نازك شوقي
طالبت محكمة جنايات الدقهلية التي أصدرت حكم بإعدام محمد عادل قاتل نيرة أشرف، من المشرع بإصدار تعديل يتيح نشر وإذاعة علنية لتنفيذ حكم الإعدام ولو جزء من بداية التنفيذ.
يأتي طلب المحكمة من المشرع إذاعة حكم الإعدام بناءً على عدم جواز إذاعتها وفق ما نصت عليها المادة 474 من قانون الإجراءات الجنائية: “تنفيذ حكم الإعدام إجراء خاصا في تنفيذ العقوبة في أحد السجون العمومية، بحضور أحد وكلاء النائب العام، ومأمور السجن، وطبيب السجن أو أي طبيب آخر ينتدبه السجن”.
طلب المحكمة بإذاعة إعدام قاتل نيرة أشرف، أعاد إلى الأذهان حكم الإعدام الذي تم تنفيذه عام 1998 على الهواء مباشرة بحق 3 متهمين بقتل المهندسة نانيس فؤاد ونجلتها هديل وابنها آنس بغرض السرقة.
ونفذ حكم الإعدام – آنذاك – بأوامر من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بحضور التلفزيون المصري الذي رافق المحكوم عليهم حتى الممر المؤدي إلى غرفة الإعدام وأذاع مشاهد توثيقهم وتلقينهم الشهادة على يد شيخ من الأزهر الشريف،بحضور المستشار عمر مروان، وزير العدل الحالي وكان حينها بدرجة رئيس نيابة بمكتب النائب العام، والذي حرر محضرا بأقوال المتهمين وبتنفيذ الحكم.
وطعن المتهمون الثلاثة أمام محكمة النقض على إعدامهم، إلا أن الأخيرة رفضته وأيدت الحكم ومن بعدها صدق رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك وقتها على الإعدام وأمر بإذاعته على الهواء مباشرة، بعد أن ضجت القضية الرأي العام وقتها، فالجريمة وضبط المتهمين ومحاكمتهم وتنفيذ الإعدام لم يتجاوز 3 أشهر.
التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة، أكدت أن “كمال” زوج المجني عليها ووالد الطفلين، استعان بالمتهمين لتغيير دهان الشقة، وأنهم ترددوا على المنزل عدة مرات ولاحظوا المصوغات الذهبية بحوزة الزوجة، المجني عليها، فخططوا لسرقة الأموال لسداد ديونهم التي تراكمت بسبب تعاطي المخدرات، وفي يوم التنفيذ راقبوا المنزل حتى تأكدوا عدم وجود الزوج، وصعدوا وطرقوا الباب وأخبروا المجني عليها أنهم بحاجة لرفع مقاسات الحوائط، فانقضوا عليها خنقا وطعنا بمطواه ثم على طفليها واستولوا على المصوغات والأموال ولاذوا بالفرار.
وتمكنت مباحث مديرية أمن القاهرة والأمن العام من تحديد المتهمين والقبض عليهم، وبحوزتهم مسروقات لم يتمكنوا من تصريفها وبيعها، واعترفوا بارتكاب الجريمة، وأحيلوا للمحاكمة الجنائية العاجلة أمام محكمة جنايات القاهرة بتهم القتل العمد المقترن بجنحة سرقة، وأصدرت حكما بإعدامهم شنقا، ثم طعنوا أمام محكمة النقض، وبجلسة 10 مارس 1998 رفضت طعنهم وقضت بإقرار حكم الإعدام، وبتاريخ 14 أبريل 1998 صدّق الرئيس الأسبق حسني مبارك على الحكم بعدما رُفعت له أوراق القضية بمعرفة وزير العدل.
ضمن أحكام الإعدام الشهيرة التي بثت عبر وسائل الإعلام كانت لحظة إعدام الإرهابي هشام عشماوي بعد إدانته في هجمات إرهابية كبرى.
وظهر “عمشاوي” قبل تنفيذ الحكم عليه خلال الحلقة الأخيرة من مسلسل “الاختيار 3“، وطلب منه الشرطي وقتها أن كانت يرغب في أي شيء ليرد الأخيرة بـ”لا”.
عشماوي” كان ضابطًا سابقًا بالقوات المسلحة وكان يقود جماعة أنصار بيت المقدس، التي أعلنت مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2014.
وانتقل بعد ذلك مع مجموعة صغيرة من أنصاره إلى صحراء مصر الغربية ثم عبر الحدود إلى ليبيا لينضم إلى جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة، وتم القبض عليه في مدينة درنة بشرق ليبيا في أواخر عام 2018 وتسليمه إلى مصر في مايو 2019.
وأدين عشماوي بعدة تهم بينها التخطيط لهجوم في 2014 أسفر عن مقتل 22 جنديا بالإضافة إلى محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم في 2013.
وأصدرت محاكم مدنية وعسكرية عليه أحكاما بالإعدام قبل وبعد تسليمه لمصر.
ونشر المتحدث العسكري – آنذاك – على تويتر صورة لعشماوي وهو يرتدي ملابس المحكوم عليهم بالإعدام الحمراء وكتب “تم صباح اليوم تنفيذ حكم الإعدام على الإرهابي هشام عشماوي”.
ونظرت المحكمة برئاسة المستشار بهاء الدين خيرت المري، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين: سعيد السمادوني، ومحمد الشرنوبي، وهشام غيث، وسكرتارية محمد جمال، ومحمود عبدالرازق، محاكمة المتهم نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة وقضت بإعدامه.