهناك مَن يسيء الظن بكل مَن يحاول الاتصال بالغرب أو الحوار معه بأى صورة من الصور، ومَن يستغل أى نوع من هذا الاتصال ليقذف أصحابه بالتهم الجاهزة: العمالة والخيانة

شاهد أيضاً

رحمة سعيد

كيف نحمي البيئة من التلوث؟

بقلم رحمة  سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم  إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.