د.ماجد عزت إسرائيل
شارك صاحب النيافة الأنبا «دميان» أسقف شمال ألمانيا ورئيس دير السيد العذراء والقديس موريس بألمانيا وبصحبته القمص «بوليكاربوس المحرقي» في درس من دروس التربية العملية من خلال مشاركة طلاب كلية الزراعة بمدينه هـوكستر وبإشراف الأستاذ الدكتور «رولر Rohler» بالقيام بتخطيط وزراعة الحديقه النموذجية لدير السيدة العذراء والقديس موريس بهـوكستر- برنكهـاوزن.
وتعد مشاركة صاحب النيافة الأنبا «دميان» وأبينا القمص «بوليكاربوس المحرقي» طلاب كلية الزراعية دراساً عمليًا وإحياء للشعار القبطي الذي ساد بين أقباط مصر على مر عصور التاريخ، هذا الشعار الجميل في شعورهم بواجبهم نحو أبنائهم «علموهم ولاتورثوهم» إنه شعار رائع كان دائما وأبد يلمع أمام عيونهم في سماء علاقاتهم بأولادهم.
فلا يعنيهم كثيرًا أن يرث أبناؤهم من بعدهم عقاراً أو مالا بقدر مايعنيهم أن يعلموهم فنًا أو مهنة أو حرفة تحميهم وتحصنهم ضد العوز والحاجة والفقر.
وهو شعار حكيم، وبناء وأساس سليم للتنمية الذهنية والانعاش الاقتصادي والازدهار الاجتماعي والاستقرار النفسي.
وطبقًا لهذا الشعار عاش على أرض العالم رجال فقراء ولكنهم أغنوا وأثروا بلادهم تهذبوا وتعلموا ونبغوا في مناحي الحياة العامة نظريًا وعملياً حضارياً وفنياً ومادياً.
وحقاً لقد أعطى صاحب النيافة الأنبا «دميان» دراسًا عمليًا عن دور الكنيسة في المشاركة المجتمعية وخدمة البيئة حيث جمعت حديقة الدير القبطي ما بين الرهبان والمجتمع وما بين المؤسسات الدينية والمؤسسات العلمية مثل الجامعات والمعاهد من خلال مشاركة الجميع من أجل تنسيق وتنظيم وزراعة حديقة الدير القبطي بهـوكستر- برنكهـاوزن.
وهذا المشاركة لم تكن وليدة الصدفة، بل بالتنسيق والتنظيم لأن “اللهَ لَيْسَ إِلهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلهُ سَلاَمٍ” (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 14: 33).
وربما تأتي مشاركة الأنبا «دميان» بنفسه في العمل من أجل تشجيع الآباء الكهنة على تشجيع رعاياهم على المشاركة وعدم الخوف “تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ وَاعْمَلْ. لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ إِلهِي مَعَكَ. لاَ يَخْذُلُكَ وَلاَ يَتْرُكُكَ حَتَّى تُكَمِّلَ كُلَّ عَمَلِ خِدْمَةِ بَيْتِ الرَّبِّ” (سفر أخبار الأيام الأول 28: 20)