ماجد قاصد شكرى
مازالت أصداء قرار تدوير مديري مدارس المرحلة الإعدادية والإبتدائية، ومدارس التعليم الأساسي فى جميع الإدارات التعليمية بمحافظة الجيزة يلقى اهتمامًا واسعًا على جميع مستويات راغبي الوظائف القيادية، بين مؤيدٍ ومعارض .
وكالعادة خرج علينا البعض من معارضي التغيير من أجل الإصلاح؛ مهاجمًا هذا القرار تحت إدعاء أن بعض المديرين بذلوا جهودًا كبيرة فى المدارس التي يديرونها منذ سنوات، وحققوا بها انجازات ملموسة؛ فليس من العدل تكليفه بإدارة مدرسة أخرى، بالإضافة إلى أنه عرف المدرسين وجميع العاملين معه وهم كذلك، وأقصد أنهم علموا نظامه وأدركوا طباعه وتمرسوا أسلوبه فى العمل.
ونقله إلى مدرسة أخرى من الجائز أن يضر باستقرار العملية التعليمية، ويهدد بضعف مستوى المدرسة وتراجع الإنجازات التى تم تحقيقها.
ودعونا نرد على تلك الحجج الواهية:
أولاً – إذا كان المدير كفء و متميز وذو خبرة وحقق انجازات فى إدارة مدرسة فما المانع من الاستفادة منه في مدرسة أخرى يحقق فيها نفس النجاح والتميز والإنجاز؟!
أما إذا كان هذا المدير لم يحقق شيئًا يُذكر فى إدارة مدرسةٍ ما؛ فيصبح أمامه فرصة ثانية فى مدرسة أخرى مختلفة في ظروفها، يحقق فيها نجاحًا وتفوقًا، فإن فشل فقد ثبت عدم صلاحيته فيتم استبعاده .
ثانيا – جانب الاستقرار وأنه عرف المدرسين وهم عرفوا أسلوبه ونظامه، نقول إن مدير المدرسة يسير حسب نظم وقوانين ولوائح لا يخترعها بل ينفذها بالإضافة إلى تعليمات الإدارة والمديرية التابع لها، وبالنسبة لطريقة عمله وأسلوبه فالمدير الناجح صاحب الشخصية القوية يستطيع أن يفرض فكره أسلوبه ومنهجه في تنفيذ القوانين والنهوض بالعملية التعليمية .
هناك أمور لا يعلمها إلا فئةٌ قليلةٌ من الناس وسوف أتحدث عنها بكل صراحة مع علمى أنها سوف تغضب البعض . هناك بعض المديرين وهنا أقول بعض وليس كل . بسبب طول مدة بقاءهم فى مدارسهم حولوا هذه المدارس إلى عزب خاصة بهم يفعلون فيها ما يشاءون مع المدرسين والطلاب و أولياء الأمور .
وقد تدهشون عندما تعلمون أن بعض المديرين يتجاوز دخلهم الشهري خمسون ألف جنية .
ودعوني أوضح كيف يتم ذلك ؟!
هناك مايسمى النسبة، ماهى النسبة ؟ كل مدرس يعطى دروسًا خصوصية ومجموعات تقوية يقوم بدفع نسبة عن كل فصل، تترواح من مائة جنيه إلى ثلاثمائة جنيه شهريًا حسب مستوى المدرسة؛ اى أن المدرس الذى لديه أربع فصول ونسبة الفصل ثلاثمائة جنيها يدفع ألفا ومائتين جنيهًا شهريًا .
هناك بعض المدارس الكبيرة يتجاوز فيها عدد المدرسين الخمسون مدرسًا، فتكون النسبة المحصلة ستون الف جنيه شهريا .
وكيل الإدارة التعليمية والمدير العام لا يملكون فعل شيء تجاه هذا الأمر لأن الفكرة ببساطة لا توجد شكوى من أى مدرس بل ولو سئل اى مدرس سوف ينكر .
ويستمر الفساد دون مقاومة.
فتحية تقدير واحترام للأستاذ/ اشرف سلومة مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة فهو شخص محنك وذو خبرة عميقة، تدرج فى سلم الوظائف التعليمية والقيادية، فيدرك كل مايدور حوله حتى خلف الأبواب المغلقة؛ لذلك اتخذ هذا القرار الجريء للقضاء على الفساد ومراكز النفوذ وسيطرة بعض المديرين والنهوض بالعملية التعليمية وضخ دماء جديدة قادرة على العطاء ولديها الرغبة في النجاح وإثبات الذات وأنا شخصيًا أعتبر هذا القرار ضربة معلم وقرار صائب مائة فى المائة .
فى النهاية أقول برافو الأستاذ القدير/ أشرف سلومة الذي يجب أن يُتخذ مثلًا يحتذى به وقائدًا يحذو حذوه من يريد التفوق والتميز في توصيل الرسالة على مستوى محافظات الجمهورية .
هل من الممكن أن يطبق هذا القرار فى محافظة القاهرة وقد سمعنا أنه كان سيطبق العام الماضى ولكن تم تعطيل العمل به وهذا قرار جرئ وشجاعة ويقف أمام فرض السيطرة والاتهامات من بعض مديرى المدارس