حملت أخبار الصباح اليوم ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٢ أنباء عن تبادل الأسرى الروس والأوكران. ظهر الرئيس الأوكراني ليعلن أن استعادة الأسرى الأوكران من روسيا يعد انتصارا للشعب الأوكراني.
العدد لا يتجاوز 250 أسيرا من ضباط الجيش والبحرية الأوكرانية لكن دلالاته بالغة الأهمية في الحرب النفسية.حين ألقت روسيا القبض على المقاتلين الأوكران في منطقة آزوف وفي المصنع الشهير قالت كل الوسائط الإعلامية أن هؤلاء الأسري سيتم اعدامهم على الفور وسيقدمون إشارة بليغة لكل الجيش الأوكراني بأنه إذا وقعتم في الأسر ستكون نهايتكم مأساوية.
استعادة الأسرى الأوكران ومبادلتهم بأسرى روس وقعوا في قبضة الجيش الأوكراني تعطي تشجيعا لأوكرانيا ولجيشها بأن القوات التي قد تقع في الأسر يمكن لبلادها تحريرهم ذات يوم.
كنت قد كتبت مقالا قبل شهر عن نظام يسمى “الأمانات” وهو نظام كان يتبع بين القبائل الشيشانية والداغستانية في القرنين ١٨ و ١٩ ويقصد به احتجاز بعض الوجهاء في شكل رهائن وأمانات ضمانا لحفظ شروط السلام.
وقد رتبت روسيا مع الوسيط التركي أن خمسة من بين الأسرى الأوكرانيين المحررين من كبار قادة العمليات العسكرية لا يعودوا إلى أوكرانيا بل يبقوا في تركيا على شكل أمانة ويعيشون حياة كريمة، ضمانا لبقاء شروط الصفقة قائمة.
أما القرار الأكثر خطورة فهو إعلان بوتين التعبئة الجزئية العامة في الجيش.
هذا القرار كان يتجنبه بوتين منذ أول يوم حين كان يعطي للحرب في أوكرانيا مسمى “العملية العسكرية الخاصة”في التراث العسكري يقصد بالعملية الخاصة ردع تمرد في إقليم مارق أو القضاء على عصابة إرهابية أو عملية لقوات الصاعقة.
إعلان التعبئة العامة يعني أن ما يجري في أوكرانيا يساوي حربا مع دولة كبرى وكأن روسيا تحارب تركيا أو الصين أو ألمانيا.
إعلان التعبئة العامة يعني قلقا كبيرا بين الشعب الروسي في الداخل وتهديد الاقتصاد والخوف من أزمات اجتماعية ونفسية لمجتمع أصلا يعيش مشكلات سوسيولوجية ونفسية كبيرة.
سأختم بعبارة أتجنب قولها حتى لا يساء فهمها، ولكني سأكتبها واثقا في فطنة القراء:
“هذه الحرب لا يمكن أن تنتهي بهزيمة روسيا، يمكن أن تنتهي باختفاء بوتين، لكن روسيا لا تنهزم ببقاء بوتين
إما أن تنتصر روسيا وبوتين قيصرا مختالا في الكرملين بأي ثمن …أو تنهزم وتتجرع توقيع اتفاقات سلام وانسحاب وانكسار في غياب بوتين تماما من المشهد !!”
الدكتور عاطف معتمد