د.ماجد عزت إسرائيل
في يوم الأحد الموافق (7 مسرى ١٧٣٨ش./14 اغسطس 2022م) وفي نحو الساعة التاسعة صباحًا، وفي أثناء صلاة القداس الإلهي تعرضت كنيسة الشهيد مرقوريوس أبي سيفين بالمنيرة بمنطقة مطار إمبابة وبالتحديد بــ (المنيرة) التابعة إداريًا لمحافظة الجيزة لحريق هائل إلتهم الكنيسة كلها.
وقد دفعت قوات الحماية المدنية بعدد من سيارات الإطفاء للسيطرة على الحريق، وأسفر هذا الحريق عن وفاة نحو(41) شهيدًا ونحو(14)مصابًا طبقًا للاحصاءات التي وردت من المستشفي العام لإمبابة.
وفي ذات السياق ذكرت بعض المصادر الغير رسمية أن سبب الحريق يرجع إلى قطع التيار الكهربائي وتشغيل مولد الكهرباء، الذي مع عودة التيار الأصلي حدث انفجار وأدى إلى حدوث هذا الحريق.
وفي ذات اللحظة تقدّم الرئيس عبدالفتاح السيسي بخالص التعازي لأسر الضحايا الأبرياء الذين انتقلوا إلى جوار ربهم في بيت من بيوته التي يُعبد بها، كما قدم سيادته التعزية لقداسة البابا تواضروس الثاني، وخلال ذات اليوم قدمت كل المؤسسات السيادية بالدولة المصرية العزاء لأسر الشهداء وتحرك معالي رئيس الوزراء لمكان الحريق. وصدرت التعليمات سؤاء من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي أو رئيس حكومته بتقديم كل الخدمات وتوفير سبل الرعاية لأسر الضحايا والمصابين لمواجهة هذه الكارثة.
ولكن يبدو أن رواد رواد السوشيال ميديا وخاصة الأقباط؛ لم ينال إعجابهم تصرفات الدار البطريركية أي صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني وخاصة بعد أن نشرت الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في ذات يوم الحريق الأحد( ٨ مسرى ١٧٣٨ش./ ١٤ أغسطس ٢٠٢٢م).
خبر نصه” قداسة البابا يستقبل وفد اتحاد المصريين بالخارج… استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بالقاهرة صباح اليوم الأحد مجموعة من العلماء ورجال الأعمال الأعضاء في اتحاد المصريين بالخارج برئاسة السيد رأفت صليب.
دار الحوار أثناء اللقاء حول الشأن العام المصري والحوار الوطني، والموضوعات ذات الأولوية التي ستدور حولها المناقشات في الحوار الوطني. وفي ختام اللقاء قدم لهم قداسة البابا بعض الهدايا التذكارية”.
وصاحب هذا الخبر صور تذكارية مع البابا مع الابتسامة من كل وفد اتحاد المصريين بالخارج.
وأخيرًا عزيزي القاري آتركك مع كلمة التعزية التي وجهها صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني لأسر الضحايا والمصابين في حادث كنيسة الشهيد مرقوريوس أبي سيفين بمنطقة مطار إمبابة الذي وقع صباح يوم الأحد الموافق( ٨ مسرى ١٧٣٨ش. ١٤ أغسطس ٢٠٢٢م.) وهذا نصها:
نشعر بالألم ومازلنا نتابع كافة الأمور منذ وقوع الحادث، مؤكدًا أنه كأب يشعر بالألم لفراق الأبناء، فكلهم أبناؤنا وبناتنا وشعبنا، وأضاف بأن طبيعة الحادث تزيد من هذا الألم.
ولكنه شدد على أننا يجب أن نتحلى بالإيمان بأن الله هو الذي يعطينا الحياة وهو الذي يحدد موعد نهايتها، وكذلك الطريقة التي تنتهي بها حياتنا، وحتى لو كانت الطريقة مؤلمة إلا أننا تعودنا أن نشكره على كل حال
وقد أشار قداسته إلى أنه ظل منذ وقوع الحادث، وعلى مدار اليوم، يتابع مع الآباء أساقفة الجيزة ومع الجهات المعنية بمحافظة الجيزة ووزارة الصحة وغيرها من الجهات كافة التفاصيل والتطورات الخاصة بالحادث، وأنه طلب توزيع الضحايا على أكثر من كنيسة نظرًا لكبر عددهم لتتاح فرصة مناسبة للصلاة عليهم، حيث لن تستطيع كنيسة واحدة استيعابهم جميعًا.
وأكد بأن الكنيسة لن تتأخر عن تلبية كافة احتياجات أسر الضحايا والمصابين، لافتًا إلى أن الكنيسة عادة لا تعلن عما تفعله مع أبنائها، وشدد بأنه رتب كافة الأمور مع أسقفية الخدمات بخصوص هذه الجزئية.
وأكد قداسته على أننا في مثل هذه المواقف الصعبة يجب أن نتيقن أن يد الله تضبط وأن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله.
وأشار إلى أننا نستلهم التعزية من الله، مقدمًا تعزياته لكل أسرة ولكل بيت وكل فرد، وأنه يصلي من أجل المصابين لكن ينعم الله عليهم بالشفاء والعافية. وألمح قداسة البابا إلى أن الله سمح بانتقال هؤلاء الأبناء وهم يصلون في الكنيسة وفي فترة صوم العذراء وهو أمر يعطينا تعزية خاصة، مضيفًا بأن العدد الكبير لمن انتقلوا إلى السماء، يدفعنا لأن نتطلع دومًا نحو السماء حيث مسكنهم، ويصبح قلبنا متعلق بالسماء. وقدم قداسته التعزية لأسرة القمص عبد المسيح بخيت كاهن الكنيسة الذي تنيح في الحادث مشيرًا إلى أنه كان محبوبًا في وسط شعبه.
وعن الجهود التي بذلتها الدولة المصرية أشار قداسة البابا إلى أنه تلقى منذ اللحظات الأولى اتصالًا هاتفيًّا من السيد الرئيس ومن رئيس الوزراء والعديد من الوزراء ورئيسي مجلسي النواب والشيوخ، ومن فضيلة الإمام الأكبر، ورؤساء بعض الدول ورؤساء الكنائس المختلفة والسفارات، مشيدًا بجهود وزارة الصحة ووزارة الداخلية والحماية المدنية، وهيئة الإسعاف، داعيًا الجميع إلى عدم الالتفات لبعض المعلومات التي تم ترويجها على غير الحقيقية.
واندلع حريق أثناء القداس الإلهي صباح اليوم مما أسفر عن انتقال ٤١ شخص من بينهم كاهن الكنيسة وإصابة ١٤ آخرين.