السبت , ديسمبر 21 2024
الطفل شنودة وأسرته

على هامش مأساة الطفل شنودة وأبويه .. لا بد وأن تراجع الدولة قوانينها العجاف !!

شنودة ميخائيل

إن الإنسان هو غاية الله !! .. أما القوانين والشرائع الدينية فما هى إلا وسيلة , بل هى مجرد جسر يعبر الإنسان من خلاله إلى الله ,

وأن القوانين والشرائع قد وضعت لترتقى وتسمو بالإنسان , أما تلك التى تجرد الإنسان من آدميته , فهى ليست من الله ولا يرضى عنها الله , فالله لا يسر بحفنة من القوانين والشرائع الجوفاء الصماء , بل هو يريد إيمان حى معاش فيه روح وحياة ..وعلى هذا فالإنسان أهم وأبقى لدى الله من القوانين والأديان , بل سيأتى يوماً ستزول فيه كل القوانين وكل الأديان

ولن يبقى فى الكون سوى الله والإنسان , بل إن الأديان بعد إنقضاء أجل الإنسان فلا فائدة له منها بشئ , فالله وضع الأديان من أجل الإنسان , ولم يخلق الإنسان من أجل الأديان

أما بخصوص مأساة هذه الأسرة !! ..فأيهما أفضل لهذه الأسرة الجريحة المكلومة ؟؟

هل الأفضل لهذا الطفل ” شنودة “أن يحيا حياة أسرية هادئة أمنة مستقرة بين أبوين يحتضناه ويحنيا عليه ويسرعان إلى ما يسر قلبه , وكذلك يكون هو مصدراً لتبديد ظلمة حياتهما , فيشبع حرمانهم وبؤسهم وحسرتهم ويكون لهما فى المستقبل دعماً وسنداً ؟؟

هل الأفضل أن يكون هو بمثابة قطرة الندى التى منحتهما السماء لتروى شجرة حياتهما التى شاخت وجفت , لتدب فيها الحياة من جديد ؟؟

هل الأفضل أن يكونا هما كل حياته ويكون هو فلذة كبدهما ونور عينيهما , أم هل أن الأفضل لهذا الطفل هو أن يلقى فى إحدى دور الرعاية التى ليس بها من كل أوجه الرعاية إلا اسمها , ليكون مجرد رقم على ورقة

وما هو الحال إذا ضاق هذا الطفل بما سيلاقيه فى الدار من انعدام الإنسانية والآدمية ليهرب , فيتلقفه الشارع لينغمس فى كل ما هو محرم وكل ما هو ضد القانون , بل ربما يصل بنا الأمر إذا ساءت الأمور , أن نضع حبل المشنقة حول رقبته

إن تحضر وسمو ورقى المجتمعات , يقاس بمدى ما تحققه وما تحرص عليه من أدمية وإنسانية شعوبها , أما تلك المجتمعات التى تجرد شعوبها من الإدمية والإنسانية , فهى حتماً تسير فى حلقات متتالة من التدنى والانحطاط حتى تصل إلى الزوال والعدم .. وفى النهاية !!

فمن أجل الله , ومن أجل الإنسانية , ومن أجل كل الأديان , لا تعلقوا المشانق لآدميتنا .. بل أعدموا تلك القوانين العجاف.

شاهد أيضاً

ألمانيا

مقتل 11 ألماني وإصابة 80 فى حادث دهس ألمانيا والمنفذ عربي

مازال حادث الدهس الذى وقع فى شرق ألمانيا مسار حديث الجميع حيث أعلنت الشرطة الألمانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.