الدكتور جوزيف شهدى
ولدت عام ١٩٦١ و كانت طفلة متفوقة جدا و كان أهلها بينادوها دكتورة فادية في عام ١٩٧٣ و بالتحديد في ٢٢ مارس أصيبت بحمى شوكية و دخلت في غيبوبة لمدة شهرين افاقت من الغيبوبة فاقدة لحاسة السمع تماما .
أصبحت فتاة صماء !!!! يالها من صدمة و كارثة و مصيبة و ابتلاء هل تتخلى عن حلمها و حلم اسرتها !؟
افاقت من الصدمة و لملمت انكسارها كطفلة و جلست أمام التلفزيون ترقب حركة الشفاة و تقارنها بما تحفظه من قبل من أفلام او أغاني حتى تعلمت و اتقنت قراءة لغة الشفاة .
دخلت امتحانات الشهادة الابتدائية ( كانت تسمى القبول في ذلك الوقت ) و اصطدمت بأول مشكلة و هي امتحان الاملاء الذي يعتمد على السمع فقط تفوقت رغم خسارتها لكل درجات الاملاء .
لم تعرف في حياتها حروف كلمة اليأس بكل حطمت هذه الكلمة بوصولها للمرحلة الثانوية و تفوقها في امتحان الثانوية العامة عام ١٩٧٩ التحقت هذه البطلة العملاقة التي تحدت ظروف مرضها و ليس اعاقتها ( لأن الاعاقة هي اعاقة العقل و الارادة )
الاستاذ الدكتور العظيم علي خليفة استاذ الكيمياء العضوية بكلية طب عين شمس اهتم بها و رعاها و دعمها
وعضدها و شجعها اغرب ورقة ارسلت للأستاذ الدكتور طلعت الديب كانت من الطالبة فادية تقول فيها من فضلك ابعد الميكروفون عن فمك حتى ارى شفايفك ، و كان هو الأخر داعما و مشجعا لها تخرجت الدكتورة فادية عبد الجواد من كلية طب عين شمس وهي صماء تماما .
تزوجت انجبت سافرت للعمل بالخارج تفوقت ادت واجباتها الوظيفية الشاقة كطبيبة ولم تخل بواجباتها كزوجة
و كأم لاربعة اطفال جهاد و محمود و سندس و محمد
و تمر السنون و في عام ٢٠٠٦ قامت بعملية زرع قوقعة ليعود اليها السمع الذي غاب طيلة ٣٣ سنة في عام ٢٠١٤ اعادت العملية بقوقعة احدث حتى انها استطاعت ان تستخدم التليفون بعد ٤١ سنة حرمان .
اول صوت تسمعه بوضوح كان صوت ابنتها جهاد في ليلة زفافها و هي بتغني لعريسها معقول انا جنبك هنا ..عايشه بشوق مابينتهيش ..من اللحظة دي عمري إبتدا من الحلم ده ماتصحنيشو اسرعت و احتضنت ابنتها كأنها المرة الاولى
دكتورة فادية عبد الجواد علي ايقونة النجاح و الاصرار دكتورة فادية
ابقاكي الله لأسرتك الجميلة و لبلدك التي تفخر بأنك من اولادها الاشداء الاقوياء .