رامى كامل
توفى منذ أيام رجل عاش صامتاً خلف كاميرا عينيه كما كان صامتاً فى الكواليس دوما فهو يرى التطور ويحاول جاهداً أن يواكبه دون ضجيج يذكر.
بدأت رحلته فى منتصف الثمانينات مع انتشار جهاز الفيديو كأثر من آثار الانفتاح و كان حينها ماجد توفيق مدير تصوير مشهور فلما استدعى من البطريرك الاسطورى “البابا شنودة” لبدء فتح جبهة ثقافية جديدة تواجه الدعاوى والطعن العقيدى الذى كان سائداً فى الوطن حينها بسبب تمدد الجماعات المتطرفة ووصولها لعصب المجتمع فكان اختيار البابا شنودة هو مواكبة العصر و أنتاج أفلام دينية مسيحية.
بدأت رحلة ماجد توفيق مع الافلام الدينية والكنيسة فى قمة تعثرها فلا أمكانيات مادية ولا تأهيل فنى وأغلب الطاقم الفنى مجرد هواة “صديقى أحب أن تعلم أنه حتى اليوم لا يوجد ممثلين محترفين أقباط بصورة تكفى لانتاج عمل احترافى” و حتى الورق المقدم للرجل بسيط و يعكس بساطة الفكر السينمائى فى حينه “لم يكن العالم قد أنتج ماتريكس و اڤاتار و تاتيتنك بعد.
خاض ماجد توفيق وقد كان بحسب معلوماتى مدير تصوير غمار المغامرة و اخرج لنا افلام للقديسيين جعلتنا نلتف فى الكنيسة حولها ونحب شخصياتها ونرتبط بها و أى مقارنة بين الانتاج التلفزيونى الرسمى والحكومى فى هذا الزمن و أفلام ماجد توفيق سيؤكد أن الرجل انجز بما لا يدع مجال للشك.
يخرج علينا بعض المتفلسفين من رواد مقاهى الكلام ومحترفى “النقد للنقد” ليدعوا أن الرجل عبث بعقلية الشعب وساهم فى ترسيخ صورة القديس المثالى الذى لا يخطئ ورهن الأقباط للمعجزات والحقيقة أنى لا ارد على النقد بدفاع فكلنا نبحث عن تطوير الإعلام المسيحى لكن اعتقد ويعتقد معى الكثيرون أن الرجل بالاساس مسيحى وينتج فيلم مسيحى موجه للمسيحيين فما المانع فى عرض بعض المعجزات طبقا لعقيدة أصحاب الشأن
فهل كان المطلوب هو أن يخرج ماجد توفيق بدراسة نقدية للمعجزة ؟
أو أن يخرج فيلم عن هيجل وهيوم و سبينوزا ؟ أن بعض العلمانجية يروا وجوب و ضرورة تماثل اى شخص مع رؤيتهم ، وأن تماثل مع رؤيتهم سينتقدوه لتماثله معهم وفى الحقيقة أن أزمتهم تزداد كلما وجدوا رد بسيط
و منطقى .
نيح الله نفس ماجد توفيق رائد من رواد السينما القبطية .