الأحد , ديسمبر 22 2024
السفيرة سها جندى وزيرة الهجرة المصرية

حالة من الترقب لدى المصريين بالخارج بعد تعيين وزيرة جديدة للهجرة .. ورحيل وزيرة الشو الإعلامى

كانت السفيرة سها جندي أول سفير مصري سيدة لدولة أيرلندا، تولت مهمة التفاوض باسم 135 دولة نامية لإنشاء هيئة الأمم المتحدة للمرأة، تنوعت مهامها الدبلوماسية ونجحت في أن تكون لها بصمتها الواضحة بها جميعا.

من أين بدأت مسيرتك الدبلوماسية؟

‎كان حلم حياتى أن ألتحق بالخارجية حيث إننى كنت مبهورة بالسياسة وأعتبرها مثل لعبة الشطرنج فبدأت أقرأ وأنا فى مرحلة الثانوية العامة فى السياسة الدولية، وكنت أتابع نشرات الأخبار بشكل دائم، ورغم شغفى هذا لم أتخل عن حبى للقراءة فى الفنون والثقافة والأدب الإنجليزي، وبعد تخرجى فى كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية ظل حلم الدبلوماسية يراودنى، متابعتى للصحف اليومية عرفتنى بموعد التقدم للاختبارات الخاصة بالسلك الدبلوماسي

وبالفعل تقدمت بأوراقى والتحقت بالامتحانات التحريرية والشفهية والنفسية والأمنية، واجتزتها جميعا.

خدمت فى عدد من الدول المهمة أولاها ألمانيا خلال الفترة من عام 1992 إلى 1996، كما عملت أيضا فى رومانيا خلال الفترة من عام 1999 إلى 2003 كما تقلدت منصب نائب رئيس البعثة المصرية الدائمة لدى الأمم المتحدة فى نيويورك، خلال الفترة من 2006 إلى 2010، وأخيرا كنت سفيرة مصر فى أيرلندا فى الفترة من 2015 إلى 2019.

عملت فى بلدان مهمة شهدت تحولات جذرية فى الربع قرن الأخير.. فما أهم ما شهدته منها؟ ‎بالمصادفة البحتة كنت دائما ما أصل إلى الدولة التى أُلحق للعمل بها وهى فى مرحلة تحول من حال إلى أخرى، وبذلك كنت أشهد فترات مهمة وأحداثا تاريخية جعلتنى أكتسب خبرات عظيمة من هذه الدول، ففى ألمانيا

وقبل تعيينى بالسفارة المصرية هناك كنت قد حصلت على دبلومة فى العلاقات الدولية والعلاقات بين الدول النامية وألمانيا، من إحدى المؤسسات الألمانية فى برلين، وفى هذه الفترة شاهدت سقوط حائط برلين وعاصرت حالة السعادة والشعور بفرحة الشعب الألمانى بتوحيد ألمانيا، ويشاء القدر أن تكون مهمتى الأولى للعمل بالخارج الإلحاق للعمل بسفارتنا في «بون»، كرسى الحكومة حينها، لأعاصر مرحلة التطبيق بعد توحيد الألمانيتين، وشاهدت المستشار الألمانى هيلموت كول، مهندس الوحدة الألمانية، وهو يحاول ليس فقط توحيد الألمانيتين ليخلق هذه الدولة الموحدة العظيمة

ولكن أيضا لأشاهد مساعيه للتواصل مع الرئيس الفرنسى فى ذلك الوقت فرنسوا ميتران لكى يبدأ فى توحيد الهياكل الأوروبية وإنشاء الاتحاد الأوروبي، هذا الكيان الذى خلق من أوروبا قوة اقتصادية وسياسية عالمية مميزة

وبالفعل بدأ الاتحاد الأوروبى مسيرته، فكانت فترة غنية إلى أبعد الحدود بالنسبة إلىَّ، حيث كنت مسئولة عن متابعة تلك التحولات.‎

وماذا عن ذكرياتك فى رومانيا؟

‎توليت عملى فى رومانيا فى فترة تحولها من نظام سلطوى إلى نظام ديمقراطى فعاصرت هذا التحول، وكذلك حضرت سعيها إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى ونجاحها فى الانضمام إلى حلف شمال الأطلنطي، تحت قيادة سفيرة من أعظم سفيرات وزارة الخارجية وهى السفيرة وفاء بسيم التى تعلمت منها الكثير.

السفارة المصرية برومانيا فى ذلك الوقت كان بها العديد من المكاتب الفنية، إلا أن هذا التحول السياسى أدى إلى تقليص عدد أعضاء السفارة والمكاتب الفنية أيضا، حيث وصل عدد الدبلوماسيين العاملين بالسفارة إلى ثلاثة، سفير ومستشار وأنا وكنت أعمل سكرتيرا أول، وكنت أقوم بمهام المستشار فى حالة عدم وجوده

ولأنه كان يتولى القسم القنصلى فكانت تحول إلى أعمال القنصلية فى غيابه، إضافة إلى الملفات السياسية والثقافية، والتى توليتها بعد إغلاق المكتب الثقافى فى رومانيا ونقله إلى سفارتنا فى موسكو، وهنا تحول عمل المكتب الثقافى كله ليكون ضمن مسئولياتي، فأصبحت أعمل على الملفات السياسية، والثقافية، والتعليمية ورعاية الطلبة والمبعوثين ورعاية المواطنين اتصالا بالإشراف على العمل القنصلي.‎

تقلدتِ منصب نائب رئيس البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة فى نيويورك، حدثينا عن هذه المرحلة المهمة من عملك الدبلوماسي.‎بدأت عملى فى نيويورك مستشارًا وكنت مسئولة عن ملفات اللجنة الثالثة والتى تختص بموضوعات حقوق الإنسان والمسائل الإنسانية والاجتماعية بما فى ذلك موضوعات المرأة، مع الوقت تمت ترقيتي إلى وزير مفوض وتدرجت فى العمل حتى وصلت إلى منصب مندوب دائم مناوب ونائب لرئيس البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة فى نيويورك، وهى بعثة من أهم بعثات وزارة الخارجية فى الخارج، وتعتبر تحديا واختبارا حقيقيا للدبلوماسى الذى يعمل بها حيث يمثل الدبلوماسى بلاده ويحارب لتحقيق مصالحها أمام جميع دول العالم الممثلة فى نيويورك (عدد الدول أعضاء الأمم المتحدة 193 دولة)

كما عرفتنى بقدر مصر داخل الأمم المتحدة باعتبارها إحدى الدول المؤسسة للأمم المتحدة وإحدى أكبر الدول النامية التى تنتظر الدول رأيها وتنصت لتستمع إلى ما تقول ويعلم كل من بهذا المبنى الزجاجى التاريخى أن نجاح أى تحرك أو مبادرة يتطلب موافقة ومباركة وإقناع عدد محدود من الدول الكبري، مصر إحداها.

وهنا أود أن أذكر بكل احترام وتقدير مندوب مصر الدائم خلال تلك الفترة، السفير المصرى ماجد عبدالفتاح والذى أعتبره أستاذى ومنارة من منارات الدبلوماسية المصرية متعددة الأطراف، والذى كان يقود ويشرف على عملنا فى الملفات كافة بشكل متميز، وكان حريصا كل الحرص على ألا يخلو اجتماع ولا طاولة تفاوض مهما يكن الموضوع، من دون وجود مندوب وممثل لمصر من البعثة المصرية فى نيويورك عليها، مشاركا فى لجان الأمم المتحدة ومجالسها وجمعيتها ومختلف آلياتها ومفاوضا على قراراتها ووثائقها ومحققا لأمنيات شعوبها، متحدثا باسم مصر بشكل يليق ببلد بحجمها فى هذا المحفل الدولى الضخم، وهو شعور لا يضاهى ولا يمكن وصفه، شعور بالقوة والفخر والمحبة لهذا البلد العريق الذى أسس لحضارة العالم.‎

ما أكثر الإنجازات التى تحققت فى فترة وجودك بنيويورك؟‎

فى ذلك الوقت قررت مصر أن تترأس حركة دول عدم الانحياز، بالتزامن مع عملية الإصلاح الجارية فى الأمم المتحدة، والتى كان يطلق عليها عملية الاتساق على مستوى المنظومة.

وكان من ضمن ملفات الإصلاح بالمنظمة التفاوض على تنسيق العمل فى البرامج والأنشطة المخصصة للمرأة، ولأن مصر تولت رئاسة دول عدم الانحياز كان عليها أن تتفاوض باسم جميع دول عدم الانحياز(118 دولة)، حيث اتفق خلال تلك المرحلة على تشكيل لجنة مشتركة بين أعضاء مجموعة دول الـ77 والصين والتى كانت تترأسها حينها اليمن، وبين منظمة عدم الانحياز التى ترأسها مصر، وهما معا جماع الدول النامية أعضاء المنظمة، حيث طلبت اليمن من مصر أن تتولى التفاوض باسم الـ 135 دولة نامية، على إنشاء كيان أممى للمرأة، خصوصا بعد أن قامت مصر بدراسة الأمر من جميع جوانبه وأقنعت الدول النامية بفائدة إنشاء هذا الكيان أو المنظمة للمرأة

تجمع قضاياها وأنشطتها وتدافع عن حقوقها وتسعى إلى تمكينها. ولقد شرفت بتكليفى من قبل المندوب الدائم، بأن أتولى هذه المهمة الدقيقة -باعتبارى مندوب مصر المناوب ونائبا لرئيس البعثة- ألا وهى التفاوض باسم جميع الدول النامية فى المنظمة كرئيس للجنة المشتركة لرئاسة مجموعة الـ77 والصين وحركة عدم الانحياز على إنشاء هذا الكيان التاريخى الجديد، حيث ترأست عملية التفاوض التى نتج عنها إنشاء هيئة الأمم المتحدة للمرأة، UN- WOMEN وهو الإنجاز الذى خُط فى التاريخ باسم مصر، إنجاز كبير وضخم يليق بمكانة هذه الدولة العظيمة التى قدرت المرأة منذ فجر التاريخ.‎

هل كان التفاوض باسم 135 دولة يمثل تحديا بالنسبة لك؟‎بالطبع كان تحديا كبيرا حيث كان على أن أحقق مصالح مصر إضافة إلى الـ135 دولة الأخرى ومعظمها دول كبيرة ومؤثرة وفى بعض الأحيان متضاربة المصالح، وكان على أن أرسخ الهدف من هذه المنظمة أو الهيئة الدولية، التى يجب أن تعبر عن أهداف ومصالح المرأة فى مصر والدول النامية بشكل أساسى وحقيقى وواقعي. بحيث أتفاوض مع مختلف الدول الغربية لتحقيق ذلك.

وهنا أحب أن أشير إلى أنه كان لى شرف أختيار الاسم النهائى للهيئة ليكون هيئة الأمم المتحدة للمرأة UN Women على خلاف ما كانت تبتغيه الكثير من الدول الغربية الكبرى التى نتفاوض أمامها والمنظمات من تسييس اسم المنظمة وإعطائها صبغات ومهام لا تركز على المرأة ومصالحها وهمومها.

وبهذا كان لمصر الفضل فى إنشاء هذا الكيان الدولى والأممى المهم للمرأة ليراعى شواغلها وينتصر لقضاياها.

– ماذا عن ذكرياتك فى دولة أيرلندا؟

‎كنت أول سفير مصرى سيدة لدولة أيرلندا، وهى دولة جميلة وعلاقتها بمصر على مدار التاريخ علاقات جيدة، وقد توليت المهام فى توقيت مهم وحساس بعد ثورة 30 يونيو فكان علىَّ إعادة تطوير العلاقات بين البلدين وإبراز الصورة الحقيقية لمصر، ولأن السفارة هناك ليست كبيرة وكانت تقوم بجميع الملفات فالتحدى كان كبيرا لكى أعمل على بناء العلاقات من جديد، تجاريا، وثقافيا، وسياسيا، وإعلاميا، وتعليميا وأمنيا، وبرلمانيا، وبفضل الله استطعت فعل ذلك مع مجموعة عمل أفخر بها قبلت مواجهة هذا التحدى معى ودعمتنى فى إنجازه بكل كفاءة.

ما مهام منصبك الحالى كمساعد وزير الخارجية للمنظمات والتجمعات الإفريقية؟‎

على مدار عملى بمقر وزارة الخارجية، توليت العديد من المناصب وعملت فى العديد من القطاعات الإفريقية والآسيوية والأمريكية والمنظمات الدولية متعددة الأطراف.

وأنا الآن أفخر بكونى مساعد وزير الخارجية مدير قطاع المنظمات والتجمعات الإفريقية، وهو قطاع يشمل متابعة المصالح المصرية فى الاتحاد الإفريقى بمختلف آلياته، وجميع المنظمات والاتحادات، والتجمعات الاقتصادية والإقليمية الإفريقية الأخرى، مهمتنا فى هذا القطاع متابعة الملفات المصرية فى إطار الاتحاد الإفريقى

وكل ما يحدث فيها وفى المنظمات الإفريقية، والسعى إلى تحقيق المصالح المصرية وأولوياتها فى القارة، فى جميع الملفات، فنحن من أكثر القطاعات التى تتمتع بالحركة والديناميكية فى وزارة الخارجية، لأن ما يحدث فى القارة الإفريقية كثير ومستمر، ومتطور

فالقارة شابة والتغيير فيها مستمر. كنت قد توليت هذا المنصب فى العام الأخير لتولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي، فحضرت فى إثيوبيا القمة الأخيرة التى ترأستها مصر برئاسة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى والتى سلم فيها سيادته الرئاسة إلى جنوب إفريقيا. ‎

شاهد أيضاً

الإسكندرية

كلية النصر للبنات بالإسكندرية القسم الإعدادي تكرم مخترعات الأيسف

كتب دكتور علاء ثابت مسلمعقدت كلية النصر للبنات حفلا لتكريم الفائزات في مسابقة إنتل الدولية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.