الأحد , ديسمبر 22 2024
محمود سعد
محمود سعد

احترمت محمود سعد أكثر حينما تحدث عن علاقته بوالده وأنه لم يتاثر بوفاته!!

إكرام يوسف

على فكرة، احترمت محمود سعد اكتر، لما اتكلم عن علاقته بوالده وانه لم يتاثر بوفاته!! كون حظه وقعه في اب عاق، لا يقلل منه! وكلامه ممكن يكون جرس تنبيه لكثير من الآباء والأمهات العاقين، اللي بيدمروا حياة أولادهم ويؤذوهم!!

من حق محمود سعد انه يفخر بوالدته الله يرحمها اللي كانت ام واب لاولادها بعد تخلي أبوهم! مش كل الابناء اللي حظهم وقعهم في اب اناني او نرجسي او ام انانية او نرجسية، بيقدروا يرمموا نفوسهم ويكبروا وينجحوا زي محمود -ودي طبعا حاجة تعلي قدره في عيون الناس- طبعا والدته لها اثر كبير، وهو كمان اكيد اشتغل على نفسه وما ضيعش وقته في الاحساس بالمظلومية والرثاء للنفس!عشنا زمن طويل، أسرى الاحكام النمطية العامة عن الاب السند والضهر والام ينبوع الحنان والتضحية!..

لكن الزمن والتجارب والحياة اثبتت ان زي مافيه اهل اسوياء يتشالوا فوق الراس، فيه نماذج مشوهة -للاسف اتضح انها مش قليلة- تخلينا نبطل النمطية والاحكام العامة!

زي مافيه اب سند وضهر وبيجوع ويحرم نفسه ويتقطم وسطه، عشان يؤكل ولاده ويعلمهم ويربيهم؛ شفنا الاب اللي بيغتصب بناته؛ واللي بيشغلهم وياخد عرقهم يحشش بيه!! واللي بيبيعهم لأي حد معاه فلوس ، واللي بيحرم زوجته واولاده عشان يصرف على ملذاته!!

والاب الهمجي اللي ما بيعرفش يتعامل مع اولاده الا بالضرب والعنف الجسدي المؤذي!وزي ما شفنا امهات ينبوع الحنان والتضحية؛ بنشوف برضه أم بتغير من بنتها، وبتحاول تسرق منها اعجاب المحيطين، وتقهرها وتبهدلها عشان تفضل هي جميلة وصبية!!

وسمعت اكتر من مرة عن ام سرقت خطيب بنتها او جوزها!! وأم بتفرق في المعاملة بين ولادها لغاية ما تكرههم في بعض، وممكن يقتلوا بعض! وأم تجبر بنتها على اعمال مهينة عشان تاخد فلوسها؛ ويمكن اقلهم سوءا، ام -قريت عنها من كام يوم – استولت على ورث بنتها من ابوها ورفضت تديها منه، وطلبت منها تشتغل وتجهز نفسها، وكل ما البنت تجيب حاجة كويسة في جهازها، او في لبسها واكسسواراتها؛ تحلى في عين الام فتاخذها منها عنوة لنفسها!!

دا غير بقى الاب او الام اللي ينفصلوا وطرف منهم يحرم الابناء من رؤية الطرف التاني، ويحرص على تشويهه في نظر الابناء، وقطع علاقة الابناء بعائلتهم من الطرف التاني، دون أي مراعاة للتشويه اللي بيتعرض له شخصيات الابناء دول!من الآخر، كل تعميم خطأ وكل حالة لها ظروفها، وياريت نبطل نحكم على الناس من غير ما نحاول نفهم ونحط نفسنا مكان الناس!!

يعني اللي ربنا رزقه بأب وام أسوياء، يدعي لهم ويحاول يعوضهم تعبهم معاه؛ من غير ما يستهين بآلام ناس تانية ما عاشوش اللي عاشه، ولا هو يتخيل نفسه مكانهم!! يعني الناس اللي لقت في نفسها الجرأة على مهاجمة محمود سعد، وترديد الكلام المحفوظ عن بر الوالدين؛ ياريت يحمدوا ربنا على النعمة اللي شافوها، ويسكتوا خالص !عشان ما يزيدوش اوجاع الناس اللي ما شافتش الامان والحب اللي همه شافوه!

ويمكن تكون جرأة محمود سعد في كشف المستور ، واعلان المسكوت عنه، فرصة؛ عشان يراجع الآباء -والأمهات- نفسهم ويشوفوا بيعملوا ايه في ولادهم! من يومين قريت لشاب بيقول انه نفسه ابوه يموت وينزل معاه القبر عشان يتفرج على عذابه في القبر! وشفت اكتر من مرة بنت بتقول ان اغلى امنياتها ان امها تموت عشان تخلص من أذاها!!

يمكن تكون صيحة محمود سعد الجريئة جرس انذار، ينقذ ابناء من جحيم عايشينه مع اب عاق او أم عاقة.مايحسس بالنار الا اللي كبشها، فلا تستهينوا بأوجاع الآخرين.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.