منذ يومين لم يكن للمصريين حديث غير نادي عيون مصر.
فقد قيل أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ستقوم بإنشاء نادي رياضي يحمل أسم “عيون مصر” وسينشط في الدرجة الرابعة لكرة القدم.
ثم أعلنت وزارة الشباب والرياضة بعد حوالي 48 ساعة أن الخبر غير صحيح.
ولكن في خلال يومين كتب المصريين أرائهم حول فكرة إنشاء نادي للأقباط.
وذلك ردا علي تجاهل الاندية المصرية في ضم لاعبين وناشئين أقباط في اختبارات الناشئين.
فكون أسمك مينا أو بطرس كفيل أن يكون سببا في عدم قبول الطفل في الاختبارات.
المشكلة ليست في كرة القدم فقط بل المشكلة في كل الألعاب وأمتدت للرياضة ذوي الهمم.
كيف صدرت الإشاعة وكيف انتشرت بهذه القوة؟؟.
الحقيقة هناك أجهزة داخل مصر وخارج مصر
مهمتها تصدير هذه الشائعات وقياس ردود الأفعال حولها ثم تقرير ما سيحدث بعد ذلك.
فهم مشغولين جدا بدراسة وتحديد درجات التواصل وردود الأفعال حول شئ معين. كما هم مشغولين جدا
ب ” الإلهاء”.
تكثر مثل هذه الشائعات كلما مرت البلاد بظروف صعبة.
فبعد موضوع الدوري والظلم المجحف الفظ للفريق صاحب الشعبية الأولي في مصر.
خرج علينا موضوع الزوجة غير ملزمة ثم جاء نادي عيون مصر ، فالموضوع له هدفين
أولا الإلهاء
وثانيا قياس ردود الأفعال أحيانا.
في حالة قياس ردود الأفعال لو وجدت الاجهزة أن هناك حالة من الغضب يصدر بيان بأنه لا صحة لتلك الأخبار
أما إذا رحب الغالبية بهذا الشئ فيتم تأكيده.
كتبت مقالا بعنوان “نادى عيون مصر وغياب الضمير” ولم أجد وصفا يصف هذا الحدث المزعوم غير المثل المصري ” قاله إيه رماك علي المر قاله الأمر منه” فتكوين نادي رياضي علي أساس ديني شئ مر ولكن الأمر منه هو غياب الأقباط عن الرياضة.
وكان الزميل مدحت موريس قد قام بعمل دراسة جميلة عن اللاعبين الأقباط في الملاعب المصرية ونشرها في جريدة الأهرام الجديد الورقية ويمكنكم الرجوع إليها.
كما أن في رأيي والذي كتبته في مقالي السابق أن الفكرة تعكس أننا كمجتمع مصري لا نتقدم أبدا بل نرجع للوراء. والذي لم اكتبه هو تخوفي أن النادي باشراف الأنبا روافائيل سوف يضطهد اولاد العلمانيين الأقباط ثم أولاد البروستانت والكاثوليك.
موضوع غياب المسيحيين عن الملاعب المصرية خرج خارج الحدود المصرية ووصل للاتحاد الدولي لكرة القدم.
ويقال أنه تم سؤال كل من مجدي عبد الغني وأحمد حسام ميدو كان ميدو منصفا وقال هناك ظلم يقع علي الناشئين الأقباط، بينما كان مجدى عبد الغني كعادته مدعيا أن الأقباط يميلون للعزلة وكرة القدم لعبة جماعية.
لو تابعت مثلا الفريق السوري والعراقي لوجدت أن هناك أسماء عربية وأخري كردية وأخري مسيحية فهل تتصور أن الشعب العراقي والسوري أكثر تسامحا ، واكثر قبولا للأخر عن مصر بلد الحضارة والفن والأدب ومنارة الشرق؟؟؟.
أما عن ردود الأفعال فبعض المصريين المسلمين معترفين بأن هناك جريمة في التمييز ضد الأقباط في الرياضة ولكن تكوين نادي قبطي هو جريمة أيضا وعلينا أن نحارب معا لنقضي علي التمييز وهو رأي محترم جدا.
وهناك رأي ثاني كان مؤيد جدا للفكرة كرد فعلي وعملي علي إقصاء الأقباط من المجال الرياضي.
وهناك رأي ثالث أعتبرها خيانة وعنصرية وعلل رأيه بأن المسيحيين لا يحبون الرياضة وهم مهتمون بالتعليم والاقتصاد وذكر أسماء بعض لاعبي كرة قدم المسيحي الذين نشطوا في الملاعب المصرية.
أما الأقباط فمصيبتنا وعلي مدار خمسة وعشرين سنة قضيتها في العمل الحقوقى، أن هناك أقباط أقل ما يقال عنهم أنهم خونة، هؤلاء جاهزون ومستعدون في كل وقت وكل عصر وكل رئيس للهجوم علي أي فكرة تعيد للأقباط بعض حقوقهم وبالنسبة لهم الأقباط تمام وعال العال في كل العصور.
مع اعترافي أن عصر الرئيس السيسي هو الأفضل للأقباط في السبعين سنة الأخيرة.
وهناك رأي كان يري أن الأقباط يعانون من التمييز ولكن لا يكون علاج الطائفية بعمل طائفي.
وهناك فريق مؤيد ومشجع ومستعد للمساهمة والدعم الأدبى والمادي للنادي.
في النهاية ربما كانت الإشاعة لقياس ردود الأفعال حول الموضوع وقد إنتصر الرأي الظالم المتطرف أو الرأي القبطي المدلس ،وربما تكون الإشاعة رسالة للمسئولين عن الأندية بالتوقف عن التميز ضد المسيحيين في اختبارات الناشئين.
وربما كانت لاشغالنا يومين عن الأوضاع المالية والاقتصادية بالبلد.
وأيا كان السبب لكن لقد فضحنا وعرانا أثبت أن الصوت المتطرف والمتعصب هو الغالب الأعم في مصر وأن الصوت المعتدل موجود ولكنه قليل بل وقل جدا منذ ثورة يونيه عن اليوم.
كما عرى الأقباط الخونة الذين لا اجد وصفا لهم أو صفه علي العام غير أنني في جلساتي الخاصة أطلق لساني واعطية الحرية لكي يخرج بالقليل عن ما في قلبي تجاههم.
ولكن دائما يوجد الأمل من خلال أقباط مصريين وطنيين ولكن لديهم الشجاعة لقول الحق
كما أن هناك مصريين مسلمين وخصوصا هؤلاء الذين يعيشون في الغرب أو الذين لهم أقارب في الغرب لهم أراء جميلة ومحترمة وهؤلاء هم الضمير الحي لبلد لم ولن تنهض أن لم يستيقظ ضمير مجتمعها.