كمال زاخر
يستوقفنا في لائحة وسط القاهرة لكرة القدم، التي قيل أنها مفتوحة للجميع، ما جاء في المادة الثانية منها وتنص على أنه: “يتم عمل متابعة روحية منظمة للأولاد من خلال النوتة الروحية التي يتم توزيعها على كل ولد ولا يسمح بحضور التدريبات بدونها”.
ونستطيع أن نميز تأثير إدراج هذه المادة في دستور الأكاديمية إذا علمنا ما هي النوتة الروحية! فهي نوتة ورقية مقسمة إلى جداول للصلاة وللأصوام وللقراءات، يتعرف المرشد من خلالها على مدى جدية والتزام الولد بأداء صلوات الأجبية، وبحضور القداسات، والتزامه بأصوم الكنيسة، ونوعية ومسميات الكتب التي يقرأها ولِمن يقرأ.
والسؤال هنا هل البروتستانت والإنجيليين الذين ليس لهم نوتة روحية، محرومون من جنة الأكاديمية؟ ثم ناهيك عن أثرها في تحويل العبادات الأرثوذكسية إلى فروض وواجبات، فخطورتها تكمن في تحويل العبادات إلى وسائل وشروط للاشتراك والتقدم في الأكاديمية، وبذلك تنحط العبادات إلى خدمة كرة القدم.
وما يمكن أن يستتبع ذلك من الكذب في تسديد خانات الجدول، واستحلال النفاق السلوكي والأخلاقي، لأن المبدأ والدين هو أن الغاية تبرر الوسيلة.
أما الأدهى من كل هذا فهو إقرار الولد بما يقرأه؛ فماذا لو كان الولد صريحًا وجهر بقراءته أو اعتناقه لما يضاد تعاليم النوتة الروحية لوسط القاهرة؟ النتيجة هي أن الولد سيسمع من مدربه أو رقيبه الروحي: بررررة يا …. بصوت الكابتن إكرامي.
إن المادة الثانية من لائحة أكاديمية وسط القاهرة هي نسخة من المادة الثانية من الدستور الذي يتشكى منها الأقباط.
خطورة لائحة الأكاديمية ليست في تمييزها بين المسيحي والمسلم فقط، بل في تمييزها بين الأرثوذكسي والكاثوليكي والبروتستانتي.
ثم التمييز بين القبطي الأرثوذكسي والقبطي الأرثوذكسي على ملعب الكرة، وهكذا دواليك، حتى تَشرذُم الكنيسة ليس على منابر التعليم فقط بل على ساحات كرة القدم، وصرخات ألتراس كل شِرذِمة.
نرجو التريث وإعادة دراسة المشروع بمشاركة كافة أجنحة الكنيسة والوطن.