تابعت، مثل الكثيرون خلال الأيام الماضية لمعارك كلامية أشتد وطيسها بين مؤيد و معارض لعظة، و لقس جديد فى حياة الكهنوت، انطونيوس ابراهيم عياد، و هو ابن المرتل الشهير للبابا السابق شنودة الثالث و كذلك المرتل الرسمى للبطريركية فى عهد البابا تواضروس أيضاً، لجمال صوت التصق بأذهاننا كمرجع للألحان الكنيسة القبطية و عنوان لعمق أصالتها.منذ عدة ايام و بمناسبة الأحتفال بعيد التجلى كانت هناك عظة لة فى اطار تلك الأحتفالية. حقيقة فوجئت بهذا الهجوم الكاسح على هذا القس و محور الهجوم يتلخص فى أخطاء أيمانية و عقائدية تفوة بها عن تجربة التجلى و الدروس المستفادة منها و تركز هذا الهجوم من مجموعات انتشرت على صفحات الفيس
تطلق على نفسها اسماء كثيرة، حماة الأيمان، ارثوذكسي لا غش فية، و كثير على هذا المنوال و هى مجموعات وظفت نفسها و تضافرت جهودها للهجوم على البابا تواضروس، و كل من لة علاقة بة، بل و تتصيد اخطاء فى تصورهم فقط عنة لأرساء لغة الشك فى أيمانة و احقيته بالكرسى المرقسى، و كثيراً ماكان مرجعيتهم تصريحات احد الأساقفة ممن تخلت عنهم القرعة الهيكلية و الذى أيضاً خرج بتصريح تلفزيونى للهجوم على عظة هذا القس، ثم تلاة تصريحات اخرى لأساقفة أخرين ممن كانت لهم تصريحات سابقة مضادة للبابا تواضروس و الذين لم يتوانوا لحظة للهجوم على هذا القس الشاب، وكانة ابليس و العياذ بالله، وجب علية حكم الرجم أو الصلب كما صُلب سيدة من قبل.بصراحة، بعد الإدعاءات دى، بحثت و استمعت للوعظة المشؤمة كاملة من الألف للياء
و كل اللى وجدتة انها وعظة رائعة، تأمل رائع للحظة التجلى و ربطها بحياتنا و مشاكلنا اليومية، و ان الصلاة هى طريقنا للاتحاد بالمسيح الكلمة، و ان نستغل وقت صلاتنا فى طلب الرحمة و الأرشاد من الكلمة متمثلة فى المسيح لكى ما نستطيع ان نواجة مشاكلنا اليومية المزمنة، و انة بالصلاة نتمجد كبشر لنكون أبناء حقيقيون فى المسيح و بالمسيح، ليس تساويا ألهياً، بل اتحاد كامل مع المسيح الكلمة.
و الغريب فى تلك الأدعاءات كونها محدودية الفكر و الأفق، و كون القس الشاب قارئ متمكن من تفكيرة و قلبة، استطاع ربط معجزة التجلى، كحدث كتابى نمر علية مرور الكرام كثيراً، ليوصلة بحياتنا الشخصية و اليومية، للتحول حدثاً الى معنى و قيمة نستطيع و بكل أريحية ان نراها عون و نصرة لطريق الكلمة المعاشة.
بالطبع الكثير من هؤلاء الذين يدعون حماية الايمان يفتقدون فكر البحث و الدراسة لنقل تعاليم الانجيل من مجرد آيات تذكر فى كنائسنا إلى حياة معاشة و سراج ينير طريق حياتنا.
و الأغرب أيضاً ان تلك الرؤية الرائعة التى تناولها القس الشاب سبق و أن نوة عنها البابا شنودة الراحل فى تأمل كتبة عن معجزة التجلى.
ولكن يبدو ان أهتمام حماة الأيمان لا ينصب على الدفاع عن العقيدة، بقدر ماهو إلا تصيداً لأى شئ يقولة و حتى سيقولة مستقبلاً هذا القس، فخطيئتة الوحيدة و التى لن تغتفر كونة ابن المرتل أبراهيم عياد و الذى مفترض فية ولائة، هو و عائلتة و أبنائة و احفادة مستفبلاً للبابا السابق، فهم يروة خائناً للعيش و الملح بأرتضائة أكمال مسيرتة و أيضاً السماح لأبنة بالأنضمام لجماعة الأكليروس المنتمين فكرياً للبابا تواضروس.
على الرغم من شكوكى شخصياً فى مفهوم توريث الخدمة، ولكن لكل قاعدة شواذ، و أعترف ان القس الشاب لة من القراءة و البحث و التمعن فى مايقولة لنقبل كسر القاعدة و أرفع لة شخصياً القبعة.بعد نياحة البابا كيرلس السادس، جاء البابا شنودة ليقود الشعب المسيحى الأرثوذكسي بطريق و أسلوب اختلفت جملة و تفصيلاً عن سابقة، فقد كان متكلماً و واعظاً و شاعراً أرتبطنا بكلماتة و تأملاتة كثيراً، ولكنة كان أيضاً قوى الشكيمة و القرار، كان المجمع المقدس يثق فى رؤيتة و توجهاتة، و كان أيضاً صارماً مع معارضية، و كلنا تنذكر ما فعلة مع الأب متى المسكين و أنبا غريغوريوس، ليس دفاعاً عنهم أو هجوماً علية، فكلهم و قد مضوا وليس لنا إلا طلب الرحمة لهم، ولكن أيمانة و فلسفتة كانت ان البابا هو سيد القرار فى الكنيسة، فكل مملكة منقسمة على ذاتها تسقط و ان تشتيت الرعية تحت لواءات غيرة ستخلق حروباً صغيرة لن تستفيد منها الكنسية، لنرى أزدهاراً شاملاً للكنيسة فى مصر و المهجر.
على البابا الحالى البابا تواضروس ان يتفهم انه بوجود تلك المجموعات المناوءة لة حتى وأن كانت تدعى حمايتها للأيمان و العقيدة ستخلق جواً و ارضية لتشتيت الشعب، و خصوصاً مع اكثرية مستمعة غير مثقفة و لا تنوى تثقيف نفسها.
قد تكون الديكتاتورية احيانا ظلماً قريب و لكن عدلاً بعيد مداة لانقاذ الرعية.
ما حدث مع القس الشاب، ليس موجهاً لة، او حتى أبية المرتل أبراهيم عياد، ولكنة موجة لك انت قداسة البابا، اليوم مع هذا القس و عظتة، و غداً مع شخص اخر ينتمى لك، و بعد غد مع قداستك سيدى، و لن تنتهى حتى تتدبر صلاح و مصلحة شعبك و قرارك لتنهى تلك “الحروب الصغيرة”وجهة نظر
مجدى بولس