الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
الأقصر
حجاج نايل

حجاج نايل ينعى شقيقته : وداعا أمي الثانية

اختي الشقيقة الكبري سيدة نايل رحلت اليوم دون ان تتنظرني كما فعلها صابر نايل من قبل كنا 8 اشقاء في

عائلة بسيطة اخرجتها امي من التعليم الابتدائي كي تساعدها في تربية الصغار أنا واختي عايدة لم تنال قسطا

من التعليم بسببي انا وعايدة وظلت سنوات تساعد في البيت بتفاني غير معقول وكأنها كانت ترغب في تحقيق الكمال لامي ولاسرتنا وفجأة استيقظت في يوم من الايام لم اجدها بالمنزل

وهي لم تتجاوز 17 عاما زوجوها زوج من نفس القرية جاء واختطفها دون سابق انذار

بعد موافقة ابي الصارمة وبحكم عمل زوجها في السكة الحديد كانت تعيش داخل ثكنات محطات القطار

أو ما يعرف بسكن الدريسة وهم العمال المسئولين عن صيانة قضبان السكك الحديدية

عاشت في وحدات سكنية بائسة للغاية تشعل الافران البلدي وتصنع العيش الشمسي الرائع

وتقتني الطيور وبعد صغار الماعز تزرع بعض الخضروات البسيطة في محيط سكنها المتواضع

لاكثر من 50 عاما وهي تحاول ارضاء زوجها واولادها كنت احب دوما قضاء الاجازات في بيتها

ومعها لانها كانت نبعا من الحنان لا ينضب وكنت استرخي في الزراعات المحيطة ببيتها وفي اجواء منزلها الدافيء كانت جريئة وشجاعة الي حد غير معقول كانت تشعل اللمبة الجاز وتخرج مع بدايات المساء لاصطياد العقارب واي حشرات مؤذية خوفا علي اولادها

وكانت شخصية قوية الي حدود تماثلها مع مواقف ما يعتبرونه قاصرا علي رجال الصعيد كانت علاقتي بها تدفع امي الي الغيرة احيانا وكانت امي تداعبني في بعض الاوقات وتقول الن تذهب لزيارة امك الثانية

كنا احيانا نلجا اليها هربا من المطاردات والملاحقات الامنية

ولم تسأل يوما او تعترض او تتدخل في نشاطنا السياسي كانت تحتوينا دون اسباب ودون كلل او ملل انهار

منزل العائلة بالاقصر عام 1980 فوق رؤسنا وخرجنا منه سالمين وكانت اختي العظيمة تعيش في غرفتين في سكن الدريسة بمحطة سكك حديد الاقصر اضطررنا للعيش معها شهورا

حتي نتصرف في سكن اخر هي كانت نموذج للضمير الحي والمتيقظ في هذه العائلة كانت تواجه من يخطيء

بكل جراءة وشجاعة ودون تردد

كانت تفرض حيلتها ورؤيتها علي جميع من حولها اختي وامي الحبيبة الثانية سيدة اعتذر لك عن كل شيء

واي شيء بالرغم من علاقتنا الساحرة لم اتذكر يوما انني اغضبتك لم اتذكر يوما اننا اختلفنا كنتي الحضن الباقي اعتذر انني لم اكن موجود ولم استطيع وداعك اعتذر بالنيابة عن كل الاسرة في حال اغضبك احد منها اعتذر عن خروجك مبكرا من التعليم بسببي انا وعايدة اعتذر عن انك ونحن جميعا لم نستطيع تحقيق امالنا واهدافنا

في هذه الحياة البغيضة اعتذر انني لم اقبل جبينك وانتي راحلة الي العالم الاخر وانتي مدينة لي باعتذار

يا سيدة انك لم تتنظريني فلتنعمي بالراحة والسلام والطمائنينة ياختي العزيزة فلترقدي واثقا ان

لو ان الجنة باقية وموجودة ستكوني اول الداخلين اليها والعيش في نعيمها لما قدمتيه للجميع

اتمني ان يسمح لك هذا الرحيل بقضاء بعض الوقت مع صابر وانا واثق انه سيضحكك كثيرا

وهو يقص عليكي نوادر اسرتنا العجيبة وسوف يحرضك علي البعض منا ويكركر بضحكته الصافية

علينا فردا فردا سامحيني ارجو من الله ان تتقبلي اعتذاري قبلاتي وتحياتي اختي الحبيبة

شاهد أيضاً

الإسكندرية

رثاء الراحل ” المرحوم أحمد فاروق”

بقلم شريف درويشمتابعة دكتور علاء ثابت مسلم أحمد فاروق كان حنين كان خلوقكنت تطلب منه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.