الأحد , ديسمبر 22 2024
ماجدة سيدهم

نوما هانئا للعبيد

بشويش كدا ونفكر بصوت عالي : رضيع ملقى داخل الكنيسة ..طبيعي جدا تكون أمه مسيحية واحتمال الأب يكون مسيحي واحتمال لا

وارد جدا تعالو نفرض لو الأم مش مسيحية ورغم إن دا مش منطقي أبدا ومستحيل يحصل لكن نحطه احتمال ليه ؟ لأن دا بيفرض علينا سؤال ..أيه اللي يخلي أم مسلمة تحط طفلها في كنيسة إلا إذا كانت متأكدة ان مجتمع “الأعلون بالفطرة أو المسلم بالفطرة ” اللي بينتهكها كل يوم مستحيل يرحم ابنها

فالأفضل تحطه في أكتر مكان آمان.. ودا بيعني أن الأم دي واعية ومدركة ..ودا مش وارد ولا متوفر نهائي في حكايتنا واللي بتشير أن الأب والأم دول عيال صغيرة مش مسؤولة نهائي وضحية مجتمع ساقط ومعدم تماما ..

وهنا المفروض لمعنيين بالأمر ينتهزوا الفرصة ويراجعوا بشوية ضمير اللي بيحصل جوه دور الأيتام ودور الإعاقات الذهنية والمسنين كمان واللي خلاها سيئة السمعة للدرجة دي حتى تدفع بهرب العديد من نزلائها وتحت أي احتمال

لا مبرر إطلاقا ولا منطق ولا أخلاق تبيح جريمة بشعة بنزع طفل من حضن أبويه واستقراره النفسي والزج به في عنير موحش.. بارد ..غير مفهوم ..وتغير اسمه توجهه وأفكاره وتربيته وسلوكه ومستقبله تماما وللأسوأ بكل وضوح وصراحة علشان خاطر عيون الأعلون بالفطرة

وقيس عليها ملايين الأطفال المنتهكة من داخل بيوتهم واللي بيتعرضوا لمرارة العنف من أهاليهم حتى الذبح .. الأطفال دول موقفكم منعهم إيه ..؟ كام مرة سمعنا عن أباء اكتشفوا بالصدفة أن أولادهم مش من صلبهم من بعد سنين جواز

الاولاد دول موقفهم إيه من راي الأعلون بالفطرة ..؟ الأطفال اللي بتتخطف من قلب المستشفيات والمدارس والطرق وغالبا بيضيعوا خالص

موقف الأطفال دي إيه ..؟ الصغار المستغلين بالتسول والنشل وكل الممارسات الإجرامية في قلب شوارع المحروسة

الولاد دول موقفكم منهم إيه ؟ وجايين على الولد الآمن اللي ربنا نجده من المصير المرعب وتنزعوه من أسرته ومن حضن أمه بسطوة ” الأعلون بالفطرة والإسلام بالفطرة ” علشان ترموه لنفس المصير المرعب

بأي عقل وأي شرف وأي منطق ..دي جريمة انتهاك معلنة بكل عنترية وغرور .. دا بدل ما تفتحوا باب الرحمة وتعطوا فرصة للآباء لتنبي أيتام أو مجهولي النسب وتنشلوهم من الضياع ويعيشوا جوه بيوت سوية وأسر دافية

حد سأل نفسه أيه اللي ممكن يكون اتعرض له الطفل التعس دا في عنبره من ضرر وتنمر وأسئلة سخيفة خاصة وأن أسمه شنودة .. اكيد الكل هايساهم في جهاد” الأعلون بالفطرة ” حتى الصغار من نزلاء العنبر .. عموما :

نوم هادي ومستقر لعابد المال اللي قام بالابلاغ عن قريبه لإثبات عدم بنوته للصغير شنودة بل هو الشريك الأساسي في صناعة مأساة هزت الرأي العام ..

نوم هادي ومستقر للي قام من نومه فجأة ليسرع بتنفيذ اعتقال الصغير من دون أدني تفكير أخلاقي وكأنه بتشفي

ليلقي به داخل أسوار المؤسسات المحشوة حرفيا بكل التجاوزات اللي يتعرض لها الأطفال الأسرى وأكررها الأسرى فعليا .. أنت عبد ..

*نوم هادي ومستقر لمن يهمه الأمر ومازل يتعنت بصلف ولا يتحرك بضمير أمام قوانين متعسفة وأفكار منزوعة الرحمة لوقف نزيف المهازل الإنسانية..

أنت عبد نوم هادي لكل العبيد من يساهم في شرخ البيوت وكسر الخاطر ونزع الدموع من عيون الصغار لأن الاسلام بالفطرة

سنحاسب كلنا أدام الديان عما نفعله من جرائم ضد الإنسانية بسد باب الرحمة وصم الآذان عن صراخ المساكين ومن لا سائل عنهم فكل قطرة من دموعهم مطلوبة مننا ولو بعد حين

في الأخير ..القانون اللي لا ينصف الإنسان .. يتلغي و يتغير المعتقد اللي يقهر الإنسان وضد الرحمة .. يسقط . تحرروا من عبودية وعنترية” الأعلون بالفطرة والاسلام بالفطرة ” وكونوا رحماء وبشرا أسوياء ..!

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.