من البشر للبشرالتبنى فى المسيحية يكاد يكون صلب العقيدة ففى العهد القديم فصل الكتاب تماما بين “ابناء الله” و بنات الناس و عاقب الله ابنائه “بالتبنى” لنظرتهم لبنات الناس.
و يتطور الامر لتبنى الله لشعب اسرائيل “انت شعبى” “انا اختارتك” بل ان تبنى الله ليعقوب حول اسمه الى اسرائيل ليفصل اسرائيل بين مرحلتين.ان التبنى هو الملازم للمسار الخلاص المسيحى فنحن قد صرنا “ابناء الله” و لم نعد بعد عبيد و لنا بهذا ان “نرث” فيما قد صرنا فيه ابناء فالابن يرث بينما العبد لا يرث “لم يرث اسماعيل مع اسحاق” وهنا ينسحب التبنى من طرف واحد الى بنوة كاملة.
فى الانجيل اخذ يسوع المسيح نسب القديس يوسف النجار بل ان التصدير الخاص بالاناجيل ارتكز على هذا النسب “المتبنى” وهنا ارتكزت قاعدة تبنى البشر للبشر فالمسيح نفسه “ابن الله” هو طفل متبنى ليوسف النجار و اخذ نسب يوسف.
فى العصر الحديث تم محاربة فكرة التبنى لدى الاقباط بسبب تمدد الفكر المتشدد و تغلغله داخل الدولة و حتى سنين قريبة كانت مفاهيم و افكار التبنى الكامل تظهر حتى فى السينما المصرية بلا اى مشاكل.فى عام ٢٠٠٩
وقعت اول قضية تثير ازمة التبنى كمفهوم عقيدى مسيحى فى مواجهة فكر متشدد زرعته الجماعات التى تقدم النص على الرحمة و الانسانية حين قامت احدى المكرسات بملجاء ايتام مسيحى بتسليم اطفال للتبنى لاسرة مسيحية و تم تغيير الاوراق لكن احد الموظفين اثار الازمة و انتهت بغلق دار الايتام و اللقطاء المسيحية و سجن الاخت المكرسة عدة سنوات بتهمة الاتجار فى البشر.
فى عام ٢٠١٤ قرر الانبا بولا ممثل الكنيسة القبطية فى لجنة وضع الدستور التنازل عن مبدأ التبنى بصورة كاملة رغم قناعته بانه مبدأ عقيدى ايمانى وذلك حتى لا يثير خوف وقلق الاخر فى المجتمع.
الطفل شنودة الطفل شنودة
اليوم و نحن نواجه قضية الطفل شنوده علينا ان نعرف ان للحق وجه واحد لكن رحلة الحق قد تجعله سجين وحيد مطارد منبوذ مرفوض.
قلبى مع الاسرة الكريمة العطوفة المسيحية بحق و قلبى مع طفل جميل ظلمته الحياة مرات عديدة فى سن الزهور فهو ضحية ابوين بالجسد واقارب بالتبنى و دولة بمتشدديها و اسقف متهاون.
الطفل شنودة ضحيتنا كلنا فنحن من اهدر مبدأ عقيدى و نحن من رفضنا رحلة الله لنا و رفضنا الرحلة منا لبعضنا.