شنودة ميخائيل
إن الإنسان هو غاية الله !! .. أما القوانين والشرائع الدينية فما هى إلا وسيلة , بل هى مجرد جسر يعبر الإنسان من خلاله إلى الله ,
وأن القوانين والشرائع قد وضعت لترتقى وتسمو بالإنسان , أما تلك التى تجرد الإنسان من آدميته , فهى ليست من الله ولا يرضى عنها الله , فالله لا يسر بحفنة من القوانين والشرائع الجوفاء الصماء , بل هو يريد إيمان حى معاش فيه روح وحياة ..وعلى هذا فالإنسان أهم وأبقى لدى الله من القوانين والأديان , بل سيأتى يوماً ستزول فيه كل القوانين وكل الأديان
ولن يبقى فى الكون سوى الله والإنسان , بل إن الأديان بعد إنقضاء أجل الإنسان فلا فائدة له منها بشئ , فالله وضع الأديان من أجل الإنسان , ولم يخلق الإنسان من أجل الأديان
أما بخصوص مأساة هذه الأسرة !! ..فأيهما أفضل لهذه الأسرة الجريحة المكلومة ؟؟
هل الأفضل لهذا الطفل ” شنودة “أن يحيا حياة أسرية هادئة أمنة مستقرة بين أبوين يحتضناه ويحنيا عليه ويسرعان إلى ما يسر قلبه , وكذلك يكون هو مصدراً لتبديد ظلمة حياتهما , فيشبع حرمانهم وبؤسهم وحسرتهم ويكون لهما فى المستقبل دعماً وسنداً ؟؟
هل الأفضل أن يكون هو بمثابة قطرة الندى التى منحتهما السماء لتروى شجرة حياتهما التى شاخت وجفت , لتدب فيها الحياة من جديد ؟؟
هل الأفضل أن يكونا هما كل حياته ويكون هو فلذة كبدهما ونور عينيهما , أم هل أن الأفضل لهذا الطفل هو أن يلقى فى إحدى دور الرعاية التى ليس بها من كل أوجه الرعاية إلا اسمها , ليكون مجرد رقم على ورقة
وما هو الحال إذا ضاق هذا الطفل بما سيلاقيه فى الدار من انعدام الإنسانية والآدمية ليهرب , فيتلقفه الشارع لينغمس فى كل ما هو محرم وكل ما هو ضد القانون , بل ربما يصل بنا الأمر إذا ساءت الأمور , أن نضع حبل المشنقة حول رقبته
الطفل شنودة الطفل شنودة الطفل شنودة
إن تحضر وسمو ورقى المجتمعات , يقاس بمدى ما تحققه وما تحرص عليه من أدمية وإنسانية شعوبها , أما تلك المجتمعات التى تجرد شعوبها من الإدمية والإنسانية , فهى حتماً تسير فى حلقات متتالة من التدنى والانحطاط حتى تصل إلى الزوال والعدم .. وفى النهاية !!
فمن أجل الله , ومن أجل الإنسانية , ومن أجل كل الأديان , لا تعلقوا المشانق لآدميتنا .. بل أعدموا تلك القوانين العجاف.