ماجدة سيدهم
مش مهم اسمك إيه ..ولا مدلولة إيه ..الأهم أنك اليوم انتزعت من حضن أبويك .. انتزعت من عينك الدموع ومن صوتك فزع الصراخ من دون أن يدرك عقلك الصغير لماذا يحدث لك هذا ولماذ كل هذا الصراع لتتمزق هكذا من دون ذنب لك .. لتغادر بالقوة غرفتك ولعبك .. لتتحول بقسوة النص والعنصرية من طفل مفضل يعيش في بيت وأسرة إلى مجرد رقم ميت معزول في عنبر
نعم رقم غير محبوب ..مرفوض.. يموت كل يوم كأسير في عنبر مكدس بمئات من الأسرى المرفوضوين ,بسبب “لا للتبني ” مرارة تسلط بعض البشر على صغار لا عون لهم بحجة قوانين وآداب التراث الغليظ لاتقل بشاعة عن جرائم الانتهاك الجسدي والنفسي بل تتفوق أيضا بانتهاك الاستقرار والأطمئنان وتدمير المستقبل فأي منطق أخلاقي يقبل مثل تلك الجرائم المجرمة المتكررة ضد الطفولة والإنسانية في انتزاع صغير من والديه بالتبني أو لاختلاف العقيدة من دون العودة للأسرة الاصل إن وجدت .. أو انتزاع طفل من أحد أبويه كما حالات ضم الحضانة أو لصراعات داخل البيوت التعسة لتمتلئ فيما بعد المؤسسات بالأسرى الصغار وتتشرد الشوارع الضحايا
وأي بكاء وصراخ وأي حرقة قلب لآلاف ضحايا القوانين والتراث والتى لا تثير فيكم أي صحوة لضمير .. بينما انتم كموظفين تدونون في دفاتركم إتمام الجريمة كما يجب أن تكون في يومه وتاريخه مع تقرير بصحة أوراق اغتيال الطفولة وتسليم الصغار إلى خبايا اللاشي وإلى وحشية المجهول .. كم من آباء تتلهف قلوبهم لاحتواء ولتبني طفل كإبن لهم.. وكم من طفل يحلم ويتوسل في قلبه كل مساء معتم أن يجد من يحبه ويفضله
أن يجد البيت والأسرة ليختبر معهم طعم الاحتضان والاهتمام والتقدير والخصوصية والنوم من دون خوف أو تبول لا إرادي أو أحلام مزعجة .. فكيف تسن قوانين لانتزاع آمان وسلامة أطفال تحت أي مسمى ليعيشوا قسرا مجرد أعداد أضافية ممزقة ..! * الرحمة فوق العدل فوق الحرف فوق العرف فوق المعتقد ..
شنودة أو يوسف ومأساة الآلاف من الممزقين والباكين .. ماتسألوش ليه الأجيال بتطلع مشوهة ..!