الثلاثاء , يوليو 16 2024
الكنيسة القبطية
البابا تواضروس الثاني

حروب صغيرة

تابعت، مثل الكثيرون خلال الأيام الماضية لمعارك كلامية أشتد وطيسها بين مؤيد و معارض لعظة، و لقس جديد فى حياة الكهنوت، انطونيوس ابراهيم عياد، و هو ابن المرتل الشهير للبابا السابق شنودة الثالث و كذلك المرتل الرسمى للبطريركية فى عهد البابا تواضروس أيضاً، لجمال صوت التصق بأذهاننا كمرجع للألحان الكنيسة القبطية و عنوان لعمق أصالتها.منذ عدة ايام و بمناسبة الأحتفال بعيد التجلى كانت هناك عظة لة فى اطار تلك الأحتفالية. حقيقة فوجئت بهذا الهجوم الكاسح على هذا القس و محور الهجوم يتلخص فى أخطاء أيمانية و عقائدية تفوة بها عن تجربة التجلى و الدروس المستفادة منها و تركز هذا الهجوم من مجموعات انتشرت على صفحات الفيس

تطلق على نفسها اسماء كثيرة، حماة الأيمان، ارثوذكسي لا غش فية، و كثير على هذا المنوال و هى مجموعات وظفت نفسها و تضافرت جهودها للهجوم على البابا تواضروس، و كل من لة علاقة بة، بل و تتصيد اخطاء فى تصورهم فقط عنة لأرساء لغة الشك فى أيمانة و احقيته بالكرسى المرقسى، و كثيراً ماكان مرجعيتهم تصريحات احد الأساقفة ممن تخلت عنهم القرعة الهيكلية و الذى أيضاً خرج بتصريح تلفزيونى للهجوم على عظة هذا القس، ثم تلاة تصريحات اخرى لأساقفة أخرين ممن كانت لهم تصريحات سابقة مضادة للبابا تواضروس و الذين لم يتوانوا لحظة للهجوم على هذا القس الشاب، وكانة ابليس و العياذ بالله، وجب علية حكم الرجم أو الصلب كما صُلب سيدة من قبل.بصراحة، بعد الإدعاءات دى، بحثت و استمعت للوعظة المشؤمة كاملة من الألف للياء

و كل اللى وجدتة انها وعظة رائعة، تأمل رائع للحظة التجلى و ربطها بحياتنا و مشاكلنا اليومية، و ان الصلاة هى طريقنا للاتحاد بالمسيح الكلمة، و ان نستغل وقت صلاتنا فى طلب الرحمة و الأرشاد من الكلمة متمثلة فى المسيح لكى ما نستطيع ان نواجة مشاكلنا اليومية المزمنة، و انة بالصلاة نتمجد كبشر لنكون أبناء حقيقيون فى المسيح و بالمسيح، ليس تساويا ألهياً، بل اتحاد كامل مع المسيح الكلمة.

و الغريب فى تلك الأدعاءات كونها محدودية الفكر و الأفق، و كون القس الشاب قارئ متمكن من تفكيرة و قلبة، استطاع ربط معجزة التجلى، كحدث كتابى نمر علية مرور الكرام كثيراً، ليوصلة بحياتنا الشخصية و اليومية، للتحول حدثاً الى معنى و قيمة نستطيع و بكل أريحية ان نراها عون و نصرة لطريق الكلمة المعاشة.

بالطبع الكثير من هؤلاء الذين يدعون حماية الايمان يفتقدون فكر البحث و الدراسة لنقل تعاليم الانجيل من مجرد آيات تذكر فى كنائسنا إلى حياة معاشة و سراج ينير طريق حياتنا.

و الأغرب أيضاً ان تلك الرؤية الرائعة التى تناولها القس الشاب سبق و أن نوة عنها البابا شنودة الراحل فى تأمل كتبة عن معجزة التجلى.

ولكن يبدو ان أهتمام حماة الأيمان لا ينصب على الدفاع عن العقيدة، بقدر ماهو إلا تصيداً لأى شئ يقولة و حتى سيقولة مستقبلاً هذا القس، فخطيئتة الوحيدة و التى لن تغتفر كونة ابن المرتل أبراهيم عياد و الذى مفترض فية ولائة، هو و عائلتة و أبنائة و احفادة مستفبلاً للبابا السابق، فهم يروة خائناً للعيش و الملح بأرتضائة أكمال مسيرتة و أيضاً السماح لأبنة بالأنضمام لجماعة الأكليروس المنتمين فكرياً للبابا تواضروس.

على الرغم من شكوكى شخصياً فى مفهوم توريث الخدمة، ولكن لكل قاعدة شواذ، و أعترف ان القس الشاب لة من القراءة و البحث و التمعن فى مايقولة لنقبل كسر القاعدة و أرفع لة شخصياً القبعة.بعد نياحة البابا كيرلس السادس، جاء البابا شنودة ليقود الشعب المسيحى الأرثوذكسي بطريق و أسلوب اختلفت جملة و تفصيلاً عن سابقة، فقد كان متكلماً و واعظاً و شاعراً أرتبطنا بكلماتة و تأملاتة كثيراً، ولكنة كان أيضاً قوى الشكيمة و القرار، كان المجمع المقدس يثق فى رؤيتة و توجهاتة، و كان أيضاً صارماً مع معارضية، و كلنا تنذكر ما فعلة مع الأب متى المسكين و أنبا غريغوريوس، ليس دفاعاً عنهم أو هجوماً علية، فكلهم و قد مضوا وليس لنا إلا طلب الرحمة لهم، ولكن أيمانة و فلسفتة كانت ان البابا هو سيد القرار فى الكنيسة، فكل مملكة منقسمة على ذاتها تسقط و ان تشتيت الرعية تحت لواءات غيرة ستخلق حروباً صغيرة لن تستفيد منها الكنسية، لنرى أزدهاراً شاملاً للكنيسة فى مصر و المهجر.

على البابا الحالى البابا تواضروس ان يتفهم انه بوجود تلك المجموعات المناوءة لة حتى وأن كانت تدعى حمايتها للأيمان و العقيدة ستخلق جواً و ارضية لتشتيت الشعب، و خصوصاً مع اكثرية مستمعة غير مثقفة و لا تنوى تثقيف نفسها.

قد تكون الديكتاتورية احيانا ظلماً قريب و لكن عدلاً بعيد مداة لانقاذ الرعية.

ما حدث مع القس الشاب، ليس موجهاً لة، او حتى أبية المرتل أبراهيم عياد، ولكنة موجة لك انت قداسة البابا، اليوم مع هذا القس و عظتة، و غداً مع شخص اخر ينتمى لك، و بعد غد مع قداستك سيدى، و لن تنتهى حتى تتدبر صلاح و مصلحة شعبك و قرارك لتنهى تلك “الحروب الصغيرة”وجهة نظر

مجدى بولس

شاهد أيضاً

انتبهوا لمن يستهدفون سلام ووحدة مصرنا

كمال زاخرالاثنين ١٥ يوليو ٢٠٢٤ هناك فرق شاسع بين المعارضة وبين الإساءة لرئيس الدولة، وهناك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.