الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
طارق فرج
دكتور طارق فرج

مقدمة ترجمتى لموسوعة الأدب المصرى القديم ( ثلاثة أجزاء) للباحثة مريام لشتهايم

أحمدك اللهم على توفيقك واصلي واسلم على نبيك الكريم وعلى جميع انبيائك ورسلك وبعد: هذا هو الجزء الاول من كتاب نفيس يقع فى ثلاثة اجزاء اصدرته الباحثة الشهيرة فى علم المصريات“مريام لشتهايم” وقد اخذت نفسها باخراجه لتبسط فيه قصة الأدب المصري القديم منذ نشأته وحتى زوال آثاره عندما أذنت شمسه بالمغيب.

وقد قمت بترجمة الجزء الثاني وارجو ان يتم صدوره بعد حين قصير وادعو الله ان يهيئ لي ظروفا مواتية من العافية والفراغ فأنقل الى العربية الجزء الثالث حتى تتكامل عند القارئ العربي ترجمة الكتاب كله ولتكون فى مكتبتنا صورة وافية للادب المصري القديم حين نشأته وتطوره وحين ازدهاره واضمحلاله.

(صدرت جميعا بحمد الله) لقد كان من حسن حظي ان دفعت الي يدي نسخة من هذا الكتاب الانجليزي بأجزائه الثلاثة فحفزني ذلك على الشروع فى ترجمته وشرعت من فوري ولي من حبي لهذه السيدة الجليلة وتقديري لفضلها ما قواني على نقله ومتابعة العمل فيما تيسر لي من كل ليل وكل نهار.

والحق اني تعشقت كتاب الأدب المصري ل”مريام لشتهايم” بما كنت أطالع لها من نتف هنا وهناك من ابحاث فى الأدب المصري فى المجلات والدوريات العلمية فأدركت أنها سيدة فذة فى مجالها وكان عجبي لاهمالنا عندنا نحن المصريين أمثالها من الباحثين وفراغ ديواننا الأدبي والعلمي من انتاجهم مما لا اجد له جوابا.

بدأت أنقل الكتاب الى العربية متوفرا عليه فاذا أنا وجها لوجه أمام تلك العقلية الرهيبة من أسلوب تتعمد فيه كاتبته الاغراب الزاما منها للقارئ بأعمال فكره وامعان تأمله.

وقد راعني اني رأيت لها طريقة فذة فى التأليف والتبويب والعنونة تختلف عما ألفناه وأعجبني فى المؤلفة انها تناولت الأدب المصري كأنما هو كتاب تقلب صفحاته بوعي وتطالع مراحله بامعان ثم هي لا تنقله لنا كما وجدتها كما يفعل غيرها من المؤلفين بل تتصفحها لنا وتدلي الينا بما تأثرت نفسها به مما أعتور تلك المراحل من تغيرات وتبدلات.

وراقني ايضا أنها صورت الأدب المصري القديم حيث نبت وتتبعه وليدا ناشئا وتترسمه صبيا شابا ثم كهلا وشيخا بأسلوب علمي دقيق فهي لا تكاد تورد فكرة إلا اوردت لها نصا وأوردت للنص مرجعا وأشهد لقد كانت فى كل ما نقلته نزيهة وأمينة الى حد بعيد وعندما كانت تجنح الى النقد لم تكن تخرج عن جادة القصد والوقار فى نقدها.

ولما لا ومريام لشتهايم واحدة من اولئك الباحثين والباحثات الذين هفت نفوسهم الى دراسة الأدب المصري فأخذوا يقلبون فيه الفكر ويمعنون فيه النظر.

وأبحاث المؤلفة من الناحية الأدبية واللغوية جديرة بأن نقف ازاءها طويلا وان نلفت اليها أنظار القراء فأنه فضلا عن النهج العلمي الذي أتبعته فى تعقب الظواهر والأنماط الأدبية والغوص ورائها حتى مصادرها الأولى فى عتيق عصورها نجدها على الدوام ممسكة بناقوس تدقه لافتة النظر الى ما يستجد من ظواهر أدبية مبدعة مقرونة بسياقاتها الحضارية وتتوفر على دراستها دراسة عميقة مستفيضة فتبين أسسها وتظهر محاسنها ومعايبها.

على اني مهما اسهبت للقارئ فى وصف الآراء القيمة للباحثة وما ترسمه لأدبنا المصري من صور خلابة فما أنا بمستطيع ذلك فلا أخل بين القارئ وبين الكتاب عسى أن يفيد منه ما أفدت وهذا أقصى أماني.

واذا كانت قد توفرت ل مريام لشتهايم صرامة فى الحكم فان هذا لن يمنعني من الاعتراف لها بالفضل وأن مطالعة الكتاب كفيلة بان تفتق للمتخصص والقارئ على السواء شعابا فى الأدب المصري وتبرز له مناحي لم.

يكن منتبها اليها قبل تلاوته وسيفهم الأدب فهما جديدا وسيعود الى كتبه الاخرى فى ذات الموضوع فيقرؤها وقد تفتحت له فيها نظرات وفجاج وتكونت له فيها آراء ستجعله يدهش من نفسه ومن تغير نظرته الى أدب بلاده القديم.

على اني بعد هذا أشعر بسعادة لا حد لها على كل ما أنفقت من وقت فى نقله وما قاسيت فيه ما قاسيت من الجهد المضني فقد كان سرور الباحثين والادباء الذين علموا بنقله الي العربية يملأ قلبي معهم حمدا وشكرا بما أرضيت وما سددت من ثغرة فى ديواننا الأدبي.

ولله عز وجل ارفع آيات الحمد والثناء على ما أمدني به من عون وتوفيق فى اتمام هذا العمل فى ظروف مريرة تأخذ بتلابيب كاتب السطور.وبعد.. فان هذا الكتاب سفر جليل سطر بروح القصد والاعتدال أقدمه الى قراء العربية خدمة لوطني العزيز وعهدا قطعته على نفسي بألا يجري قلمي الا بما ينفع الناس راجيا ان يتلقوه بتسامح ورحابة صدر وان يعفوا عما فيه من هفوات وسقطات والله ولي التوفيق.

المترجم د.طارق فرج

موسوعة الأدب المصرى القديم للباحثة مريام لشتهايم

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!

كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.