تحدثت الكاتبة الصحفية حنان فكرى العضو الأسبق لمجلس إدارة نقابة الصحفيين المصرية عن مهنة محرمة على الأقباط بسبب أفكار ظلامية
أول هذه المهن هي التدريس في أقسام النساء والتوليد في كليات الطب بكل الجامعات المصرية
فمنذ عقود طويلة أسس نجيب محفوظ باشا ـ أول رئيس مصري لقسم النساء في كلية طب, بجامعة القاهرة ـ ولا يزال مستشفي قصر العيني محتفظا بمتحف يحمل اسمه تخليدا له
إلا أن هذا لم يشفع في قبول مسيحيي/ ات الديانة في هذا القسم ـ حسب تصريحات دكتور جابر نصار, رئيس جامعة القاهرة السابق ـ الذي أقر بأن قسم النساء والولادة في قصر العيني خال من الأطباء المسيحيين
وأضاف جابر في تصريحاته التي نستشهد بها هنا كدليل علي التحريم الضمني الذي يواجهه طلبة طب فيقول: إنه من المعروف أن جميع أقسام أمراض النساء والولادة في جميع الجامعات المصرية لا يوجد بها عضو تدريس مسيحي
وذلك لسببين:
الأول أن هناك تمييزا واضحا من بعض الأساتذة في الامتحان الشفهي ضد المسيحيين, ما يحرمهم من الحصول علي مركز متقدم في امتحان البكالوريوس, وحتي الذين يحصلون بصعوبة علي مركز معقول يمكنهم من الحصول علي وظيفة نائب, يخافون من سوء المعاملة واحتمال عدم النجاح في الدراسات العليا, وربما يقوم البعض بإدخال الرعب في قلوبهم إن هم فكروا في ذلك.
استمر الوضع عرفا وليس قانونا لعقود, حتي أقام المحامي سمير صبري دعواه التي حملت رقم 53335, لعام 2019, والتي تطالب الدولة بإصدار حكم قضائي يلزم وزير التعليم العالي
بتعيين الأطباء المسيحيين في أقسام النساء والتوليد بالجامعات المصرية, لكن آخر ما نما إلي علمي عن تلك الدعوي هو تأجيل الحكم فيها إلي 18 يناير 2020, وبالبحث لم أجد خبرا واحدا عن مصير الدعوي
وعلي أثر الجدل المثار خرج دكتور خالد منتصر ـ الطبيب والكاتب الشهير ـ موضحا السبب في عدم وجود قبطي مصري بداخل هيئة أعضاء التدريس بقسم النساء والتوليد بالجامعات المصرية منذ الثمانينيات, بسبب انتشار خرافة قديمة كان منبعها مستشفي قصر العيني, تفيد بأن أحد الأطباء المسيحيين كان يجهض السيدات المسلمات من أجل تقليل عددهم!!
وانتشرت هذه الخرافة إلي وقتنا الحالي وهكذا اتخذت أقسام النساء موقفا عقابيا من تعيين المسيحيين/ات فيها وتفشي العرف طاردا الطلبة والطالبات من المسيحيين/ات خارج سلك التدريس الجامعي في قسم النساء والتوليد في مصر في كل الجامعات
الأمر الذي يضطر معه الأطباء المسيحيون إلي السفر خارج مصر لإكمال الدراسة والعودة ليستطيع الواحد/ة منهم/ن فتح عيادة نساء وتوليد, وطبعا من يتمكن من العمل بالخارج يكمل حياته هناك يا للعجب كيف يلوم البعض ويتباكي غافلا لماذا تهاجر العقول النابغة من الوطن الأم؟ هل علمنا كيف ينشر الظلام نفسه بنفسه؟
هل يعلم أحد أن للشائعة قوة اليقين أحيانا ولا مفر إلا التنوير حتي بين أعلي القامات العلمية, لكنهم كانوا ضحية تركة ثقيلة ملوثة بالطائفية المقيتة, فأنتجت لنا نسخا متطرفة فكريا, تميز بين الناس باعتبارهم المؤمنين وغير المؤمنين.
هذا علي سبيل المثال لا الحصر للمهن المحرمة, فضلا عما يعانيه طلائع الأقباط من صعوبة الانضمام إلي فرق كرة القدم, كيف ومتي سيتم حل هذه المعضلات, ونحن علي أعتاب بناء الجمهورية الجديدة؟!